كتب سيرغي كيتونوف، في "كوريير" للصناعات العسكرية، حول تخطيط الإدارة الأميركية للاستغناء عن تركيا.
وجاء في المقال: هل يجدر بالقوات الجوية الأمريكية سحب 50 قنبلة B-61 النووية المخزنة في قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا؟ تزداد هذه القضية حضورا بعد غزو تركيا لسوريا وتعميق خلافاتها مع الناتو وعدم قدرة ترامب على إدارة المصالح الأمنية الأمريكية في أوروبا والشرق الأوسط.
كتبت صحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولين من وزارة الخارجية ووزارة الطاقة الأمريكيتين نظروا، سرا، في خطط لإخلاء الأسلحة من تركيا. وقال أحد كبار المسؤولين: "هذا السلاح، أصبح الآن رهينة لأردوغان. وسحبه من قاعدة إنجرليك، يعني النهاية الفعلية للتحالف التركي الأمريكي. ولكن الاحتفاظ بالأسلحة النووية هناك، يعني استمرار تعرضها للخطر، وكان يجب نقلها منذ سنوات عديدة ".
العلاقة المتدهورة بين الولايات المتحدة وروسيا واعتماد موسكو المتزايد على ما يسمى باستراتيجية "من التصعيد إلى خفض التصعيد" للأسلحة النووية التكتيكية، سيمنعان الولايات المتحدة من تخفيض أسلحتها النووية التكتيكية في أوروبا، ناهيكم بسحبها منها.
تخطط الولايات المتحدة لنشر رأس حربي جديد منخفض القوة في الغواصات الاستراتيجية وصاروخ كروز نووي جديد على الغواصات الهجومية لمواجهة الأسلحة النووية التكتيكية الروسية بشكل أفضل، وهي الفكرة التي أيدتها مؤخرا مراجعة إدارة ترامب للموقف النووي. ويبدو ذلك بمثابة إشارة إلى الحلفاء الأوروبيين بأن الولايات المتحدة لم تعد ترى أن نشر القنابل النووية من طراز B-61 في أوروبا محط ثقة وأن هناك حاجة إلى أسلحة أخرى أكثر تقدما.
تقوض قيادة أردوغان الاستبدادية والإشكالية بسرعة مكانة تركيا كحليف موثوق به في الناتو، ويشكل الوضع الأمني المتدهور في المنطقة تهديدا ماديا حقيقيا للأسلحة في إنجرليك.
هذا التهديد بات ملحّا، واستمرار وجود الأسلحة النووية في تركيا غير مسوّغ، بل يتعارض مع معايير الأمن النووي الأمريكية. لقد حان الوقت لأن يواجه الأمريكيون الحقيقة ويسحبون أسلحتهم من قاعدة إنجرليك، قبل وصول الأمور إلى ضرورة إخلائها على عجل وسط الصراع المحتدم.