بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 كانون الأول 2019 06:35ص العراق: ١٣ قتيلا بهجوم مسلح على المتظاهرين.. وواشنطن تُعاقب «الحشد»

أعلام العراق ترتفع في ساحة التحرير خلال تظاهرة في بغداد (أ ف ب) أعلام العراق ترتفع في ساحة التحرير خلال تظاهرة في بغداد (أ ف ب)
حجم الخط
بعد أيام من الهدوء، عاد العنف مجدداً إلى شوارع بغداد أمس، حيث قتل ١٣ متظاهرا على الأقل بهجوم لمسلحين مجهولين، بعيد فرض الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة من قادة الفصائل الموالية لإيران يشتبه بأنهم تورطوا في الحملة الأمنية ضد المتظاهرين خلال الاحتجاجات. 

وقتل المتظاهرين مساء أمس في بغداد، بعد مهاجمتهم من قبل مسلحين مجهولين سيطروا على مبنى يحتله المحتجون منذ أسابيع، حسبما أكدت مصادر أمنية وطبية. 

ويأتي هذا الهجوم بعدما أعرب المتظاهرون عن قلقهم حيال اعمال عنف أمس الأول، إثر نزول مؤيدين لفصائل موالية لإيران بمسيرة إلى ساحة التحرير، مركز الاحتجاجات في وسط العاصمة، في استعراض قوة. 

وبعد يوم هادئ امس، شهد تجمعات كبيرة في ساحة التحرير بعد انضمام رجال دين وصلوا من مقامات شيعية في البلاد، انفجر الوضع ليلاً. 

واتهم المتظاهرون مسلحين مجهولين يستقلون شاحنات صغيرة، باستهدافهم لطردهم من مرآب بطوابق عدة كانوا يسيطرون عليه، قرب جسر السنك القريب من ساحة التحرير. 

وتمكن هؤلاء من السيطرة على المرآب لاحقاً، بحسب متظاهرين ومسعفين في المكان، فيما أفادت قناة التلفزيون الرسمية عن احتراق المرآب بالكامل من قبل «مجهولين». 

ومنذ انطلاق الاحتجاجات في الأول من تشرين الأول، قتل نحو 440 شخصاً، معظمهم من المتظاهرين، وأصيب حوالى 20 ألفاً بجروح، وفقاً لتعداد وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر طبية ومن الشرطة. 

وفرضت الولايات المتحدة امس عقوبات على ثلاثة عراقيين هم، قيس الخزعلي وليث الخزعلي وحسين عزيز اللامي، وجميعهم قادة فصائل موالية لإيران ضمن قوات الحشد الشعبي. 

كما فرضت عقوبات على السياسي خميس فرحان الخنجر العيساوي بسبب الفساد «على حساب الشعب العراقي». 

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أمس إن مجموعات تأتمر بأمر الرجال الثلاثة ”فتحت النار على الاحتجاجات السلمية، وقتلت عشرات المدنيين الأبرياء".

وقال البيان إن العقوبات الجديدة تستهدف أيضا رجل الأعمال العراقي خميس الخنجر بتهمة الفساد.

وقال مسؤولون كبار في وزارة الخزانة الأميركية إن الحملة العنيفة على الاحتجاجات تؤدي إلى ”تفاقم الاضطراب السياسي".

وفي وقت سابق، نأى المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني بنفسه من عملية اختيار رئيس وزراء جديد وسط مشاورات سياسية برعاية طهران التي يتهمها الشارع بأنها عرابة النظام القائم المتهم بالفساد والمحسوبيات. 

وقال السيستاني (89 عاماً) في خطبة الجمعة التي تلاها ممثله الشيخ عبد المهدي الكربلائي «نأمل أن يتم اختيار رئيس الحكومة الجديدة وأعضائها ضمن المدة الدستورية ووفقاً لما يتطلع إليه المواطنون بعيداً عن أي تدخل خارجي». 

وقدم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استقالته إلى البرلمان الأسبوع الماضي، تحت ضغط الشارع ودعوة المرجعية البرلمان إلى سحب الثقة من الحكومة. 

وتتكثّف المشاورات في بغداد بحثاً عن بديل من عبد المهدي، في ظل مساع يخوضها حلف طهران-بيروت لإقناع القوى السياسية الشيعية والسنية بالسير بأحد المرشحين وسط استمرار أعمال العنف في جنوب البلاد، كما قال مصدر سياسي لوكالة فرانس برس الثلاثاء. 

وقال المصدر المقرب من دوائر القرار في العاصمة العراقية لوكالة فرانس برس إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني «موجود في بغداد للدفع باتجاه ترشيح إحدى الشخصيات لخلافة عبد المهدي». 

وأشار المصدر نفسه إلى أن «مسؤول ملف العراق في حزب الله الشيخ محمد كوثراني، يلعب أيضاً دوراً كبيراً في مسألة إقناع القوى السياسية من شيعة وسنة في هذا الاتجاه». 

وحتى قبل أن يعلن البرلمان الأحد الماضي موافقته رسمياً على استقالة عبد المهدي وحكومته، بدأت الأحزاب السياسية اجتماعات و»لقاءات متواصلة» للبحث في المرحلة المقبلة. 

وأكدت المرجعية امس أنها «ليست طرفاً في أي حديث بهذا الشأن ولا دور لها فيه بأيّ شكل من الأشكال». 

وعلى صعيد آخر، نزل آلاف من أنصار قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل موالية لإيران الخميس إلى ساحة التحرير في بغداد، ما أثار قلقاً بين المتظاهرين. 

ولوح المتظاهرون الجدد بأعلام قوات الحشد الشعبي التي باتت تحمل صفة رسمية بعدما صارت جزءاً من القوات العراقية، فيما رفع آخرون صوراً للسيستاني. 

ولذا، أكدت المرجعية في خطبة الجمعة في كربلاء أنها «لجميع العراقيين بلا اختلاف بين انتماءاتهم وتوجهاتهم (...) ولا ينبغي أن يستخدم عنوانها من قبل أي من المجاميع المشاركة في التظاهرات المطالبة بالإصلاح لئلا تحسب على جمعٍ دون جمع». 

واتّهمت الولايات المتحدة امس إيران بالتدخل في المشاورات العراقية الرامية لتشكيل حكومة، معتبرة ذلك «انتهاكًا كبيراً» لسيادة العراق. 

وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط ديفيد شينكر «نحض الجيران على عدم التدخل وتقويض دستور البلاد»، معتبراً أن تواجد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد «غير طبيعي ومشكلة ويشكل انتهاكًا كبيراً لسيادة العراق». 

(أ ف ب - رويترز  - العربية نت)