يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره في العالم حيث بلغ ٤٠ دولة ومنها دول في قارة أميركا اللاتينية حيث سجلت أول إصابة في البرازيل، مستمراً في الوقت نفسه بالتمدد ما يثير قلقاً عالمياً وتحذيرات شديدة من أن العالم ليس مستعدا لاحتواء الوباء.
وانتشر الفيروس بسرعة في أجزاء من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، رغم تراجع عدد الوفيات والإصابات الجديدة في بؤرة الوباء في الصين.
وارتفعت اصابات كورونا في العالم العربي حيث وصل إلى 26 شخصاً في البحرين بعد تسجيل 3 إصابات جديدة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية، أمس.
أما في الكويت، فقد أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى 26، إثر تسجيل إصابات جديدة.
وقررت السلطات العراقية أمس تعطيل الدوام الرسمي في جميع المدراس والجامعات والمؤسسات التربوية لمدة عشرة أيام تحسبا من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتضمنت القرارات الحكومية غلق المحال العامة لمدة عشرة أيام أيضا وشمل ذلك دور السينما والنوادي والمنتديات الاجتماعية للفترة من 27 الجاري ولغاية السابع من آذار المقبل.
كما أصدرت السلطات العراقية قرارا بمنع سفر المواطنين إلى تسع دول ينتشر فيها فيروس كورونا هي الصين وايران واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وسنغافورة وإيطاليا والكويت والبحرين.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية الثلاثاء تشخيص إصابة اربعة مواطنين من عائلة واحدة عائدة من إيران بفيروس كورونا في محافظة كركوك، ليرتفع بذلك عدد الإصابات الكلي إلى خمسة.
وفي لبنان سُجلت ثاني إصابة بالفيروس، وهي لمسافرة على متن الطائرة نفسها التي وصلت من إيران الأسبوع الماضي واكتُشفت فيها أول إصابة بالفيروس في البلاد.
وفي البرازيل انخفضت بورصة ساو باولو، أكبر مدينة في أميركا اللاتينية وتعدّ 12 مليون نسمة، بنسبة تفوق 5%.
وتم تأكيد الإصابة لدى ستيني كان قد سافر إلى إيطاليا، أكثر بلد أوروبي تسجل فيه حالات إصابة.
وفي باكستان المجاورة لإيران والصين حيث أكبر عدد وفيات جراء كورونا، أعلن أمس عن أول إصابتين.
وحاول مستشار رئيس الوزراء لشؤون الصحة ظافر ميرزا الطمأنة قائلاً «لا داعي للهلع، الأمور تحت السيطرة.
وفي الولايات المتحدة، اتهم الرئيس دونالد ترامب الديموقراطيين ووسائل إعلان بنشر «الهلع» والتأثير سلباً على الأسواق، فيما تتوقع السلطات الصحية الأميركية أن يتمدد المرض في البلاد.
وكان المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أعلن أمس ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا إلى 53 حالة مؤكدة.
وذكر المركز، في بيان صحفي، أن أغلب حالات الإصابة الجديدة جاءت لركاب كانوا على متن سفينة «دايموند برينسيس» السياحية، التي تم حجزها في الحجر الصحي قبالة ساحل اليابان، وعادوا مؤخرا إلى الأراضي الأميركية.
وفي أوروبا، وصل الفيروس إلى النمسا وسويسرا وكرواتيا ومقدونيا الشمالية وجورجيا واليونان، بينما أعلنت فنلندا عن تسجيل ثاني إصابة على أراضيها وكذلك النروج عن لول اصابة.
وسجلت فرنسا أمس أول حالة وفاة لفرنسي لم يسبق أن سافر إلى منطقة ينتشر فيها المرض.
ومساء أعلنت باريس عن الإصابة الـ18 على أراضيها، وهي لزوجة أحد المرضى في أنيسي (وسط شرق).
وبات الفيروس منتشرا في نحو اربعين دولة بمعزل عن الصين مع وفاة خمسين شخصا اضافة الى نحو 2800 اصابة.
ولكن يبدو أن الوباء بلغ ذروته في الصين، بدليل اعلان السلطات أمس 52 وفاة جديدة في 24 ساعة مقابل 71 وفاة الثلاثاء، في عدد هو الادنى منذ اكثر من ثلاثة اسابيع.
وأسفر الفيروس حتى الآن عن 80 ألف حالة إصابة (2800 منها خارج الصين)، وعن أكثر من 2700 حالة وفاة عالمياً، بحسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء.
