أدى وباء فيروس كورونا المستجد إلى وفاة أكثر من 15 ألف شخص حول العالم، بحسب تعداد أعدته فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية، أمس، عند الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش.
وبالإجمال، سجلت 15189 حالة وفاة، غالبيتها في أوروبا بعدد 9197 وفاة فيما تجاوزت وفيات إيطاليا 5476 حالة، والصين (3270) وإسبانيا (2182).
ومع وفاة 1395 شخصاً إضافياً خلال 24 ساعة وبلوغ عدد الإصابات 172238 حالة، تكون أوروبا القارة التي تشهد أسرع انتشار للوباء.
يأتي ذلك فيما سجلت إيطاليا رقما قياسيا لعدد الإصابات بفيروس كورونا في يوم واحد بعدد 5 آلاف إصابة، ليرتفع العدد الإجمالي من 59 ألف مصاب إلى 64 ألفاً.
وأعلنت الصين، أمس أنها لم تُسجل أي إصابة «محلّية» بفيروس كورونا المستجد، لكن السلطات الصحية قالت في المقابل إنّها سجّلت 39 حالة «مستوردة»، فيما شهدت كوريا الجنوبية أدنى عدد من الإصابات الجديدة منذ وصولها إلى الذروة حتى الآن منذ شباط.
وفي تطور عاجل، تخطت حصيلة الوفيات بكورونا في إسبانيا عتبة الألفين بعد تسجيل 462 وفاة إضافية، وفقا لتصريح حكومي.
من جهتها قالت بريطانيا إنها تكثف توصيل إمدادات الوقاية للعاملين في القطاع الصحي الذين يكافحون انتشار فيروس كورونا، واستعانت بالجيش للمساعدة بعد أن واجهت صعوبات في إيصال ما يكفي من تلك الإمدادات للمستشفيات.
وفي ألمانيا، أظهر إحصاء لمعهد روبرت كوخ للصحة العامة، أمس، أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا قفز إلى 22,672 حالة، كما توفي 86.
وحذر المعهد أمس من أن العدد الفعلي أكبر على الأرجح، نظرا لأن بعض السلطات المحلية لم تسلم بياناتها في مطلع الأسبوع.
في الولايات المتحدة دعت سلطات نيويورك التي باتت بؤرة وباء كورونا المستجد في الولايات المتحدة والتي قارنها مسؤول فدرالي بايطاليا أمس الرئيس الأميركي الى فرض اجراءات عزل إلزامية على المستوى الوطني وأن يأمر القطاع الخاص بصنع أقنعة واقية وأجهزة تنفس بشكل عاجل.
وأصبحت أكبر مدينة أميركية، العاصمة الاقتصادية للبلاد، التي تعد 8,6 ملايين نسمة والمعروفة باكتظاظها، تعد صباح أمس أكثر من 12 ألف حالة، اي ثلث الحالات المسجلة تقريبا في الولايات المتحدة.
وولاية نيويورك تعد أكثر من 20,800 اصابة أي أكثر من نصف الحالات المسجلة في الولايات المتحدة مع 157 وفاة.
وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو أمس إن على الحكومة الفدرالية ان تصدر اوامر مثل امر «البقاء في المنازل» في كاليفورنيا واجراءات مشابهة يتم تطبيقها في نيويورك، في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف «يجب أن نتخذ هذه الاجراءات المشددة».
من جهته قال جيروم آدامز المسؤول الفدرالي لقطاع الصحة العامة «للأسف، نرى ان نيويورك تقترب من وضع ايطاليا» معربا عن أسفه لانه لا يتم الالتزام بدقة بالتوصيات الفدرالية التي تنص على العزل، غير الملزم، والتي اتخذت الأسبوع الماضي لمدة 15 يوما.
ولا يزال الرئيس دونالد ترامب يتصدى لفرض مثل تلك الاجراءات وعبر عن قلقه ازاء تداعياتها على الاقتصاد رغم ان حوالى أميركي من أصل ثلاثة يفترض أنهم باتوا في العزل.
وكتب في تغريدة على تويتر «لا يمكن أن نسمح بأن يكون العلاج أسوأ من المشكلة نفسها. في نهاية فترة الـ15 يوما سنتخذ قرارا بشأن الطريق الذي نريد أن نسلكه».
وأعلن الرئيس الذي كان قلل من أهمية الوباء في بادىء الأمر، أنه سيتخذ قرارا عند انتهاء مهلة الـ15 يوما التي حددتها التوصيات الفدرالية.
في السعودية دخل منع التجول الجزئي حيز التنفيذ، مساء أمس.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر أمراً بمنع التجول من الـ 7 مساء حتى الـ 6 صباحاً.
وجاء في الأمر أن منع التجول الجزئي سيبدأ تطبيقه من مساء اليوم (أمس).
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس أن من يخالف أحكام منع التجول سيتعرض لعقوبتي الغرامة والسجن.
وأوضحت الداخلية أن غرامة قدرها 10 آلاف ريال ستحرر بحق من يخالف منع التجول، وتتضاعف هذه الغرامة مع التكرار.
وأضافت أن من يكرر مخالفة منع التجول للمرة الثالثة سيُسجن مدة لا تزيد عن 20 يوماً.
