بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 آذار 2020 12:01ص «ريتشارد جويل»: الفيلم 41 لـ «كلينت إيستوود» مخرجاً في التسعين..

البراءة لرجل أمن إتهم زوراً بتفجير المنتزه الأولمبي...

إيستوود يدير بطليه في الفيلم إيستوود يدير بطليه في الفيلم
حجم الخط
أحداث واقعية عرفتها أميركا عام 1996 ترتبط بالتفجير الذي طال المنتزه الأولمبي وأودى بحياة شخصين وجرح مئة آخرون، ولم تجد القوى الأمنية المختلفة رابطاً بأي جهة أو شخصية لإتهامها بما حصل لكن طالما أن حارس الأمن ريتشارد جويل نجا من الحادث بعدما أبلغ عن وجود القنابل لذا لا بأس من التعامل معه كمشتبه به.

(Richard Jewell) هو عنوان الفيلم الذي أنتجه وأخرجه كلينت إيستوود الذي بلغ في 31 أيار/ مايو المقبل التسعين عاماً... ومع ذلك ما يزال صاحب قدرة نادرة على العمل والإجادة وبذهن ثاقب، وهو ما أكّده في إنجازه فيلما عاماً بعد عام وعلى أرفع مستوى.

في جديده هذا، يلامس شغاف القلوب من خلال تعاطفه الشديد مع شخصية ريتشارد جويل الذي أنقذه محاميه واتنسون بريانت (سام روكويل) من عقوبة الإعدام بعدما سعى بكل طاقته لإثبات براءته كونه عرفه سابقاً في ميدان العمل.

«جويل» (بول والترهوزر) يعمل رجل أمن في المنتزه الأولمبي، لاحظ وجود حقيبة مشبوهة متروكة تحت أحد المقاعد، فأخبر رجال البوليس الذي أبلغوا قيادتهم وجاء فريق كشف عن المتفجرات ووجد أن هناك رزمة من القنابل معدّة للتفجير، وقام الجميع بإبعاد عشرات الرواد من المكان، لكن الإصابات سجلت قتيلين ومئة جريح.


إهتمام إعلامي بمتهم بريء

وبعدما تمّ تداول إسم «جويل» على أنه هو من اكتشف الحقبة وأبلغ عنها، فقد تحوّل الرجل إلى بطل قومي يتردد إسمه في كل مكان، لكن الأمور سرعان ما إنقلبت إلى الضد عندما حاولت الـ «أف بي آي»، إستخدامه كبش محرقة في الحادث بعدما تعذّر عليها العثور على الفاعل أو المشتبه به على الأقل، ووقعت القرعة على «جويل» الذي يعيش وحيداً مع والدته بوبي (كاتي باتس) ووصل إسمه إلى صحافية من الضابط الذي يتولّى التحقيق في ملابسات التفجير، وكان ثمن هذا الخبر غير الصحيح ليلة ساخنة بين الصحافية كاتي (أوليفيا وايلد) والضابط في الـ «أف بي آي» توم شو (جون هام)، مجرّد تصوّر لمن قام بالعمل تحوّل إلى إتهام فقط لكي لا تبدو القوى الأمنية عاجزة عن العثور على الفاعل.

ويفشل الضابط شو في إستدراج «جويل» من خلال الإيحاء له بأن شريطاً وثائقياً سيصوّر عن دوره في الابلاغ عن القنابل، وإبنته إلى ما يحاك ضده عندما أعطي ورقة رسمية لكي يوقّع عليها، فما كان منه إلا أن إتصل بالمحامي واتسون الذي منعه من قول أي كلمة عن الحادث، وباشر فوراً تولّي وكالة «جويل» في مواجهة فريق التحقيق الذي يبحث عن ضحية مغمضة العينين.

واتسون يقود الدفاع بطريقة ماهرة، ويوصل موكله إلى حكم البراءة في القضية ويضع من إتهموه في الزاوية، فيما كان نداء والدته إلى الإعلام وإلى الرئيس الأميركي في غاية الفاعلية مطالبة إياه بإنصافه، ولم يقل الفيلم ما إذا كان الرئيس استجاب للطلب أم لا، لكنه قال: إن الحق أقوى من كل مؤامرات الأشرار وأفعالهم.

إنه الفيلم 41 الذي يتولّى «إيستوود» اخراجه والـ 48 انتاجاً، فيما بلغ عدد الأفلام التي ظهر فيها ممثلاً 71. وقد تكلّف 45 مليون دولار، وضع له السيناريو بيلي راي، عن مقال لـ ماري براينر، وإستناداً إلى معلومات كتاب لـ كانت ألكسندر، وكيفن سالوين، وعرف إيقاع الشريط نمطاً عفوياً صادقاً وصادماً في آن، لكنه نجح بقوة وكان مؤثراً جعل الجميع يقفون مع «جويل».

 المصدر: جريدة « اللواء»