بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

23 أيلول 2019 12:17ص قوّات أميركية إلى الخليج لـ «ردع إيران»

ترامب مستعد للإطلاع على خطّة روحاني بشأن المنطقة

جنود مصريون وسعوديون خلال المناورات البحرية في السعودية (واس) جنود مصريون وسعوديون خلال المناورات البحرية في السعودية (واس)
حجم الخط
أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس أنّ الولايات المتحدة ستسعى خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها غدا للحصول على مساندة دولية في وجه إيران التي تتهمها باستهداف منشأتين نفطيتين في السعودية. 

وقال بومبيو عبر قناة «ايه بي سي»، إنّ «الرئيس (دونالد) ترامب وأنا شخصياً نريد أن نمنح الدبلوماسية كل فرص النجاح».

وأضاف وزير الخارجية الأميركي «أنا في نيويورك، سأكون في الأمم المتحدة طوال الأسبوع للحديث عن ذلك»، وتابع «نأمل أن تتبنى الأمم المتحدة موقفاً حازماً». 

وأشار إلى أنّ الأمم المتحدة «أنشئت تماماً لهذا النوع من الأمور - حين تهاجم دولة أخرى - ونأمل أن تتحرك على هذا الصعيد». 

وأكد مجدداً أنّ ما تعرضت له السعودية كان «هجوماً إيرانياً، نفذته بصواريخ «كروز»». من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي أمس أنّ ليست لديه «أي نية» للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني في الأمم المتحدة. 

وقال «لا يمكن استبعاد أي شيء تماماً، ولكن ليست لدي النية للقاء إيران». 

وبشأن إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وفق ما أعلنه البنتاغون الجمعة، قال بومبيو إنّ الهدف يكمن في «إجبار إيران على اتخاذ قرار التحوّل إلى بلد طبيعي». وأعلن «نأمل أنّه في ظل هذا الردع الإضافي، والعمل الذي أتممناه في مضيق هرمز لتركه مفتوحاً، والآن مع أنظمة الدفاع الجوي والقدرات التي سنضعها في المنطقة، سنصل إلى الهدف».

من جهتها  تعتزم المملكة العربية السعودية تقديم أدلة خلال الاجتماعات السنوية للجمعية العامة في نيويورك لاتخاذ إجراء منسق لمعاقبة إيران وردعها.

وتستعد الرياض لتقديم أدلة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ستثبت من خلالها أن إيران كانت وراء الهجمات التي تمت بطائرات مسيرة وصواريخ في 14 أيلول الجاري وهو رأي تؤيده واشنطن. 

وقال مصدر خليجي لرويترز أمس «هذا الهجوم يمثل نقطة تحول. ستقول السعودية إنه يمثل ضربة مدمرة وتهديدا مستمرا للاقتصاد العالمي».

وأضاف المصدر«إذا استطاعت السعودية اثبات أن إيران كانت وراء ذلك دون أدنى شك، فيمكن للقوى العالمية أن تمارس نفوذها، وضغوطها وأدواتها التجارية، وأن تثني إيران عن سياسة حافة الهاوية».

وكان عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية قال لمحطة (سي.إن.إن) إنه إذا كشف التحقيق أن الهجوم انطلق من أراض إيرانية فسوف تعتبر المملكة ذلك عملا حربيا لكن الرياض تسعى في الوقت الراهن لحل سلمي.

وقال الجبير في وقت متأخر السبت «نحمل إيران المسؤولية لأنها صنعت وسلمت الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت السعودية».

وأضاف:«لكن شن هجوم من أراضيكم، إن كان ذلك ما حدث، ينقلنا إلى وضع مختلف...سيعتبر هذا عملا حربيا».

وقال الجبير للصحفيين في وقت سابق إن الرياض تنتظر نتائج تحقيق دعت محققين دوليين للمشاركة فيه بشأن الهجوم الإرهابي غير المسبوق.

ورفضت السعودية إعلان حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن مسؤوليتها عن الهجوم. 

وتتهم واشنطن إيران بالمسؤولية بينما تنفي طهران أي دور لها في الأمر.

وقال الجبير متحدثا عن طهران «إذا واصلوا هذا المسار فإنهم يخاطرون باحتمال القيام بعمل عسكري».

وأضاف:«لكن لا أحد يريد الحرب. الجميع يريدون حل ذلك سلميا ويتعين أن يكون الهدف هو القضاء على سياسات إيران العدوانية».

وقال الجبير:«التساهل مع إيران لا يجدي. محاولة إنشاء نظام مالي مواز هو تساهل. محاولة منحهم خطا ائتمانيا هو تساهل. هذا يقوي شوكتهم».

وأضاف: «يتعين على الإيرانيين أن يعلموا أنه ستكون هناك عواقب لأفعالهم».

وفي طهران، ذكر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أنه سيقدم خطة بشأن تحقيق الأمن في الخليج بالتعاون مع الدول الأخرى في المنطقة عندما يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

وأعلن ترامب​ استعداده «للاطلاع على خطة ​إيران​ لتأمين منطقة الخليج».

