أكدت اثيوبيا امس أنها ستواصل ملء سد النهضة الضخم الذي تبنيه على نهر النيل على الرغم من الخلاف المستمر مع مصر والسودان اللتين قالتا بدورهما إنهما لا تستبعدان أي خيار دفاعًا عن مصالحهما.
فيما حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إثيوبيا امس من خطر نشوب صراع بسبب سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق، وذلك بعد انتهاء محادثات شاركت فيها الدولتان والسودان دون إحراز تقدم.
وقال السيسي خلال افتتاح مجمع حكومي جديد إن مصر والسودان ينسقان بشأن القضية وإن «التعاون والاتفاق أفضل كثيرا من أي حاجة تانية».
وأضاف «شوفنا حجم التكلفة اللي بتترتب على أي مواجهة» في إشارة إلى صراعات سابقة في المنطقة.
وقال «أقول للأشقاء في إثيوبيا، بلاش إن احنا نصل لمرحلة إنك انت تمس نقطة مياه من مصر.. لأن الخيارات كلها مفتوحة، الخيارات كلها مفتوحة وتعاوننا أفضل».
وقال وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي إنه ليس لديه تعليق على تصريحات السيسي.
وقال «نحن لا نستغل مياها تنبع من مصر أو السودان، لأن المياه لا تجري إلى أعلى النهر إلى إثيوبيا.
«نحن نستغل مياها من إثيوبيا لسد احتياجاتنا الشديدة استغلالا منصفا ومعقولا دون إلحاق ضرر كبير بجيراننا».
وجاءت التصريحات الإثيوبية بعد أن افترق وزراء خارجية الدول الثلاث من دون اتفاق امس الاول بعد ثلاثة أيام من المفاوضات في كينشاسا برعاية رئيس الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسكيدي الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي.
وقال الوزير الاثيوبي في مؤتمر صحافي «مع تقدم البناء يتم ملء» السد. وأضاف «لن نتخلى عن ذلك».
في الخرطوم، لوّح وزير الري السوداني ياسر عباس، في مؤتمر صحافي امس، باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال عباس «نعم السودان الخيارات أمامه مفتوحة بما فيه العودة إلى مجلس الامن الدولي».
وأضاف «لدينا تحوطات في عدة مسارات أولها الفني»، مشيرا إلى «مسار للتصعيد السياسي .. وفق القانون الدولي» إذا واصلت إثيوبيا ملء السد قبل التوصل إلى اتفاق.
ويتوقع أن يصبح سدّ النهضة أكبر مصدر لتوليد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاوات.
وتقول أثيوبيا إن الطاقة الكهرومائية التي ينتجها السد ضرورية لتلبية احتياجات سكانها البالغ عددهم 110 ملايين نسمة من الكهرباء.
لكن مصر التي يؤمن لها النيل نحو 97% من مياه الري والشرب ترى في السد الإثيوبي تهديدًا لإمدادها بالمياه.
أما السودان فيخشى أن تتضرر سدوده إذا ملأت إثيوبيا سد النهضة بالكامل قبل التوصل إلى اتفاق.
وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي الثلاثاء في ختام المحادثات إن إثيوبيا «تهدد شعوب حوض النيل، والسودان بشكل مباشر».
وأضافت أنه «بدون برنامج جديد (للمحادثات)، أمام إثيوبيا طريق واسع لتعريض شعوب المنطقة والقارة الإفريقية بأكملها لخطر داهم».
وعبّر وزير الري الإثيوبي امس عن أسفه لأن المفاوضين المصريين والسودانيين سعوا في كينشاسا إلى زيادة مشاركة مراقبين من جنوب إفريقيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.