أدى بضع مئات صلاة الجمعة في ساحة الحرم القدسي، عقب غلق دائرة الأوقاف المسجد الأقصى بسبب المخاوف من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد .
وأغلقت الأوقاف المسجد الأقصى مؤخرا، لكنها أباحت الصلاة بالهواء الطلق في الساحة.
ولم يتجاوز عدد المصلين 300 في ساحة الحرم القدسي، وفق ما أفاد صحافي من وكالة فرانس برس، في حين يشارك عادة نحو 30 ألفا في صلاة الجمعة.
واشتبك المصلون بالأيدي مع الشرطة الإسرائيلية في القدس.
ووقف أفراد الشرطة المجهزون بمعدات مكافحة الشغب واضعين الكمامات على وجوههم خلف الحواجز عند باب العامود ومداخل أخرى للبلدة القديمة ذات الأسوار قبل صلاة الجمعة، يفحصون أوراق الهوية للحد من عدد الحاضرين.
وقال شهود إن الحشود كانت أقل بكثير من المعتاد، فلم يحضر سوى بضع مئات. وصلى بعض الذين منعوا من الدخول في الشوارع الغارقة في مياه الأمطار خارج الأسوار، واندلعت اشتباكات خفيفة استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع والخيول لتفريق حشد من الناس.
وأغلقت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الأسبوع الماضي المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة المجاور في خطوة تهدف لحماية المصلين.
لكن دائرة الأوقاف سمحت بالصلاة في الباحات الفسيحة في مجمع الحرم القدسي.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس على سياسة البقاء في المنازل، وقال إن الشرطة ستفرض هذه القيود.
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد إنه يتم اتخاذ الإجراءات الصحية في جميع الأحياء، بما في ذلك المدينة القديمة.
وأضاف «مع الانتشار المستمر لفيروس كورونا، من المهم ألا تكون هناك تجمعات عامة مع الضرورة المطلقة للتباعد لمسافة مترين بين الأفراد».
وهددت الحكومة الإسرائيلية بفرض أوامر إغلاق ما لم يلتزم الناس بالتعليمات، مشيرة بأصبع الاتهام إلى الأقلية العربية في إسرائيل والطائفة اليهودية.
إلى ذلك، بدا المشهد غريبا في زفاف الفلسطيني عماد شرف وعروسه براء عمارنة امس، فقد أتت العروس الى الحفل مرتدية فستانها الأبيض مع قناع من اللون نفسه كونها تسكن في بيت لحم، البلدة التي فرض عليها إغلاق شبه تام نتيجة انتشار إصابات بفيروس كورونا المستجد فيها.
وعمد كثيرون في العالم الى إلغاء احتفالات عامة وحفلات زفاف منذ انتشار وباء كوفيد-19 في معظم الدول. لكن عماد شرف (25 عاما)، وهو من بلدة الظاهرية في جنوب الضفة الغربية، وبراءة عمارنة اللذين حددا موعد زواجهما قبل خمسة شهور، أصرا على الاقتران، ولو بعد إلغاء الدعوات وعدم توافد المدعوين.
وقال عماد لوكالة فرانس برس وهو ينتظر عروسه «كان من المفترض أن يتم العرس بشكل عادي اليوم، لكن الظروف التي طرأت وانتشار الفيروس جعلتني أقيم العرس من دون مدعوين، باستثناء أهلي وأهل العروس منعا للاختلاط». وتمّ إلغاء احتفالات وتجمعات كثيرة في الأراضي الفلسطينية. حتى تمّ إلغاء تعاز بمتوفين تتم عادة على ثلاثة أيام، لتجنب المصافحة والتواصل. ومدينة بيت لحم التي تستقبل عشرات آلاف السياح سنويا، من أولى المدن في المنطقة التي وصلها فيروس كورونا المستجد وسجلت فيها حوالى 37 إصابة من أصل 44 في الأراضي الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الجمعة شفاء 17 مصابا كانوا يعالجون في المدينة. وتغلق السلطة الفلسطينية مدينة بيت لحم منذ أكثر من 15 يوما، وتمنع الدخول اليها أو الخروج منها، غير أن العريس قام بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية بدخول المدينة واصطحب عروسه في سيارة واحدة الى بلدته، ما سيضطره الى أن يبقى معها في حجر صحي لمدة 14 يوما. وقال عماد ضاحكا «لم نجر فحوصا، لكن إن كانوا يتحدثون عن حجر صحي لمدة 14 يوما، فأنا سأبقى مع عروسي في حجر زوجي لأكثر من شهر».
(أ ف ب - رويترز)