تواصلت الاحتجاجات في العاصمة الإيرانية طهران وعدة مدن أخرى على خلفية حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية فيما استدعت الخارجية البريطانية السفير الإيراني في لندن للإعراب عن «اعتراضاتها القوية» على توقيف السفير البريطاني في طهران لفترة وجيزة، كما أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني.
وقال المتحدث إن التوقيف «انتهاك غير مقبول لاتفاقية فيينا»، مضيفاً أن المملكة المتحدة طلبت من السفير حميد بعيدي نجاد ضمانات بألا يتكرر ذلك.
ووجهت طهران انتقادات للسفير روب ماكير لحضوره في «تجمع غير قانوني» في انتهاك للاتفاقيات الدبلوماسية.
وأحرق متظاهرون العلمين البريطاني والإسرائيلي الأحد أمام سفارة المملكة المتحدة في طهران هاتفين «الموت لبريطانيا».
وأكد ماكير الذي أوقف لفترة وجيزة أنه توجه إلى التجمّع المعلن تكريما لذكرى ضحايا تحطم الطائرة المدنية الأوكرانية التي أصيبت «خطأ» بصاروخ إيراني.
وأُطلقت قنابل مسيّلة للدموع لتفريق متظاهرين مناهضين للسلطات في إيران وأُصيب شخص على الأقلّ بجروح، وفق مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي امس.
ونُظمّت تجمّعات الأحد للّيلة الثانية على التوالي بعد أن اعترفت القوات المسلحة الإيرانية بإسقاطها طائرة الرحلة «بس اس 572» التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية في الثامن من كانون الثاني الحالي بعيد إقلاعها من طهران، بواسطة صاروخ «عن طريق الخطأ» في وقت كانت دفاعات البلاد بحالة تأهب خشية هجوم أميركي.
وقال قائد شرطة طهران أنه تلقى توجيهات «بضبط النفس» في مواجهة التظاهرات الغاضبة ضد السلطات التي تجري منذ مساء السبت بعد اعتراف إيران بإسقاط طائرة ركاب عن طريق الخطأ.
وقال الجنرال حسين رحيمي في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي إن «الشرطة عاملت الأشخاص الذين تجمعوا بصبر وتسامح. الشرطة لم تطلق النار على التجمعات لأن أمرا بضبط النفس أعطي لرجال الشرطة في العاصمة».
واعترفت القوات المسلحة الإيرانية السبت بإسقاط طائرة البوينغ التابعة للخطوط الأوكرانية الدولية في 8 كانون الثاني بصاروخ أطلق «عن طريق الخطأ» في وقت كانت دفاعات البلاد بحالة تأهب خشية من هجوم أميركي.
وأثار اعتراف طهران بمسؤوليتها عن تحطم الطائرة موجة تنديد في البلاد.
وبحسب مقاطع الفيديو، بدا حشد من المتظاهرين يهتف شعارات مناهضة للسلطات في ميدان «أزادي» (الحرية) الشهير في طهران.
وأظهرت لقطات أعاد نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مركز حقوق الإنسان في إيران - وهو منظمة غير حكومية مقرها نيويورك - متظاهرين يصرخون ويتمّ تفريقهم فيما أُطلقت قنابل مسيّلة للدموع على حشد مكتظّ في شارع أزادي المؤدي إلى الميدان.
ولم يتسنَّ التحقق بشكل مستقلّ من توقيت ومكان التقاط هذه اللقطات التي غالباً ما تتمّ مشاركتها عبر تطبيق «تلغرام» وخدمات مراسلة أخرى.
إلا أن الوكالة لم تجد أي أثر لهذه المقاطع على الانترنت قبل نشرها في الأيام الأخيرة.
وفي أحد المقاطع المصوّرة، تبدو امرأة مصابة بجرح ومستلقية على الرصيف في حين ظهرت آثار دماء على الأرض، وحملها أشخاص عدة بينهم من هتف «ضمّدوا» الجرح.
من جهتها، رأت الحكومة الألمانية أن التظاهرات الجارية في إيران بعد إقرار السلطات بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية عن طريق الخطأ، يجب أن تجري «بدون قيود».
وأكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية خلال مؤتمر صحافي في برلين أن «الشعب الإيراني يجب أن تكون لديه امكانية الاحتجاج سلمياً وبحرية» مشيرةً إلى أن «الشعب يريد التعبير عن ألمه وبالطبع هناك غضب بعد الأحداث وكارثة حادث الطائرة الفظيعة».
على صعيد اخر، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن «غضبه» جراء هجوم صاروخي آخر على قاعدة جوية عراقية تتمركز فيها قوات أميركية، في الوقت الذي أشارت فيه إيران الى رغبتها بخفض التوترات في المنطقة.
وقال بومبيو في تغريدة انه «غاضب ازاء التقارير عن هجوم صاروخي على قاعدة جوية عراقية»، مضيفا «هذه الانتهاكات المستمرة للسيادة العراقية من قبل جماعات غير موالية للحكومة العراقية يجب أن تنتهي».
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجوم الأحد. وحمّلت الولايات المتحدة سابقا مسؤولية هجمات مماثلة الى جماعات مدعومة من ايران في العراق.
من جهة أخرى قال بومبيو إن الولايات المتحدة ستعمل مع القادة العراقيين «لتحديد المكان الأنسب» بشأن نشر القوات الأميركية في البلاد، في أعقاب طلب من بغداد الأسبوع الماضي للاستعداد لسحب تلك القوات.
وأضاف بومبيو في لقاء في معهد هوفر في كاليفورنيا «سيتم في نهاية الأمر التوصل إلى حل لوضع قواتنا داخل العراق وسنعمل مع... الزعماء المنتخبين في العراق لتحديد المكان المناسب».
(أ ف ب - رويترز)