اعتقل الأمن الروسي مساء أمس المعارض الروسي أليكسي نافالني لدى وصوله إلى موسكو عائدا من ألمانيا، وذلك بعيد تحويل مسار طائرته، فيما طالب الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر الاعتقال «إهانة للاوروبيين والمجتمع الدولي» ومستشار للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بالإفراج عنه فورا.
واعتقلت الشرطة الروسية نافالني (44 عاما) عند نقطة الحدود في مطار «شيرميتيوفا» بموسكو، في حين سمحت لزوجته يوليا التي رافقته في رحلة العودة من برلين بالمرور.
وقالت سلطات السجون الروسية إنها اعتقلته بحجة انتهاكه شروط حكم بالسجن مع وقف التنفيذ صدر بحقه عام 2014، مضيفة أنه سيبقى معتقلا الى أن تتخذ المحكمة قرارا في شأنه.
وقبل دقائق من اعتقاله، عبّر المعارض الروسي عن سعادته بعودته إلى بلده بعد تلقيه العلاج في ألمانيا عقب تسميمه في روسيا الصيف الماضي، وقال إنه لا يفهم تصرف السلطات الروسية بتعريض المجال الجوي لموسكو للخطر بتغيير مسار الرحلة.
وقبل ذلك، حوّلت السلطات الطائرة التي كانت تقلّه إلى مطار شيرميتيوفا بعد أن أغلقت مطار «فنكوفو» الذي يقع في موسكو، وكان يفترض أن تهبط فيه الطائرة، وذلك بسبب وجود حشد ضمّ مئات من أنصار المعارض الروسي البارز.
واقتحمت قوات مكافحة الشغب قاعة مطار فنكوفو بالعاصمة الروسية وفرّقت أنصار نافالني، وأخرجتهم والصحفيين الذين كانوا يغطون الحدث.
وذكر نافالني لدى صعوده إلى الطائرة التي أقلّته من برلين إلى موسكو، أنه يعتقد أن السلطات لن تعتقله، وأنه ليس هناك ما يدينه، مؤكدا أنه بريء، لكن السلطات الروسية كانت توعدته بالاعتقال.
وفي ردود الفعل الدولية، اعتبر جايك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أنه «ينبغي الإفراج فورا» عن نافالني.
وكتب سوليفان على تويتر أن «هجمات الكرملين على نافالني ليست انتهاكا للحقوق الإنسانية فحسب، بل إهانة للشعب الروسي الذي يريد أن يكون صوته مسموعا».
من جهته اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال مساء أمس في تغريدة أن اعتقال المعارض الروسي هو أمر «مرفوض»، داعيا الى «الافراج الفوري» عنه.
ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السلطات الروسية الى «احترام حقوق» اليكسي نافالني مطالبا أيضا في تغريدة «بالافراج عنه فورا».
وقال بوريل إن «تسييس النظام القضائي غير مقبول».
ووصف البرلمان الأوروبي اعتقال نافالني إهانة لأوروبا والمجتمع الدولي، ونحن على استعداد لاستضافته.
وقبيل سفر المعارض الروسي عائدا إلى بلاده، سلّمت ألمانيا روسيا ملفا يتضمن معلومات عن تسميمه، وأكدت الخارجية الروسية تلقّي الملف، إلا أنها قالت إنه لا جديد فيه.
وأضاف ملف محاولة قتل نافالني مزيدا من التوترات إلى العلاقات بين روسيا من جهة وألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى التي أكدت تعرض المعارض الروسي للتسميم بغاز الأعصاب «نوفيتشوك».
(أ ف ب)