اتهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تركيا امس من مسيبرغ في المانيا بأنها تتحمل في النزاع الليبي «مسؤولية تاريخية وإجرامية» بوصفها بلدا «يدعي أنه عضو في حلف الأطلسي».
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «نحتاج في هذه المرحلة إلى توضيح لا غنى عنه للسياسة التركية في ليبيا والتي هي مرفوضة بالنسبة إلينا».
واضاف ان «الطرف الخارجي الاول الذي يتدخل» في ليبيا التي تشهد نزاعا منذ 2011 «هو تركيا».
وتابع ماكرون أن تركيا «لا تفي بأي من التزاماتها في مؤتمر برلين (الذي عقد في كانون الثاني) وزادت من وجودها العسكري في ليبيا واستوردت مجددا وفي شكل كبير مقاتلين جهاديين من سوريا».
وقال ايضا «إنها المسؤولية التاريخية والإجرامية لتركيا التي تدعي أنها عضو في الاطلسي.
في أي حال انها تتبنى» هذه المسؤولية. وسبق ان اتهم ماكرون انقرة في 22 حزيران بممارسة «لعبة خطيرة» في ليبيا، معتبرا أن ذلك دليل اضافي على «الموت السريري» لحلف الاطلسي.
قال الرئيس الفرنسي إنه يدين دور المرتزقة الروس في ليبيا، وذلك بعد أيام من انكشاف أمر دخولهم مع آخرين حقل الشرارة النفطي الأسبوع الماضي.
استقبلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل امس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشية تولي ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، الذي يواجه أزمة غير مسبوقة تعتزم المستشارة معالجتها قبل ترك السلطة، وسط أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وامام المستشارة تحديات كثيرة اعتبارا من الأول من تموز بدءا ب»الاتفاقية الخضراء» الأوروبية إلى بريكست مرورا بملف الهجرة او العلاقات مع الصين والولايات المتحدة. ولم تتول ألمانيا رئاسة الاتحاد منذ العام 2007.
لكن تفشي وباء كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية الناجمة ستكون الأولوية خلال الأشهر الستة المقبلة.
من جهته أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمام المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية امس «نود استخدام هذه الأزمة غير المسبوقة لإطلاق تعديلات غير مسبوقة في الاتحاد الأوروبي».
وقالت ميركل «كانت ردود الفعل الأولية بما فيها ردود فعلنا وطنية وليس دائما أوروبية» وهي تنوي درء «خطر الهوة العميقة التي تتسع أكثر وأكثر في أوروبا».
وباتت تراهن على «التضامن والمساعدة المتبادلة» بين الدول الأعضاء الـ27.
وهو تغيير تام في موقف ميركل التي اتهمت بالتعنت في ملف اليونان التي كانت قريبة من الإفلاس في 2011. وقال دبلوماسي أوروبي إن المستشارة قد «تستفيد من هذه الرئاسة لتكوين إرث».
وتنوي ميركل التي وصلت إلى سدة الحكم قبل 15 عاما، مغادرة المستشارية نهاية 2021. وكسرت ميركل التي غالبا ما تتهم بالافتقار إلى الشجاعة السياسية، احدى المحرمات الألمانية في مجال التضامن المالي من خلال اقتراحها مع ماكرون خطة نهوض أوروبية بـ500 مليار يورو.
واقترح المسؤولان اللذان سيلتقيان مساء في قصر ميسبرغ شمال برلين، تمويل الخطة بدين أوروبي مشترك. وفتحت المبادرة الفرنسية-الألمانية الباب أمام خطة المفوضية الأوروبية بقيمة 750 مليار يورو التي ستكون محور نقاشات صعبة في أوروبا. وأكدت الرئاسة الفرنسية «اننا متفائلون ومصممون للتوصل إلى اتفاق حول الموازنة في تموز».
وأكد ماس «سيكون اتفاق حول هذه الخطة والموازنة المقبلة للسنوات السبع المقبلة الأولوية المطلقة لرئاستنا» مقتنعا بأن «ازدهار أوروبا في العقود المقبلة يتوقف على ذلك». والرهان كبير لأن نجاح هذه الرئاسة لا بل مستقبل الاتحاد الأوروبي سيرسم في الأسابيع المقبلة، بحسب برلين وباريس.
وحذرت ميركل السبت في مقابلة مع عدة صحف أوروبية من أن عدم تبني خطة نهوض «سيفاقم كل المشاكل» من خلال تغذية الشعبوية.
وفي حال تغلب الاتحاد الأوروبي على تحفظات الدول الأربع - هولندا والنمسا والدنمارك والسويد - المعارضة لخطة النهوض كما هي مطروحة ستكون الرئاسة الدورية الألمانية تكللت جزئيا بالنجاح.
لكن معضلة أخرى بانتظار الاتحاد الأوروبي مع وصول مفاوضات ما بعد بريكست إلى طريق مسدود.
(أ ف ب)