بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

13 كانون الثاني 2020 12:04ص «عار» إسقاط الطائرة يُفجِّر احتجاجات ضد النظام في طهران

مظاهرة في طهران ضد مسؤولي النظام احتجاجاً على إسقاط الطائرة الأوكرانية (الأناضول) مظاهرة في طهران ضد مسؤولي النظام احتجاجاً على إسقاط الطائرة الأوكرانية (الأناضول)
حجم الخط
بدا أمس أن السيناريو الأسوأ في المنطقة ينحو الى التراجع بعد عشرة ايام من التوتر المتصاعد، فقد صدرت تصريحات اقل سخونة سواء من الولايات المتحدة او ايران. ورغم ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ابقى امس على ضغوطه مع تحذير جديد لايران من قمع التظاهرات التي اندلعت احتجاجا على «عار» اسقاط الطائرة الايرانية بحسب وصف الصحافة الايرانية عقب اعتراف الحرس الثوري بذلك، فان وزير دفاعه اكد انه لا يزال مستعدا لمحاورة القادة الايرانيين لكن المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي ندد بـ«الفساد الذي تنشره اميركا» في المنطقة. 

وفي طهران انتشرت أمس شرطة مكافحة الشغب بعدد كبير بعد دعوة الى التظاهر، غداة تجمع تكريما لضحايا الطائرة الاوكرانية التي اسقطت «خطأ» بصاروخ ايراني.

وكانت الشرطة فرقت تجمع السبت الذي تخلله اطلاق طلاب شعارات مناهضة للسلطات. 

وطالب زعيم «المعارضة الخضراء» في إيران مهدي كروبي، في رسالة السبت، المرشد الأعلى علي خامنئي بالتنحي وترك منصبه.

واقرت ايران السبت بمسؤوليتها عن مأساة الطائرة الاوكرانية الاربعاء التي اسفرت عن مقتل 176 شخصا معظمهم ايرانيون وكنديون، ما اثار موجة غضب في البلاد. 

واعتقلت قوات الأمن الإيرانية عددا من المتظاهرين إثر مواجهات عنيفة وسط العاصمة طهران، حيث سُجلت إصابات في صفوف المتظاهرين الذين خاضوا يومهم الثاني من الاحتجاجات على التوالي.

ولم تقتصر الاحتجاجات الحالية على طهران بل امتدت إلى مدن إيرانية عدة، احتجاجا على طريقة تعاطي السلطات مع ملف إسقاط الطائرة الأوكرانية، وتميزت بالجرأة في شعاراتها بينما كان قائدُ الحرس الثوري يحاول شرحَ ملابسات إسقاط الطائرة ويعربُ عن شعوره بالخجل.

وذكرت مصادر محلية أن تظاهرات سارت في عدة مدن إيرانية وهي ترفع شعارات ضد المرشد، وشهدت طهران أكبر هذه التظاهرات. وتسببت المواجهات بين قوات الأمن الإيرانية ومتظاهرين في وسط طهران بسقوط جرحى لا سيما وأن قوات الأمن تستخدم الرصاص المطاطي لتفريق المحتجين، كما ذكرت المصادر أن الأمن أطلق النار على متظاهرين في شادمان في العاصمة. كما اعتقل الأمن عددا من المتظاهرين بعد مواجهات عنيفة وسط طهران

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، دعا أمس قادة إيران إلى عدم قتل المتظاهرين. 

وأشار في تغريدة على حسابه في «تويتر» إلى أن هناك الآلاف إما قتلوا بالفعل أو اعتقلوا، والعالم يشاهد. 

وشدد ترامب على أنه «أهم من ذلك.. فإن الولايات المتحدة الأميركية تراقب». 

وطالب النظام الإيراني بإعادة الإنترنت وبترك الصحافيين يعملون بحرية.

ودعم ترامب عبر «تويتر» المحتجين باللغة الفارسية. ووصف الإيرانيين بأنهم يعانون ولكنهم أبطال، مضيفا أنه منذ بداية رئاسته وهو يقف معهم، وستواصل حكومته الوقوف معهم.

وأردف أن الولايات المتحدة الأميركية تتابع احتجاجات الشعب الإيراني بعناية شديدة وتستمد الإلهام من شجاعته.

وذكرت إيران إنترناشيونال عربي على «تويتر» أن محتجين فی مدينة سمنان شمال إيران يهتفون: «لا نريد نظام الجمهورية الإسلامية، ونطالب بالاستفتاء». وكانت تعالت هتافات ضد خامنئي، والحرس الثوري في تظاهرات بعدة مناطق إيرانية.

وردد المتظاهرون هتافات «الموت للديكتاتور» في ميدان آزادي وسط طهران.

في الأثناء قال بيان فرنسي ألماني بريطاني إن التطورات الأخيرة أبرزت دور إيران المزعزع.

وأضاف البيان أن الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس يزعزعان المنطقة، ملوحاً بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.

