بعد أبحاث وتحقيقات أجرتها على
الأرض، وتواصلها مع مصادر عراقيّة عدّة، كشفت منظمة العفو الدوليّة أن بعض قنابل الغاز
المسيل للدموع، التي استخدمتها القوات العراقيّة، بخاصة قوات مكافحة الشغب، في العاصمة
بغداد، والتي كان الهدف منها قتل المحتجين بدلا من تفريقهم، مصدرها إيران وبلغاريا.
وكان تقرير سابق نشرته المنظمة
في الحادي والثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قد كشف عن حالات وفاة "شنيعة"
تعرض لها المحتجون بسبب هذه القنابل، التي تخترق جماجمهم. وأوضح التقرير السابق أن هناك نموذجين من "القنابل الفتاكة" التي
استخدمتها القوات العراقيّة، والتي من المحتمل أن تكون من تصنيع شركة أرسنال (Arsenal) البلغاريّة.
قنابل إيرانيّة
أما التحديث الجديد للتقرير، الذي
نُشر بعد إجراء المزيد من التحقيقات ومعاينة مقاطع فيديو لإصابات المحتجين والقنابل
التي استهدفتهم، فأكدت منظمة العفو الدولية أنه بالإضافة إلى القنابل الصربيّة، فإن
"جزءا كبيرا من المقذوفات الفتاكة، هو في الواقع قنابل غاز مسيل للدموع M651 وقنابل دخان M713 صنعتها منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانيّة (DIO) .
كما أشارت إلى أن شركة "أرسنال"
البلغاريّة باعت قنابل وأسلحة أخرى للعراق، من بينها قنابل الدخان التي يتم إلقاؤها
باليد، والتي استخدمت خلال الاحتجاجات الأخيرة في بغداد. ونوهت المنظمة في الوقت نفسه، إلى أنها لا تمتلك معلومات بشأن هوية مطلقي
القنابل الإيرانيّة في بغداد.
المنظمة دعت في تقريرها، السلطات
العراقيّة إلى "ضمان أن تتوقف شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن الأخرى في بغداد
على الفور، عن استخدام نوعين من القنابل المسيلة للدموع، لم يسبق استخدامهما من قبل،
لقتل المحتجين بدلاً من تفريقهم/ وذلك بعد أن خلصت تحقيقاتها إلى أنهما تسببا في وفاة
ما لا يقل عن 5 محتجين خلال 5 أيام".
وفيات بجروح "بشعة"
من جهتها، قالت مديرة البحوث للشرق
الأوسط، في منظمة العفو الدوليّة، لين معلوف، "تشير جميع الأدلة إلى قيام قوات
الأمن العراقيّة باستخدام هذه القنابل العسكريّة ضد المحتجين في بغداد، مستهدفة، على
ما يبدو، رؤوسهم أو جسدهم من مسافة قريبة وبصورة مباشرة"، مضيفة "كان
لهذا نتائج مدمرة، في حالات متعددة اخترقت جماجم الضحايا، مما أدى إلى جروح مروعة وموت،
بعد أن تنغرس القنابل داخل رؤوسهم".
أدلة بالفيديو
أعلنت منظمة العفو الدوليّة أنها
عثرت على مقاطع فيديو عدة عبر الإنترنت، وتحققت منها وحددت مواقعها الجغرافية. وكانت
هذه المقاطع قد صُورت في الفترة ما بين 25
و29 أكتوبر، في مناطق بالقرب من ساحة التحرير في وسط بغداد، وهي موقع رئيسي للاحتجاجات.
وأظهرت أشرطة الفيديو هذه 5 رجال
تعرضوا لإصابة حادة في الرأس بسبب القنابل على ما يبدو، ففي مقطع فيديو تم تصويره في
25 أكتوبر، على الجانب الشمالي الشرقي لجسر الجمهورية، يمكن رؤية محتج فاقد الوعي أو
توفي، مع جرح واضح في الجزء الخلفي من جمجمته ينبعث منه الدخان أو الغاز.
ويمكن رؤية الآثار نفسها في مقطع
فيديو آخر تم تصويره في نفس اليوم وفي نفس المكان - وهنا يوجد محتج آخر لديه جرح مماثل
على يمين جمجمته.
كما تلقت منظمة العفو الدولية
صور الأشعة المقطعية من عاملين في المجال الطبي في بغداد، تؤكد الوفيات الناجمة عن
ارتطام شديد بالرأس. والإصابات المروعة في كل هذه الصور ناتجة عن القنابل الكاملة المنغرسة
في جماجم الضحايا.
المصدر: سكاي نيوز عربيّة +
اللواء