دعت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي في مجلس الأمن خلال جلسته الطارئة ليل أمس لمناقشة التطورات الاخيرة في إدلب السورية إلى ضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار محذرين من توسع المواجهات العسكرية هناك.
كما اتهم المندوب الاميركي خلال كلمته أمام المجلس روسيا والنظام الروسي بانتهاك إتفاق أستانة.
وفي خضم الغليان التركي عقب مقتل جنودها الـ٣٣ بغارة للنظام السوري في إدلب ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب التطورات.
وقالت إدارة الاتصالات التركية على «تويتر» إن الرئيسين اتفقا في اتصال هاتفي على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لمواجهة المأساة الإنسانية في إدلب حيث شردت أحدث موجة من القتال قرابة مليون شخص.
ومن جانبها، ذكرت الرئاسة التركية، أن الرئيس التركي أردوغان تحدث هاتفياً مع نظيره الأميركي ترامب، وناقشا التطورات في إدلب السورية.
وفي وقت لاحق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تدرس مساعدة أنقرة بشكل عاجل بالعتاد وتبادل المعلومات لدعمها في مواجهة قوات النظام السوري.
وقال المسؤول للصحفيين «ندرس سبل دعم الأتراك، مرة أخرى لن يشمل ذلك تحركات عسكرية لوحدات أميركية... كحليف في حلف الأطلسي وشريك رئيسي في المبيعات العسكرية الخارجية، لدينا علاقات مختلفة مع الأتراك فيما يتعلق بالعتاد وتبادل المعلومات. نبحث ما بوسعنا عمله الآن بشكل عاجل لمساعدتهم».
ومساء أمس أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جندي تركي جديد وإصابة آخر في قصف مدفعي شنه النظام السوري في شمال سوريا.
وكتبت الوزارة على تويتر ان تركيا «تواصل (الرد عبر) ضرب أهداف تابعة للنظام» في محافظة إدلب.
من جهته، قال الكرملين إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتفقا خلال مكالمة هاتفية، على ضرورة اتخاذ إجراءات جديدة لتخفيف التوتر و«إعادة الوضع لطبيعته» في شمال غربي سوريا.
ووفقاً لنص المكالمة، قال الكرملين إن بوتين وأردوغان اتفقا على ترتيب اجتماع رفيع المستوى لبحث الوضع في إدلب التي قال الرئيسان إنها مبعث «قلق بالغ»، فيما قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إن أردوغان أبلغ بوتين بأن قوات النظام السوري ستكون أهدافاً مشروعة سيتم ضربها.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد أن المحادثات بين تركيا وروسيا مستمرة، وذلك في أعقاب مقتل 34 جندياً تركياً بقصف روسي في سوريا.
وقال لافروف إن من «حق تركيا طلب اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)».
وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير خارجية لوكسمبورغ أعلن الأخير أن «التدخل في سوريا ليس من مسؤوليات الناتو».
وقدم لافروف العزاء لأنقرة بعد مقتل جنود أتراك في إدلب، موضحاً أنه «يمكن تسوية أي خلافات مع تركيا وفق اتفاق أستانا».
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار في شمال غرب سوريا «قبل أن يخرج الوضع بالكامل عن السيطرة».
من جهته دعا الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا وسوريا لوقف الهجوم في إدلب، وقال بعد اجتماع مع سفراء التحالف إن الحلف متضامن مع تركيا.
وقال خلال مؤتمر صحفي «ندعو روسيا والنظام السوري لوقف الهجمات والضربات الجوية العشوائية... كما ندعو روسيا وسوريا إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي».
وأردف قائلا «ندعو سوريا وروسيا للمشاركة الكاملة في المساعي التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للصراع في سوريا».
وقال خوسيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن التوتر في منطقة إدلب السورية قد يتصاعد إلى صراع دولي كبير مضيفا أن التكتل سيدرس كافة الإجراءات الضرورية لحماية مصالحه الأمنية.
وكتب بوريل على تويتر قائلا «التصاعد المستمر حول إدلب يجب أن يتوقف على الفور. هناك خطر من الانزلاق نحو مواجهة عسكرية دولية مفتوحة. هذا يتسبب كذلك في معاناة إنسانية غير محتملة ويعرض المدنيين للخطر».
وحضت تركيا امس المجموعة الدولية على إقامة منطقة حظر جوي في شمال غرب سوريا لمنع طائرات النظام السوري وحليفته روسيا من شن ضربات.
وقال مدير الإعلام لدى الرئاسة التركية فخر الدين ألتون إن «المجموعة الدولية يجب أن تتخذ اجراءات لحماية المدنيين وإقامة منطقة حظر جوي» في إدلب.
وقال ألتون في بيان إن «ملايين المدنيين يتعرضون لقصف منذ أشهر» موضحا أن «النظام يستهدف بنى تحتية ومدارس ومستشفيات بانتظام».
وأضاف أن «روسيا وايران الداعمتين للنظام ستخسران كل مصداقية اذا فشلتا في الالتزام بتعهداتهما بخفض أعمال العنف والاعمال الحربية في ادلب».
من جهة أخرى قالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية المعنية بالمساعدات الطبية إنها طلبت من السلطات التركية السماح بعبور المساعدات الإنسانية الحيوية والأطقم الطبية لمساعدة آلاف اللاجئين النازحين في شمال غرب سوريا.
وقالت المنظمة في بيان «قدرة أطباء بلا حدود على زيادة مساعداتها للنازحين ستتوقف على إمكانية ترتيب تدفق منتظم ومتواصل للإمدادات الإغاثية والطبية، علاوة على إمكانية إرسال فرق لتعزيز جهود رفاقنا السوريين، الذين يعاني الكثيرون منهم الإنهاك بعد سنوات من العمل في ظروف قاسية».
ومنعت اليونان أمس مئات المهاجرين من دخول معبر حدودي مع تركيا، وأعلن رئيس حكومتها عدم التساهل مع أي «دخول غير شرعي» وذلك بعد ساعات على تأكيد أنقرة أنها لن تمنعهم من العبور إلى أوروبا.
وشاهد أحد مراسلي فرانس برس عند معبر حدودي في كاستانييس بمنطقة إيفروس بشمال شرق اليونان، شاحنات للجيش محملة بأسيجة شائكة وجنود مسلحين، في وقت أكدت أثينا رفع التأهب على الحدود «إلى أقصى درجة ممكنة».
وقال رئيس الوزراء كرياكوس ميتسوتاكيس في تغريدة «أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين تجمعت في مجموعات كبيرة على الحدود البرية التركية اليونانية وحاولت دخول البلاد بطريقة غير شرعية».
وأكدت أثينا أن رئيس الأركان العامة اليوناني ووزير الشرطة توجها إلى المنطقة.
ووصل نحو 300 شخص إلى المنطقة في وقت سابق على ما يبدو من أدرنة بتركيا، بحسب ما أفادت مصادر في الجيش والشرطة فرانس برس.
وفي بلغاريا أعلن رئيس الوزراء بويكو بوريسوف عن إرسال قوات من الشرطة إلى «حدودنا (مع تركيا) في ساعة مبكرة صباحا» معربا عن «القلق من انسحاب حرس الحدود الأتراك».
وفي وقت سابق، أعلن مسؤول تركي كبير أن أنقرة لن تمنع المهاجرين الذي يحاولون الوصول إلى أوروبا من عبور الحدود، بعد وقت قصير على مقتل 33 جنديا تركيا بغارة جوية في إدلب.
وقال مصدر حكومي يوناني «بعد التطورات في إدلب، تجري (أثينا) اتصالات مكثفة مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي».
( ا.ف.ب - رويترز)