إنه لأمر مؤسف ومحزن لا بل ومخزي أن يبقى إستهداف الرياضة اللبنانية كحركة شبابية ومعالم ومنشآت بهدف النيل منها وإسقاطها بالضربة القاضية وقد تابعنا بالأمس واحدة من حلقات مسلسل إستهداف نادي الغولف العريق بتاريخه والمتمايز بطبيعة وقواعد وشروط اللعبة وإمتداداتها الوطنية والبيئية والسياحيّة كيف أن البعض يعلن ويتحمّل قرار إقفال النادي وكأنه دكانة سمانة دون ترخيص أو فرن معجنات غير مستوفي الشروط الصحيّة بينما نحن أمام صرح كبير ومشروع بيئي وحضاري يعني العاصمة بيروت كل بيروت وكل الوطن .
لن ندخل في سجال حول جنس الملائكة حول هذه القضية الوطنية بإمتياز قبل أن تكون قضية رياضية وجل ما يجب أن يقال في معرض هذه القضية أنها تحتاج معالجة سريعة وطارئة وبنداً مستعجلاً على طاولة مجلس الوزراء رغم إنهماكه بالموازنة والخطوات الإصلاحية وقد لا نغالي القول أن هذه القضية هي أيضاً برسم حامي الجمهورية الرئيس العماد ميشال عون، علماً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يدخراً جهداً وسعياً حيال ذلك وهو متابع لتفاصيل القضية ويطلق عليه «صمام الأمان».
نعم ليس كثيراً أن تكون قضية نادي الغولف بتلك الأهمية نظراً للتداعيات والمضاعفات في حال إتخذ قرار متسرع أو متهور حيال مصير النادي الواجب ليس فقط بقاؤه وإنما دعمه بتقديم كل ما يلزم من أوجه الدعم الحكومي والأهلي كي يبقى متنفساً ومعلماً رياضياً بارزاً ومحمية بيئية في وجه الزحف الإسمنتي الذي يحاصر العاصمة.
وإذا كان لابد من وقفة وجدانية تطال هذه المنشأة المهمة بمعالمها البنيوية فإن الأجدى التعاطف مع موظفي نادي الغولف وعائلاتهم الذين يربون على عشرات المئات وهم مهددين بقوت يومهم المغمّس بالعرق والدم والتشريد من مأواهم وهؤلاء أمام خطر الصرف ودفعهم نحو مصير مجهول لا تحمد عقباه.
مهلاً أيها المتهالكون لإقفال نادي الغولف وقطع الهواء عن بيروت وناسها وتذكروا أن من يقفل ملعباً يفتح سجناً أفلا يكفينا ما نحن فيه من سجن كبير!!
وبعد هل لدى البعض جرأة الإعتراف بالخطأ حيث الإعتراف بألف فضيلة.
هذا ما نأمله وما يجب أن تكون عليه آلية حلّ هذه القضية بعيداً عن الحسابات الضيقة.
حسان محيي الدين