بين عامي ١٩٨٢ و٢٠١٨ عقود تغيرت، وتبدل فيها وجه العالم لاسيما لبنان التي ارادت اسرائيل من خلال احتلاله وكسر ارادة شعبه ان تجعله الخاصرة الاضعف، فكان العين التي قاومت المخرز.والشوكة في عيون الغاصبين.
بلغ التآمر الدولي ذروته باطلاق العنان لاسرائيل لكسر المقاومة الفلسطينية وتأييد البغض في الداخل لابعاد شبح التوطين..فكان البديل جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي اطلق شرارتها الاولى في بيروت ابطال الحزبين الشيوعي والقومي وامتدت لتشمل المقاومات التى اعطتها بعدا طائفيا واسلاميا، باعتبار ان فلسطين قضية اسلامية قبل ان تكون وطنية كقضية احتلال واقتلاع شعب من ارضه واغتصاب هذا البلد العربي فلسطين بابشع التامر من ارباب المشاريع الاستعمارية الذين ما زالوا حتى يومنا هذا يمزقون الوطن العربي المترامي الاطراف من ليبيا الى اليمن مرورا بالعراق وسوريا ولبنان العصي دائما بوجه المؤمرات..لكن للحقيقة والتاريخ نسجل ان الشيوعين حققوا مع الحلفاء فجر الانتصار الاول من خلال دحر الاحتلال عن العاصمة والجبل الى ان تم الانسحاب المذل عام ١٩٨٥ الى منطقة الشريط الحدودي التي ارادته اسرائيل سياجاً امنيا بتواطؤ البعض ايضا في الداخل وذلك قبل وقوعنا في الاسر مع ثلة من الرفاق..شعرت حينها من خلال الاعتقال في عتليت وما تبعها بعد تحررنا ان البلد وقع في الاسر وان التحرير ناقص لان ملامح مرحلة جديدة بدأت بعد التحرير مرحلة التقسيم وإن لم يقع جغرافياً لكنه نجح واقعياً اذ تقسم البلد على اساس طائفي واندثر حلم قيام حكم وطني ديمقراطي اردناه متلازما مع مشروع تحررنا من الاحتلال، لكن سياسات الاقليم ارادت عكس ذلك وغذت النعرات الطائفية حتى اوصلتنا الى ما نحن عليه.
حصل التحرير عام ٢٠٠٠ بعد صراع قوي جسدته المقاومة التي اخذت منحا اسلاميا وارتبط بمشاريع محورية لانهاء الصراع وازالة اسرائيل من الوجود..لكن الانسحاب عام ٢٠٠٠ تلاه حرب اسرائيل الثانية عام ٢٠٠٦ وإن خرجت نسبياً مهزومة لكنها حولت انتصارنا الى سلسلة هزائم متتالية اطلقت مع شرارة الربيع العربي عام ٢٠١١ لتأكل نيرانها اجزاء من عالمنا العربي وتتغير البوصلة والاهداف واصبحت المقاومة تقاتل على بعد مئات الاميال عن فلسطين.
وفي لبنان الغارق في ازماته السياسية والاقتصادية الخانقة..المقاومة تتغنى بالانتصارات وهي عاجزة عن ان توقف عجلة انهيار البلد وسقوط الهيكل على الجميع.
هذا التوصيف السريع ليس لمحاكمة احد انما هو قراءة سريعة في احداث وقعت منذ الاجتياح حتى يومنا هذا علنا نعرف كيف يفكر عدونا لننتصر حقا. لا التغني بنصف انتصارات. اكرر اين نحن اليوم نجحت اميركا واسرائيل في تصفية القضية الفلسطيينة وإن كنا نرى بعض شرارة المقاومة مستمرة لكنها لا تملك مشروعا باعتبار ان الشعب الفلسطيني منقسم على نفسه كما حال معظم الشعوب العربية..ونجح تفتيت وضرب دول الطوق بإبعاد مصر والاردن عن الصراع وتدمير سوريا والعراق وتفتيت اليمن، وليبيا ودول المغرب العربي غارقة في ازماتها وأمة المليار ونصف المليار مسلم لا تعرف من قضية فلسطين والقدس الا اسمها واصحاب شعار تحرير القدس من دول الاقليم ايران وتركيا يمعنون فى الرقص على جثة الوطن العربي.حالة الوهن هذه واقع ولا احد يتغنى ان محاور انتصرت محور ممانعة ومحور اعتدال عربي المنتصر عدوكم وكفى مكابرة تعلموا من اخطاء قرن مضى من سايكس بيكو ووعد بلفور الى اليوم وماذا انتم فاعلون.؟
يوسف سعد