بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الثاني 2019 12:01ص فلسفة فينغر.. ومنتخبنا: إنها الـ10%!

حجم الخط
عندما يُسأل أرسين فينغر عن دور المدير الفني في عملية التقييم بعد كل مباراة، لا يتوانى عن التأكيد بأن الدور لا يتجاوز الـ10 بالمئة فقط، واضعاً الـ 90 بالمئة المتبقية في خانة اللاعبين، وما ينفذون من التكتيك المرسوم!

بالتأكيد، كلام فينغر ليس دستوراً، ولا عُرفاً يُستند إليه في عالم الساحرة المستديرة، لكنها فلسفة، خرَجَت من فمِ مدير فني أُثقلت التجارب كاهله، ونالت كرة القدم من وقته الكثير، فكوفىء أخيراً على تجربته النوعية بتعيينه من قبل «فيفا» كمدير لتطوير كرة القدم العالمية.

هذه الـ90 بالمئة التي تحدث عنها فينغر، هي مربط الفرس في تقييم الأداء الراقي الذي قدمه منتخبنا الوطني في المواجهة أمام كوريا الجنوبية . لا نبالغ في القول إن أكثر المتفائلين من المراقبين والجماهير، لم يكن يتوقع أن يتخلى منتخب الأرز عن الأسلوب العقيم الذي أظهره في المباريات الثلاث الماضية أمام كوريا الشمالية (خسر)، سيريلانكا (فاز)، وتركمانستان (فاز). فعلى الرغم من الفارق الكبير في المستوى بين كوريا الجنوبية وتركمانستان، ظهر منتخبنا أمام «الشمشون» بصورة مختلفة تماماً، إذ بدا منظماً، متحرِراً، ومدركاً طريقه نحو الأهداف المرسومة التي وضعها المدرب الروماني ليفيو تشوبوتاريو.

كثيرة هي المواجهات التي خاضها المنتخب منذ بطولة غرب آسيا في الصيف الفائت وصولاً الى التصفيات المزدوجة مروراً بمواجهة عُمان الودية .. كلها كانت تؤدي الى سؤال مركزي: ماذا يريد المنتخب، وما هي طريقه لعبه؟!

جاءت المواجهة أمام المنتخب الكوري لتكشف مرة جديدة عن عمق الموهبة المـتأصلة في اللاعب اللبناني، والتي تحدثنا عنها مراراً وتكراراً، حيث سَجَلَ شريط الدقائق التسعين لمحات فنية واستراتيجية دفاعية مُنظمة أتاحت الخروج بتعادل عادل مع خصم تسبب بإقصاء ألمانيا (حاملة اللقب) من مونديال روسيا الأخير بعدما سجل مرتين!

ماذا يعني ذلك؟

منطقياً وبعيداً عن العواطف، يجب الإقرار بأن المزاجية لا زالت تتحكم بعقلية اللاعب اللبناني. صحيحٌ أن مؤازرة أربعة محترفين ساهمت في صورة المنتخب الجيدة، لكن بالمقابل لا بد من التوقف عند الحالة النفسية العالية التي كان عليها النجوم المحليون من الحارس مهدي خليل مروراً بكامل فقرات العمود الفقري للمنتخب .. وهذا إن دل على شيء فيدل على أن الإعداد النفسي الذي سبق المباراة كان ممتازاً رغم كل الصعوبات التي تمر بها البلاد من احتجاجات مطلبية وتوقف للنشاط وغياب للجمهور .. فبدا وكأن هذه العوامل مجتمعة ساهمت في زرع روح التحدي، فجاءت هذه الإشراقة المميزة التي ننتظر أن تكتمل غدا عند مواجهة الضيف الكوري الشمالي ضمن الجولة القادمة.

حسن الختام:

حذار الثقة الزائدة أمام كوريا الشمالية.. نعم للسرعة لا للتسرع في تحقيق الثأر!