في مصر أعلنت وزارة الصحة والسكان أمس، عن ارتفاع عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لـفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى 96 حالة.
وفي فلسطين المحتلة، يعتزم الأسرى بسجون الاحتلال القيام بخطوات احتجاجية للمطالبة بإجراءات صحية تحميهم من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس أن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية سيشرعون الثلاثاء، بخطوات احتجاجية ضد إدارة السجون، لعدم اتخاذها تدابير صحية لمواجهة الفيروس.
وتتمثل الخطوات - بحسب بيان الهيئة - بإغلاق الأقسام، وإرجاع وجبات الطعام في مختلف المعتقلات.
وأوضح البيان أن هذه الخطوات تأتي ردا على قرار مصلحة السجون سحب 140 صنفا من متجر الأسرى (الكانتين)، بينها مواد تعقيم خاصة بمواجهة الفيروس.
وتعتقل إسرائيل في سجونها آلاف الأسرى الفلسطينيين، منهم 43 امرأة، و180 طفلاً، و700 مريض.
في الاثناء أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية للمنظمة تيدروس ادانوم غيبريسوس، أمس، أن التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل إجراءات دفاعية ضد جائحة كورونا، لكن علينا الهجوم على الفيروس عبر فحص كل المشتبه بإصابتهم ووضع من خالطوهم في الحجر.
وقال إن وتيرة انتشار جائحة كورونا تتسارع، حيث تم الإبلاغ الآن عن أكثر من 300 ألف حالة إصابة بكورونا تقريبا، ولكن العالم «قادر على تغيير مسار الوباء».
وكشف أنه سيتحدث مع قادة مجموعة العشرين هذا الأسبوع، وسيطلب منهم العمل سويا لزيادة إنتاج معدات الوقاية.
وطالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بمنح الأولوية للطواقم الطبية حتى لا يموت الكثير من الناس.
وأشار إلى أن «استخدام أدوية لم تخضع للتجربة لعلاج فيروس كورونا قد يعطي أملا زائفا».
من جهته، وجه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش امس دعوة الى «وقف فوري لاطلاق النار في جميع انحاء العالم بهدف حماية من يواجهون خطر التعرض لخسائر مدمرة بسبب فيروس كوفيد-19».
وقال غوتيريش في كلمة مقتضبة في مقر الامم المتحدة ان «من يدفع أبهظ الأثمان لهذه النزاعات (في العالم) هم الأكثر ضعفاً - النساء والأطفال، والأشخاص ذوو الإعاقة، والمهمشون والمشردون. وهم يواجهون أيضا خطر التعرض لخسائر مدمرة بسبب فيروس كوفيد-19».
وسجلت أول إصابة بكوفيد-19 في سوريا التي تشهد حربا منذ 10 سنوات وحالات أخرى في جمهورية الكونغو الديموقراطية أو أفغانستان.
ويتوقع خبراء ودبلوماسيون أن تكون للفيروس عواقب مدمرة في الدول التي تشهد نزاعات والتي غالبا ما تكون فقيرة وأنظمتها الصحية ضعيفة.
وقال غوتيريش «لقد حان الوقت لوقف النزاعات المسلحة والتركيز معا على المعركة الحقيقية في حياتنا».
وأضاف «وأقول للأطراف المتحاربة: اتركوا الأعمال العدائية وأخرسوا البنادق وأخمدوا المدافع وأوقفوا الغارات الجوية».
وتابع «هذا الأمر حاسم الأهمية من أجل المساعدة على إنشاء ممرات لإيصال المساعدات المنقذة للحياة».
وقال ايضا «ضعوا حدا لمرض الحرب، وحاربوا المرض الذي يعصف بعالمنا. ويبدأ ذلك بوقف القتال في كل مكان. الآن».
وبعد النداء الذي وجهه غوتيريش الأسبوع الماضي للتضامن مع الدول الفقيرة والضعيفة تفاديا لـ«ملايين» الضحايا، تعتزم الأمم المتحدة ان تنشر غدا الأربعاء خطة إنسانية عالمية لمواجهة الوباء مع إنشاء صندوق مخصص لمكافحته دوليا بقيمة ملياري دولار.
وقال غوتيريش إن المفوضية العليا للاجئين والمنظمة الدولية للهجرة تعمل على وضع «خطة» مع الدول المضيفة «تفاديا للعنف» في المخيمات حيث يختلط لاجئون مع نازحين و»للحد من وقع» الفيروس.
وأوضح ان «هذه التدابير سيشملها النداء الذي سيوجه الأربعاء لطلب ملياري دولار للسماح لنا بالرد بالطريقة المناسبة على الأوضاع الدراماتيكية».
وأكد أنه بعث برسالة إلى قادة مجموعة العشرين للمطالبة بـ«تنسيق أكبر للقضاء على الوباء» والتحقق من أن الرد لا يكون مقتصرا على الدول المتطورة بل أيضا أن يكون هناك «دعم أكبر للدول النامية».
واوضح غوتيريش ان الهدف مختلف عما كان عليه خلال الأزمة الاقتصادية عام 2008 «لأن علينا الحفاظ على استمرارية مجتمعات في ظروف صعبة للغاية لانها أزمة إنسانية».
(وكالات)