توفي متظاهران صباح أمس متأثرين بجروحهما بعد مواجهات ليلية مع قوات مكافحة الشغب في ساحة التحرير وسط بغداد، ما يعيد للأذهان العنف الذي ووجه به المتظاهرون في تشرين الأول الماضي، فيما ينتظر الشارع اليوم من الحكومة الجديدة «القصاص» للجناة.
وقال المصدر إن المتظاهرين أصيبا بقنابل مسيّلة للدموع، واحد في رأسه والآخر في رقبته.
وشُيّع القتيلان امس في ساحة التحرير نفسها، في موكب شارك فيه عشرات المتظاهرين الذين طالبوا بـ«القصاص»، ودعوا إلى التظاهر مجدداً.
وشهدت بغداد ومدن جنوبية عدة امس الاول احتجاجات للتنديد بانقطاع الكهرباء التي لا توفرها الدولة إلا لساعات قليلة يومياً، خصوصاً مع تجاوز درجات الحرارة الـ50 درجة مئوية الأسبوع الحالي في العراق.
ويومي السبت والأحد الماضيين، تصاعدت الاحتجاجات المطالبة بتحسين الكهرباء في مدن جنوب العراق. وتظاهر المئات في محافظة الناصرية واقتحموا مبنى الطاقة الحرارية الواقع في غرب المدينة.
أما في محافظة بابل، فطالب المئات من المتظاهرين بإقالة المحافظ احتجاجا على تردي التغذية بالكهرباء، وقاموا بقطع الطرقات.
وتعد هذه التظاهرات تقليداً صيفياً سنوياً في العراق، خصوصاً مع الانقطاع المزمن للكهرباء، الذي لم تتمكن أي حكومة حتى الآن من إيجاد حل جذري له.
وترأس الكاظمي امس اجتماعاً وزارياً عاجلاً لمناقشة مشكلة الكهرباء، قال بعده «لن ندخر أي جهد من أجل تسهيل مهمة وزارة الكهرباء لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، ورفع المعاناة عنهم»، من دون طرح خطط ملموسة.
ووجّه الكاظمي بحسب البيان «بتقصي الحقائق بشأن الأحداث المؤسفة التي جرت أمس، على أن تصل النتائج خلال مدة أقصاها 72».
وشدد على أن «التظاهر السلمي حق كفله الدستور العراقي، وواجب الحكومة وأجهزتها الأمنية حماية التظاهرات السلمية والاستماع لمطالب المتظاهرين».
وأكد الاجتماع على «دعوة المتظاهرين السلميين إلى التعاون مع القوات الأمنية في التبليغ عن العناصر المشبوهة التي تسيء للتظاهرات وتشوّه المطالب المشروعة للمتظاهرين».
وأشار البيان إلى أن «الاجتماع ناقش قضايا الخطف والقتل التي طالت المتظاهرين بشكل خاص، والمواطنين عموما، وأن تولي الجهات الأمنية المختصة الأولوية في متابعة هذه الجرائم وملاحقة مرتكبيها».
وأصدر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، بياناً بشأن أحداث ساحة التحرير.
وقال المتظاهر ميثم الدراجي «إذا لم يتم الإفراج عن شبابنا (الذين اعتقلوا خلال الليل)، سنقوم بتصعيدات جديدة. باقون في الخيم، ولن نتزحزح. لا فرق بين حكومة الكاظمي وحكومة عادل عبد المهدي».
وقال متظاهر آخر يدعى أحمد جبار «طلعنا في تظاهرة سلمية، لا سلاح ولا سكاكين – طلعنا فقط بشعاراتنا. (أشتبكنا) ست ساعات مع (الشرطة) ولم يُسمح بدخول سيارات الإسعاف لنقل الجرحى».
وأشار مراسل وكالة فرانس برس في المكان إلى أن خياماً عدة وجدت محترقة صباح امس في ساحة التحرير.
وأصدر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة بياناً، من دون ذكر وقوع ضحايا في صفوف المتظاهرين أو في صفوفه.
من جهتها، دانت الأمم المتحدة عملية القمع، وقالت في بيان «نشجب أعمال العنف والخسائر البشرية التي وقعت خلال احتجاجات بغداد الليلة الماضية»، داعية الحكومة إلى «التحقيق ومحاسبة الجناة».
(ا.ف.ب)