جريمة قتل غامضة في أفريقيا
الوسطى، وقعت عام 2018، راح ضحيّتها ثلاثة صحافيّين روس، أحد ما لم يكن يريد لهم
أن ينجحوا في مهمّتهم، فماذا كانت تلك المهمّة التي وضعت حدًّا لحياتهم؟
المهمّة كانت جمع معلومات
عن شركة "فاغنر" العسكريّة، التي تدير مجموعة من المرتزقة الروس، وتنشط
في أكثر من دولة، أسّسها ضابط المخابرات الروسيّ السابق ديمتري أوتكين.
اسم أوتكين الحركيّ في
المخابرات كان "فاغنر"، بسبب إعجابه بالنظام النازيّ الذي استخدم موسيقى
"فاغنر" في الدعاية.
من يموّلها؟
تمويل وإدارة شركة "فاغنر"
لا يزالان لغزًا. إذ تقول وسائل إعلام إنّ المخابرات الروسيّة تديرها بشكل سريّ.
فيما يربط آخرون بين
"فاغنر" ورجل أعمال له علاقات مع الرئيس
الروسيّ فلاديمير بوتين، وهو يفغيني بريغوجين، والذي نفى مرارًا وتكرارًا
أيّ صلة له بها.
كذلك ينفي الكرملين بدوره، علاقته
بالشركة، حتى يقلّل من الخسائر الرسميّة الروسيّة في العمليّات الخارجيّة.
كيف ظهرت وأين تواجدت؟
مرتزقة "فاغنر"
موجودون أينما وجد الروس. إذ تنشط في الأماكن
التي لا تستطيع موسكو التدخل فيها رسميًا أو تفضّل أن لا تكون في الواجهة.
ظهروا للمرة الأولى في
أوكرانيا، بعد احتلال روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، وذلك عندما
ثارت القوات الموالية لروسيا ضدّ الحكومة الأوكرانيّة.
في سوريا، شاركوا في
السيطرة على تدمر ودير الزور. ومؤخرًا، ظهروا في ليبيا، لدعم قوات خليفة حفتر،
حليف الروس.
في السياق عينه، يقول تقرير
أمميّ مسرّب إنّ عددهم في ليبيا، يصل إلى 1000 شخص، يقدمون دعمًا تقنيًا لقوات
حفتر، ويشاركون في إصلاح المعدات، ويُشرفون على العمليّات الجويّة.
رغم أنّ موسكو
نفت مرارًا وتكرارًا أيّ تورط مباشر في الصراع الليبيّ، لكنّ هؤلاء المرتزقة
"يعملون تحت سيطرة الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة الروسيّة، ومن دون ضوء أخضر
من الكرملين، لا تتحرك"، هذا ما قاله بافيل فيليجنهاور، المحلّل والمحرّر في
نوفيا غازيتا لـ "يورونيوز".
كذلك، وبحسب تقرير للفورين بوليسي فإنّ المجموعة،
تحاول مؤخرًا، بعد سوريا وليبيا، العثور على عمل في أفريقيا في تدريب الميليشيات
المحليّة وتأمين عقود للأمن الخاص. فكان اللافت في صيف عام 2018، مقتل ثلاثة صحافيّين
روس، كانوا يحقّقون في وجود "فاغنر" في جمهوريّة أفريقيا الوسطى. كما تعرّض
آخرون للتهديد.
وسط هذا الغموض الذي يُحيط
بعمل هذه المنظّمة "المجهولة المعلومة"، يبقى السؤال: هل يوجد مرتزقة
"فاغنر" في دول أخرى غير تلك التي أُتي على ذكرها؟