بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

28 شباط 2019 06:11ص «حرب مقاتلات» في سماء كشمير

العالم يدعو الهند وباكستان لـ «التعقُّل»

حجم الخط
أعلنت كل من باكستان والهند امس إسقاط طائرات مقاتلة للطرف الآخر في تصعيد خطير للمواجهة بين الدولتين النوويتين.
وبهدف نزع فتيل الأزمة، دعا رئيس وزراء باكستان إلى محادثات مع الهند محذراً من العواقب الكارثية المحتملة في حال عدم «تحكيم المنطق».
وقال في كلمة نقلتها قنوات التلفزيون «هل يمكننا تحمل عواقب أي خطأ في الحسابات مع طبيعة الأسلحة التي لدينا ولديكم؟».
وقالت باكستان انها أسقطت مقاتلتين هنديتين في مجالها الجوي وأسرت طيارين، لكنها شددت انها لا تريد «الذهاب نحو الحرب» مع جارتها.
وأكدت الهند خسارة إحدى مقاتلاتها وإسقاط مقاتلة باكستانية في اشتباك جوي فوق منطقة كشمير المتنازع عليها في الهيمالايا.
وفي إشارة الى تعمّق الأزمة أغلقت باكستان مجالها الجوي «حتى إشعار آخر»، وأغلقت الهند ستة مطارات على الاقل ومدرجا كبيرا شمال نيودلهي أمام الطيران المدني.
وأشار متحدث عسكري باكستاني الى ان واحدة من المقاتلتين الهنديتين سقطت في كشمير الباكستانية بينما سقطت الاخرى في الجانب الهندي من الحدود المحصنة التي تقسم المنطقة.
وقال الجنرال آصف غفور في مؤتمر صحافي «لا نريد التصعيد، لا نريد الذهاب نحو الحرب» داعيا الى اجراء حوار مع نيودلهي.
ولفت الى أن أحد الطيارين الأسيرين قيد الاحتجاز والآخر في المستشفى. 
ونشرت وسائل الإعلام الباكستانية امس شريط فيديو يظهر فيه أحد الطيارين الهنديين معصوب العينين بعد أسره إثر إسقاط طائرته. وأكدت مصادر أمنية أن الفيديو صحيح.
وقال غفور ان المقاتلتين الهنديتين تم اسقاطهما بعد ان حلقت الطائرات الباكستانية في وقت سابق عبر خط المراقبة الى الجانب الهندي في استعراض قوة وضربت أهدافا غير عسكرية بينها مستودعات امداد.
وأضاف ان المقاتلتين الهنديتين عبرتا بعد ذلك خط المراقبة نحو الأجواء الباكستانية.
وقال «القوات الجوية الباكستانية كانت على أهبة الاستعداد، فتصدت لهما وحصل اشتباك. وبالنتيجة تم اسقاط المقاتلتين الهنديتين وهوى حطام إحداها في جانبنا وحطام الاخرى في جانبهم».
ونفى غفور تقارير أولية تحدثت عن اسقاط الهند لطائرة باكستانية، وقال ان التقارير عن اسقاط مقاتلة اف-16 غير صحيحة لأنه لم يتم استخدام هذا النوع من الطائرات في المواجهة.
ولاحقا أعلن المتحدث باسم الخارجية الهندية راجيش كومار عن اصابة طائرة باكستانية شاركت في عملية «لاستهداف منشآت عسكرية في الجانب الهندي».
وقال في مؤتمر صحافي «شاهد الجنود الطائرة الباكستانية تسقط من السماء في الجانب الباكستاني».
وأضاف «خلال الاشتباك خسرنا للأسف طائرة ميغ 21 واحدة والطيار مفقود. باكستان أدعت انها تحتجزه».
وفي حادث منفصل، تحطمت طائرة مروحية واشتعلت فيها النيران خارج مدينة سريناغار في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وفقا لما ذكره مسؤولون، مضيفين أن تحقيقا فتح في القضية.
وفي وقت سابق، سعت الخارجية الهندية الى التخفيف من حدة الوضع عبر التقليل من أهمية غارة الثلاثاء، وكررت الادعاءات الهندية بأنها كانت هجوما استباقيا ضد «جيش محمد» مع تخطيط الجماعة لهجمات أخرى.
وقالت سوشما سواراج خلال محادثات في الصين مع نظيريها الروسي والصيني «الهند لا تريد أن ترى مزيدا من التصعيد لهذا الوضع، وستواصل العمل بمسؤولية وضبط نفس».
ودعت الولايات المتحدة مع الصين والاتحاد الاوروبي الى أن يسود التعقل.
وقال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بعد حديثه الى نظيريه الهندي والباكستاني «نحن نشجع الهند وباكستان على ممارسة ضبط النفس، وتجنب التصعيد بأي ثمن».
كما دعت فرنسا إلى «التهدئة» في كشمير حيث تصاعد التوتر في الساعات الأخيرة، وفق متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية.
وقال المتحدث في تصريح إن «فرنسا قلقة لتدهور الوضع وتدعو باكستان والهند إلى التهدئة» مشيرا إلى «العمليات العسكرية التي جرت على الحدود الهندية الباكستانية» صباح امس.
وحضت الصين امس الجانبين على «ضبط النفس» والحوار.
وتمثل هذه المواجهة أول اختبار على صعيد الأزمات الخارجية لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي يعتقد انه مقرب من الجيش النافذ في البلاد والذي جاء الى السلطة العام الماضي متعهدا السعي الى اقامة حوار مع الهند.
(ا.ف.ب - رويترز)