وأوضح في تصريح صحفي له في ولاية تكساس الأميركية، ردا على سؤال حول استعداده للاطلاع على هذه الخط «أنني دائما منفتح».

ولفت الى انه «مع ذلك من جديد أنه لا يخطط لعقد أي لقاءات مع الجانب الإيراني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك».

واعتبر ترامب أنه مع ذلك «تم تحقيق تقدم بارز فيما يخص إيران خلال الأيام الماضية»، مشيراً الى «أننا نقوم بشأننا الخاص بنا تجاه إيران».

في الأثناء أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها سترسل مزيدا من القوات إلى السعودية وستعمل على سرعة إرسال عتاد عسكري للسعودية والإمارات.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن عملية نشر القوات ستتضمن عددا متواضعا من الجنود لن يصل إلى آلاف وستكون ذات طبيعة دفاعية بصفة أساسية . 

وذكر بشكل مفصل خطط التعجيل بتسليم معدات دفاعية لكل من السعودية ودولة الإمارات.

وكانت رويترز قد ذكرت من قبل إن البنتاغون يفكر في إرسال بطاريات مضادة للصواريخ وطائرات مسيرة ومزيد من الطائرات المقاتلة. 

وتدرس الولايات المتحدة أيضا الإبقاء على حاملة طائرات بالمنطقة لأجل غير مسمى. وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في إفادة صحفية «استجابة لطلب المملكة وافق الرئيس على إرسال قوات أميركية ستكون ذات طبيعية دفاعية وتركز بشكل أساسي على الدفاع الجوي والصاروخي».

وأضاف «سنعمل أيضا للتعجيل بتسليم معدات دفاعية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية لتعزيز قدراتهما على الدفاع عن نفسيهما».

ويغلق الإعلان الذي أصدره البنتاغون في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الباب أمام أي قرار وشيك لشن هجمات انتقامية ضد إيران عقب الهجمات التي أدت إلى توتر الأسواق العالمية والكشف عن ثغرات كبيرة في الدفاعات الجوية السعودية. 

وقالت باربرا أيه. ليف، التي كانت سفيرة أميركية لدى الإمارات في الفترة من 2014 إلى 2018 وهي الآن زميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى «أشك في أن أي شخص لديه رغبة في اشتباك مباشر بين الولايات المتحدة وإيران».

وأضافت لرويترز «الأمر يتطلب حقا إعادة إرساء للردع. من الواضح أن ذلك غير موجود الآن. يعتمد الأمر فعليا على أن تكون الإدارة... واضحة في الهدف والنية».

إلى ذلك عبر قادة مصر والاردن والعراق عن التضامن مع ​السعودية​ في مواجهة الاعتداءات التي تعرضت لها منشآتها النفطية، مشددين على أهمية الحفاظ على أمن منطقة الخليج العربي وتأمين حرية الملاحة في الخليج، كمكون أساسي من مكونات الأمن القومي العربي، مؤكدين أهمية التهدئة وتجنب المزيد من التوتر والتصعيد لما لذلك من أثر سلبي على الاستقرار في المنطقة.

جاء ذلك خلال قمة ثلاثية جمعت الرئيس المصري ​عبد الفتاح السيسي​، والملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس العراقي ​برهم صالح​، في نيويورك، على هامش المشاركة في اجتماع ​الجمعية العامة للأمم المتحدة​.

من جهة أخرى انطلقت أمس في السعودية مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر- 2 « الذي ينفذه الأسطول الغربي، بمشاركة القوات البحرية السعودية والقوات الجوية وحرس الحدود السعودي، والدول المطلة على البحر الأحمر الأردن، ومصر، والسودان، وجيبوتي، واليمن والصومال. 

وأكد اللواء البحري الركن صقر بن محمد الحربي قائد تمرين «الموج الأحمر -2» ، أن التمرين يستمر حتى الخميس المقبل ويهدف إلى تعزيز الأمن البحري للدول المطلة على البحر الأحمر وحماية المياه الإقليمية وتعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات القتالية بين البلدان المشاركة وذلك لما يشكله البحر الاحمر من أهمية استراتيجية واقتصادية .

وأضاف أن هذا التمرين يسهم في توحيد المفاهيم العسكرية ورفع الجاهزية القتالية لدى القوات المشاركة وذلك بتوحيد الجهود لمجابهة الأعمال العدائية وتطوير قدرات القوات البحرية.

وأشار الحربي، وفقا لوكالة الأنباء السعودية «واس»، إلى أنه سيطبق خلال التمرين عدد من السيناريوهات القتالية التي تشكل جانباً تدريبياً مهماً لجميع القوات المشاركة .

الجدير بالذكر أن التمرين يشتمل على عدداً من الفرضيات التي خطط لها مسبقاً بشكل دقيق يتوافق مع ما تمتلكه القوات البحرية المشاركة من قدرات قتالية ومنظومات بحرية متطورة تعزز من جاهزيتها القتالية.

(أ ف ب - رويترز - واس)