واحتفظت الدول الثلاث في البيان المشترك أمس بإمكانية اللجوء إلى بعض بنود اتفاق فيينا، بهدف الحفاظ على الاتفاق.

ودعت كل من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا إيران إلى العودة «إلى الامتثال الكامل» لالتزاماتها بموجب الاتفاق حول النووي الإيراني.

وكان قائد الحرس الثوري الايراني أعلن أمس في مجلس الشورى أن الهدف من الضربات التي شنت على اهداف اميركية في العراق لم يكن «قتل جنود العدو».

وقال الجنرال حسين سلامي بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي «اردنا ان نظهر اننا قادرون على ضرب أي هدف نختاره». 

وسط هذه الاجواء المشحونة، زار امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني طهران امس حيث التقى الرئيس حسن روحاني وخامنئي. 

واعتبر خامنئي ان «الوضع الاقليمي الحالي يستدعي مزيدا من تعزيز العلاقات بين دول المنطقة وعدم التأثر بإملاءات الاجانب». 

واعلنت طهران والدوحة عقب المباحثات ضرورة خفض التصعيد في المنطقة.

في واشنطن، اكد وزير الدفاع الاميركي مارك اسبر ان ترامب لا يزال مستعدا لمحاورة ايران «من دون شروط مسبقة»، مضيفا ان واشنطن مستعدة لمناقشة «مسار جديد، سلسلة تدابير تجعل من ايران بلدا طبيعيا». 

والسبت، حذر ترامب ايران من «مجزرة جديدة بحق المتظاهرين السلميين»، في اشارة الى الاحتجاجات التي شهدتها ايران في تشرين الثاني وتعرضت لقمع عنيف. 

وخلال التجمع الذي تم تفريقه السبت، ندد متظاهرون بمن وصفوهم ب»الكذبة» الذين حاولوا طمس حقيقة ما جرى للطائرة الاوكرانية. 

وتسبب هذا التجمع بمواجهة دبلوماسية بين لندن وطهران بعد اعتقال السفير البريطاني روب ماكير لوقت قصير. ونددت لندن بـ«اعتقال لا اساس له» و»انتهاك صارخ للقانون الدولي». 

واعترفت طهران باعتقال ماكير لفترة وجيزة بوصفه اجنبيا اشتبه بمشاركته في «تجمع غير قانوني»، وقالت الخارجية الايرانية ان «وجود سفراء اجانب في تجمعات غير قانونية» يتنافى والاعراف الدبلوماسية. 

واكد ماكير انه توجه الى التجمع الذي اقيم السبت تكريما لضحايا تحطم الطائرة، خصوصا وان بينهم بريطانيون، لكنه قال «غادرت المكان (...) حين بدأ البعض يطلق شعارات» ضد السلطات.

وامس، احرق اقل من مئتي متظاهر علما بريطانيا وآخر اسرائيليا امام سفارة المملكة المتحدة في طهران على وقع هتافات «الموت لبريطانيا» و»الموت للولايات المتحدة» و»الموت لاسرائيل».

ودفع توقيف الدبلوماسي البريطاني كندا ودولا عدة ينتمي اليها ضحايا مأساة الطائرة، الى مطالبة ايران باحترام التزاماتها الدولية. 

كذلك، انتقدت فرنسا والاتحاد الاوروبي اعتقال السفير البريطاني. 

ووقفت الصحف الإيرانية امس الى جانب ضحايا الطائرة الأوكرانية. وعنونت صحيفة «اعتماد» الاصلاحية «اعتذروا، استقيلوا». 

واقرت صحيفة «إيران» الموالية للحكومة بأن ما حدث «لا يُغتفر» فيما عنونت صحيفة همشري الصادرة عن بلدية طهران باحرف حمراء «عار». 

من جهة أخرى قال إسبر إنه لا يرى أدلة محددة من مسؤولي المخابرات على أن إيران كانت تخطط لمهاجمة أربع سفارات، الأمر الذي أكده الرئيس دونالد ترامب لتبرير قتل جنرال إيراني كبير.

وفي حين اتفق إسبر مع ترامب على أن وقوع هجمات أخرى على السفارات الأميركية أمر مرجح، قال لمحطة (سي.بي.إس) التلفزيونية إن تصريحات ترامب لمحطة فوكس نيوز لم تكن تستند إلى أدلة محددة بشأن هجوم على أربع سفارات.

وقال إسبر «ما قاله الرئيس هو أنه من المحتمل أن تكون هناك هجمات إضافية على السفارات. أشارك في هذا الرأي... لم يستند الرئيس إلى أدلة محددة».

وبسؤاله عما إذا كان ضباط المخابرات قدموا أدلة ملموسة بشأن هذه المسألة، قال «لم أشهد شيئا فيما يتعلق بأربع سفارات».

(ا.ف.ب - رويترز)