مرض الشلل الرعاش هو ثاني أكثر الإضطرابات العصبية شيوعاً و أكثر إضطرابات الحركة شيوعاً. و خصائص مرض الشلل الرعاش هي فقدان تدريجي للسيطرة على العضلات، مما يؤدي إلى الرعشة في الأطراف و الرأس أثناء الراحة، و التصلب، و البطء، و ضعف التوازن. و مع تفاقم الأعراض فقد يصبح من الصعب المشي و التحدث و القيام بالمهام البسيطة.
و يختلف تطور مرض الشلل الرعاش و درجة الضعف التي يسببها من شخص للآخر. و يعيش العديد من الأشخاص المصابين بمرض الشلل الرعاش حياة طويلة و منتجة، بينما قد يكون البعض الآخر يعاني قليلاً. و يمكن أن تسبب بعض مضاعفات مرض الشلل الرعاش مثل الإصابات المتعلقة بالرئة أو الإلتهاب الرئوي الوفاة المبكرة. و مع ذلك فإن الدراسات التي اجريت على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون أو لا يعانون من مرض الشلل الرعاش تشير إلى أن متوسط العمر المتوقع للأشخاص المصابين بهذا المرض هو نفسه تقريباً عند الناس الغير مصابين به.
و يصيب مرض الشلل الرعاش النس بعمر ال 60 عام أو أكثر. و بما أن متوسط العمر المتوقع في تزايد مستمر، فإن عدد الأفراد المصابين بمرض الشلل الرعاش سوف يزداد في المستقبل. مرض الشلل الرعاش الذي يصيب البالغين هو الأكثر شيوعاً، و لكن مرض الشلل الرعاش في بداياته ( بين سن ال 21 و سن ال 40 عام) يمكن أن يحدث أيضاً. و يرجع تاريخ مرض الشلل الرعاش إلى 5000 عام قبل الميلاد. و في ذلك الوقت فقد إحتضنت الحضارة الهندية إضطراب الشلل الرعاش و عالجته ببذور نبات له قيمة علاجية عالية و يعرف اليوم بإسم ليفودوبا. تم تسمية مرض باركنسون على إسم الطبيب البريطاني جيمس باركنسون و الذي وصف في عام 1817 الإضطراب بالتفصيل لأول مرة على أنه مصاب بالشلل.
مرض الشلل الرعاش هو إضطراب تنكسي عصبي يؤدي إلى التدهور التدريجي في وظيفة الحركة بسبب فقدان خلايا المخ المنتجة للدوبامين. و سبب مرض الشلل الرعاش غير معروف حتى الآن، و لكن الباحثون يعتقدون بأن هناك بعض العوامل الوراثية و البيئية المتداخلة في ذلك المرض. و قد تم ربط بعض الجينات بالمرض. و تشمل الأعراض الأولية للمرض: الرعشة، التصلب، البطء، إختلال التوازن و في وقت لاحق المشية المختلطة. بينما هناك بعض الأعراض الثانوية مثل : القلق، الإكتئاب و الخرف العقلي.
و مرض الشلل الرعاش له العديد من المراحل و ذلك إعتماداً على المنظمة التي تعالج المرض و تبحث عنه. و هذه المراحل الخمس هي:
بالإعتماد على العلاج المناسب، يمكن لمعظم الناس المصابين بمرض الشلل الرعاش أن يعيشوا حياة طويلة و منتجة لسنوات عديدة بعد التشخيص. العمر المتوقع هو نفسه تقريباً بدون المرض.
هناك العديد من الأعراض المرتبطة بمرض الشلل الرعاش منها أعراض أساسية و أعراض ثانوية. و ترتبط الأعراض الأساسية لمرض الشلل الرعاش بالوظيفة الحركية الإرادية و اللإرادية للجسم. و عادة ما تبدأ على جانب واحد من الجسم. و تكون الأعراض خفيفة في البداية و تتطور بمرور الوقت. و تختلف الأعراض بين شخص و الآخر. و قد أظهرت الدراسات أنه عندما تبدأ الأعراض الأولية في الظهور فإن الأفراد المصابين بمرض الشلل الرعاش قد فقدوا 60- 80 % أو أكثر من الخلايا المنتجة للدوبامين في المخ. و تشمل الأعراض الحرطية كل مما يلي:
مشية باركنسون: يطور الأشخاص المصابون بمرض الشلل الرعاش في مرحلة متقدمة طريقة مشي مميزة تتصف بوضع منحني مع تقلص في أرجوحة الذراع. و قد يصبح من الصعب البدء في المشي و التناوب. و قد يتجمد الأفراد في منتصف الخطوة و يبدو و كأنهم يسقطون إلى الأمام أثناء المشي.
بينما كانت الأعراض الأساسية لمرض الشلل الرعاش لها علاقة بالحركة، فإن فقدان التحكم في العضلات بإستمرار و إلحاق الضرر المستمر للمخ يمكن أن يسبب بعض الأعراض الثانوية. و هي تختلف في شدتها بين الأفراد و قد لا يتعرض لها كل المصابين بالشلل الرعاش. و تشمل الأعراض الثانوية ما يلي:
تتعطل بعض الخلايا العصبية الموجودة في المخ عند الإصابة بمرض الشلل الرعاش. و ترجع العديد من الأعراض إلى فقدان الخلايا العصبية التي تنتج مادة الدوبامين في المخ. و عندما تنخفض نسبة الدوبامين فإن هذا يسبب نشاط غير طبيعي للمخ، مما يؤدي لظهور أعراض مرض الشلل الرعاش.
سبب مرض الشلل الرعاش غير معروف حتى الآن، و لكن يبدو أن هناك بعض العوامل التي قد تلعب دوراً هاماً في الإصابة، و منها ما يلي:
و قد لاحظ الباحثون أيضاً أن العديد من التغييرات تحدث في المخ للأشخاص المصابين بمرض الشلل الرعاش، و بالرغم من أنه ليس من الواضح لماذا تحدث هذه التغييرات، فإن هذه التغييرات تشمل:
و قد عثر الباحثون على ألفا سينوكلين داخل أجسام ليوي. و بالرغم من وجود العديد من المواد داخل أجسام ليوي، إلا أن العلماء يعتقدون أن أحد العناصر الهامة هو البروتين الطبيعي و المنتشر بشدة و الذي يسمى ألفا سينوكلين. و قد وُجد هذا النوع من البروتين موجود في جميع أجسام ليوي في شكل مختلط و لذلك فإن الخلايا لا تنهار. و هذا هة التركيز الهام بين الباحثين عن مرض الشلل الرعاش.
تشمل عوامل الخطر لمرض الشلل الرعاش ما يلي:
غالباً ما يصاحب مرض الشلل الرعاش بعض المشاكل الأخرى و التي قد تكون قابلة للعلاج مثل:
و قد تواجه أيضاً بعض المشاكل التالية:
الراحة الكافية و ممارسة الرياضة و إتباع نظام غذائي متوازن هي أمور مهمة. كما أن العلاج بالكلام و العلاج المهني و العلاج الطبيعي يمكن أن يساعدوا أيضاً.
و في جميع حالات الشلل الرعاش تقريباً سيكون من الأفضل الإعتماد على الأدوية للمساعدة في السيطرة على الأعراض المختلفة المرتبطة بالمرض. و فيما يلي بعض الأدوية المستخدمة في علاج مرض الشلل الرعاش:
يجب أن تعرف أنه بمرور الوقت يمكن أن تنخفض فعالية الأدوية التي تعالج الشلل الرعاش، و لكن بالرغم من ذلك فإنها توفر السيطرة الكافية على الأعراض.