وإيطاليا هي البلد الاوروبي الاكثر تأثرا عبر 400 اصابة و12 وفاة وفق آخر حصيلة، وتعدّ نقطة انطلاق لتفشي الفيروس، ما دفع عواصم عدة الى تعزيز إجراءات الوقاية والاحتواء.
وطلب من المواطنين الفرنسيين العائدين من المناطق الإيطالية التي ينتشر فيها الفيروس إلى تفادي «الخروج غير الضروري» من بيوتهم لمدة أسبوعين بعد عودتهم.
وأعلن وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، أمس، عن تسجيل 13 حالة إصابة بكورونا مضيفا أن الحكومة تمتلك خطة واضحة لاحتواء انتشار الفيروس.
ولم يُخْف الوزير، في كلمته أمام مجلس العموم، إمكانية تسجيل إصابات جديدة، قائلا «نحن نتوقع المزيد من الحالات هنا».
ولفت هانكوك إلى أنه لا حاجة لإغلاق المدارس في الوقت الراهن.
كذلك طلبت لندن من المسافرين العائدين من مناطق انتشار الفيروس في شمال إيطاليا إلى عزل أنفسهم في بيوتهم وإبلاغ السلطات.
ونصحت دول عدة مواطنيها بعدم زيارة إيطاليا، خصوصاً إسبانيا وبريطانيا والنمسا والمجر وأوكرانيا ولوكسمبورغ وجمهورية تشيكيا ورومانيا.
وفيما اتخذت روما إجراءات مشددة، منها وضع 11 مدينة في الشمال تحت الحجر، تكيفت الشركات بسرعة مع الوضع الجديد عبر تطوير آليات عمل عن بعد.
وفي إفريقيا، بات إيطالي وصل إلى الجزائر ثاني مصاب بفيروس كورونا المستجد في القارة بعد تسجيل إصابة سابقة في مصر.
وأعلنت السلطات في الجزائر الثلاثاء تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس «كورونا» في البلاد.
وقال وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد إن المصاب مواطن إيطالي دخل الجزائر في 17 شباط الجاري.
وفي ايرلندا، أرجأت السلطات مباراة في الروغبي بين ايرلندا وايطاليا مقررة في السابع من اذار في دبلن إلى أجل غير مسمى.
وحذرت المفوضة الأوروبية للصحة ستيلا كيرياكيديس امس من روما من «الاستسلام للهلع»، داعيةً الدول الأوروبية إلى «الاستعداد لارتفاع الإصابات والتنسيق في ما بينها بشكل جيد».
وفي كوريا الجنوبية حيث الوضع «بالغ الخطورة» على قول رئيسها مون جاي ان، تجاوز عدد الاصابات الفا.
وكوريا الجنوبية التي احصت 12 وفاة في اخر حصيلة، هي اول بؤرة عالمية للعدوى بعد الصين.
وبات عدد الاصابات فيها 1261 بعد اعلان 284 حالة جديدة تعود احداها الى جندي اميركي.
من جهتها أعلنت طهران أمس اربع وفيات جديدة و44 اصابة جديدة، ما يرفع حصيلتها الى 19 وفاة و139 اصابة، الاكبر خارج الصين. وطاولت العدوى نائب وزير الصحة.
واتهمت منظمة مراسلون بلا حدود إيران أمس بـ»رفض نشر العدد الدقيق للمصابين والوفيات، ومنع الصحافيين من القيام بعملهم».
وأعلنت السلطات الإيرانية مساء أمس عن فرض قيود على التنقل للأشخاص المصابين أو الذين يشتبه بإصابتهم.
وقال وزير الصحة سعيد نمكي في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون «بدل اعلان الحجر الصحي في مدن، سنفرض قيودا على تنقل من يشتبه بانهم اصيبوا بعدوى (الفيروس) او تأكدت اصابتهم به».
واضاف «تقرر نشر فرق عند مداخل العديد من المدن المزدحمة الحركة» مشيرا الى أن الاجراء دخل حيز التنفيذ «منذ ليلتين في عدة أماكن»، بدون مزيد من التفاصيل.
وتابع الوزير «أطلب من الناس عدم السفر» مؤكدا ان أي شخص «مشتبه» باصابته «في مدخل مدينة» سيتم «بالتأكيد وضعه في الحجر الصحي لمدة 14 يوما».
وتم غلق عدد من المدارس والجامعات والمراكز الثقافية او الرياضية وتأجيل الكثير من الاحداث الرياضية لتمكين الفرق الصحية من تطهير المباني ووسائل النقل العام.
وفي المناطق التي تنتشر فيها الإصابات، سيجري تمديد إغلاق المدارس، فيما تبقى الجامعات مقفلة حتى السبت.
(أ ف ب - رويترز)