بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 كانون الأول 2020 12:00ص عندما يَسكُت الدِماغ!!!

حجم الخط
فادي حسين عبيد 

يتسارعُ قطار الزّمن بشكلٍ مخيفٍ جدّا، وتتسارعُ معه وتيرة الأمراضِ المُزمنة والمُستعصية، بالإضافة إلى نشأةِ فيروساتٍ قاتلة منها ما نعلمُ به ومنها ما لا نعلمه. وأصبحَ الملاحظ اليوم أيضاً بأنّ الفئة التي تذهبُ ضحية هذه الأمراض والفيروسات لم تعدْ من كبار السنِّ فقط أو المصابين بالأمراض المزمنة، بل صار العمرُ مجرّد رقمٍ قد يحصده فايروس بسيطٍ ولو كان صاحبه في ريعان الشباب. 

يُصاب ما يقارب 15 مليون إنسان حول العالم بالسّكتة الدماغية كلّ عام. يموتُ منهم حوالي 5 مليون، ويعاني 5 مليون آخرين من إعاقاتٍ دائمة. 

في الولايات المتحدة الأميركية وحدها يموت أكثر من 800 ألف إنسان سنوياً جراء السكتات الدماغية. بمعدل إصابة واحدة كل 40 ثانية وحالة وفاة كل 4 دقائق.

تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع أو ينخفض إمداد الدم إلى الدماغ أو إلى جزء منه، ما يمنع أنسجة الدماغ من الحصول على الأوكسجين الكافي والعناصر الغذائية الملائمة. وبالتالي موت أو تلف أو تضرّرٌ في خلايا الدماغ خلال مدة قصيرة.

وتعدُّ السّكتة الدماغية حالة طبية طارئة جداً، تستوجب الحصول على رعاية صحيةٍ عاجلة، وتدخل طبي للحؤول دون مضاعفاتٍ كبيرة، وكلما عجّلنا في الحصول على الرعاية. كلما زادت فرص النجاة بشكل أكبر. الأمر يتعلقُ بحسابات الثواني! 

يبدأ حصول السكتات الدماغية من خلال مؤشرات أو عوارض يجب التعامل معها على وجه السرعة.

تتراوح العوارض للشخص المصاب بالسكتة الدماغية. فقد يُلاحظ على المريض حدوث مشاكل في التحدّث أحيانا، وعدم قدرة على فهم ما يقوله الآخرون. وقد يحدث تنميل أو شلل في الوجه، واليد أو القدم، وغالباً ما يكون على جهةٍ واحدة من الجسد، وقد يتدلى الفم قليلا عند الابتسامة، وتحدث مشاكل في الرؤية، وصداع مفاجئ وقوي يصاحبه لعيان غالباً، أو دوخة. بالإضافة إلى صعوبة في المشي وفقدان التوازن.

من هنا، علينا جميعاً أن نعيَ إجراءاتٍ بسيطة قد تساعدنا على كسب الوقت إذا ما أصيب أحد ما أمامنا بسكتة دماغية:

1- أطلب من المريض أن يبتسم ولاحظ هل تدلى جزء من الفم؟ 

2- اجعله يرفع يديه فوق رأسه هل سقطت يد أو لم يستطع رفع إحداها؟

3- راقب جيداً هل كلام المريض غير واضح أو لم يستطع أن يردد الكلام؟

فإذا ظهرت إحدى هذه العوارض أنقل المريض إلى أقرب مركز طوارئ ولا تضيع الوقت!!!

أما مسار التشخيص فهو وفق التالي:

فحص سريري من قبل الطبيب المختص بشكل سريع، من ثم أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي للدماغ، وفحوصات مختلفة ومتخصصة للدم، وأشعة تشخيص أخرى لمعرفة مصدر الجلطة. 

ومن هنا فإن العلاج سيختلف باختلاف نوع السكتة الدماغية ومصدرها وتأثيراتها، وتتراوح بين الأدوية المذيبة للجلطات إلى أنواع من التدخل الجراحي لإزالة الجلطة وتخفيف الضغط على الدماغ.

