قالت الشرطة العراقية ومسعفون إن قوات الأمن قتلت ٤ محتجين وأصابت ٦٦ آخرين في بغداد امس ثناء محاولاتها دفع المحتجين للرجوع إلى مخيمهم الرئيسي في وسط بغداد.
وبعد يومين من الهدوء النسبي، قالت المصادر إن ثلاثة من المحتجين لقوا حتفهم في وقت مبكر من صباح أمس بعدما أصابتهم عبوات غاز مسيل للدموع بشكل مباشر في الرأس وإن الرابع توفي في المستشفى متأثرا بجراح من قنبلة صوت أطلقتها قوات الأمن.
ويتخطى العدد الإجمالي للقتلى خلال الاحتجاجات حاليا 300 شخص.
وذكر مصور من رويترز أن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية والرصاص المطاطي وعبوات الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق مئات المحتجين الذين تجمعوا قرب ميدان التحرير.
وقالت الشرطة والمصادر الطبية إن نصف المصابين على الأقل يعانون من إصابات بالذخيرة الحية.
والآخرون أصيبوا باختناق بسبب الغاز المسيل للدموع أو بأعيرة الرصاص المطاطي.
واستخدم محتجون خزائن قديمة وبراميل وقود فارغة وصفائح معدنية لإقامة حاجز قرب جسر الجمهورية.
وقال عباس وهو فتى كان يشارك في إقامة الحاجز المؤقت «نعزز الموقع تحسبا لعودة قوات الأمن لمحاولة دفعنا مرة أخرى في وقت لاحق».
واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان قوات الأمن العراقية بالهجوم على الطواقم الطبية التي تسعف المحتجين.
وقالت سارة لي ويتسون مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش في تقرير نشر امس «المسعفون أصبحوا ضحية إضافية لاستخدام الدولة للقوة المفرطة».
ورفض مسؤولون عراقيون التعليق على التقرير.
كما تجدد العنف أيضا في عدة مناطق في جنوب العراق والذي شهد بداية الاحتجاجات من الأصل.
وقالت مصادر أمنية إن المحتجين أضرموا النار في منازل مسؤولين محليين في بلدة غراف على مسافة 25 كيلومترا إلى الشمال من مدينة الناصرية الجنوبية.
ولا يزال جنوب البلاد ذي الغالبية الشيعية مصاباً أيضاً بشلل جزئي جراء حركة واسعة من العصيان المدني.
وبدأت الأمم المتحدة هذا الأسبوع وساطة لإخراج البلاد من دوامة العنف.
وتشكو شريحة من العراقيين بينهم سياسيون من سيطرة إيران في الآونة الأخيرة على مفاصل القرار التي أرست اتفاقاً يبقي على السلطة وينهي الاحتجاجات «بكل الوسائل المتاحة».
وتدعو المنظمات الحقوقية القوى الأمنية إلى وقف استخدام هذا النوع «غير المسبوق» من القنابل التي يبلغ وزنها عشرة أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع العادية وتخترق جماجم المتظاهرين.
وقال أحد المتظاهرين «ألم تقل لهم المرجعية ألا يستخدموا الرصاص الحي؟»، في إشارة الى دعوة المرجع الديني علي السيستاني إلى الحفاظ على «السلمية».
ولإيصال أصواتهم، أعاد المتظاهرون امس إغلاق المدارس ومعظم الإدارات الرسمية في الحلة والديوانية والكوت في الجنوب.
وفي الناصرية، أفاد مراسل فرانس برس عن فرض حظر للتجول في منطقة الغراف بشمال المدينة، ونشر تعزيزات أمنية للسيطرة على الأوضاع.
وفي مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة، أغلق التجار محلاتهم في السوق القديمة المتاخمة لمقام الإمام علي الذي يزوره الملايين سنوياً.
وقال أحد هؤلاء التجار «نحن مستعدون أن نخسر ليوم وشهر وحتى عشرين شهراً. نحن نخسر منذ 16 عاماً».
ومساء، تحولت ساحة التحرير في بغداد إلى مركز احتفالات، بعد فوز المنتخب العراقي على نظيره الإيراني بهدفين لهدف في عمان.
(أ ف ب - رويترز)