وهناك أنواع للسكتات الدماغية ولها أسبابها أيضاً، ويمكن إيجازها:

السكتة الدماغية الإقفارية: 

وهو النوع الأكثر شيوعا، غالباً ما يحدث بسبب تضيق إحدى شرايين الدماغ أو انسداده، ما يؤدي إلى نقص حاد في التروية، بسبب ترسبات دهنية في الشرايين أو جلطة دم قد تأتي من أعضاء أخرى من الجسم.

وأشارت بعض الدراسات إلى احتمالية تسبب مرض كوفيد - 19 بالسكتة الدماغية الإقفارية، لأن الكوفيد يسبب فرط التخثر بالدم وبالتالي انتقال التجلطات إلى الدماغ.

السكتة الدماغية النزفية:  

والتي تحدث عندما يتسرب أو تتمزق بعض الأوعية الدموية في الدماغ. ويشكل الضغط المرتفع السبب الأول في حدوث هذا النوع من النزيف، وأيضا الإفراط في المعالجة لبعض مسيلات الدم، أو بسبب عيب خلقي في جدران الأوعية الدموية أو انتفاخات فيها، وقد تؤدي السكتة الإقفارية إلى سكتة نزفية أيضا.

نقص التروية العابر أو ما يسمى بنصف السكتة:

وهي عبارة عن عوارض مؤقتة بسبب انخفاض مؤقت في توصيل الدم إلى جزء من الدماغ، ولا بد من السعي إلى التماس الرعاية الطبية لأن هذا النوع قد يؤدي إلى سكتة دماغية كاملة.

أما في ما يتعلق بأسباب السكتة الدماغية، فهي كثيرة وقد تتشارك وتتشابك مع غيرها من الأمراض المزمنة، ودخل اليوم كوفيد 19 على سكة هذه الأسباب:

1- الضغط العالي وغير المنتظم.

2- البدانة وقلة الحركة.

3- الإفراط في تناول الكحوليات.

4- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

5- داء السكري.

6- أمراض القلب والشرايين.

7- كوفيد 19.

8- تاريخ مرضي في العائلة أو إصابة سابقة.

9- تجاوز عمر 55 عاماً (الرجال معرضون أكثر من النساء).

10- تناول حبوب منع الحمل عند النساء بشكل عشوائي.

يُمنح 5 مليون ناجٍ من السكتة الدماغية فرصة استكمال حياتهم بعد التعرض لسكتة دماغية، لكنها حياة قد لا تخلو من الآثار المترتبة على هذه السكتة مع ما لها من المضاعفات، ابتداءً من الشلل أو فقدان حركة العضلات في جهة واحدة من الجسم، استكمالاً بصعوبة في الكلام أو البلع، وصولاً إلى فقدان الذاكرة بشكل مؤقت أو دائم، وألم وتنميل في الجسم، وانتهاءً بتغيرات سلوكية وعدم القدرة على الاهتمام بالذات، ومشاكل عاطفية كالاكتئاب.

درهم وقاية لتفادي السكتات الدماغية وغيرها من المخاطر على الصحة:

1- ضبط ضغط الدم والالتزام بالأدوية في أوقاتها.

2- الأكل الصحي قليل الدهون.

4- الابتعاد عن التدخين والكحوليات.

5- ضبط مستوى السكر في الدم لمرضى السكري.

6- المحافظة على الوزن المثالي والتمارين الرياضية اليومية.

7- تناول الخضروات والفواكه.

8- معالجة مشاكل النوم المرضية.

9- تناول الأدوية المضادة للصفائح كالأسبرين وضبط نسبة سيولة الدم لمن يأخذ علاج مسيل للدم كالوارفارين حسب وصفة الطبيب وتوجيهاته.

10- الالتزام بالإرشادات الصحية لتفادي التعرض لفيروس كوفيد.