تجمع الآلاف من مؤيدي الزعيم العراقي مقتدى الصدر امس في تظاهرة للمطالبة بطرد القوات الأميركية، فيما يسعى شارع المتظاهرين المطلبيين إلى إعادة الزخم إلى احتجاجاتهم الداعية إلى الإصلاح منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وفي ساعات الصباح الأولى امس، تجمع الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من كل الأعمار في حي الجادرية بشرق بغداد، رغم الطقس البارد. وأطلق بعضهم هتافات «أخرج أخرج يا محتل» و«نعم نعم للسيادة». ولم يحضر الصدر نفسه إلى التظاهرة، لكن ممثلاً له تلا بياناً يدعو جميع القوات الأجنبية إلى مغادرة العراق وإلغاء الاتفاقيات الأمنية مع الولايات المتحدة وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات العسكرية والمسيّرة الأميركية، وألا يتعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«فوقية واستعلاء وعنجهية» عند مخاطبته المسؤولين العراقيين. وأضاف البيان «إذا تم تنفيذ ما ورد أعلاه، فسيكون تعاملنا على أساس أنها دولة غير محتلة، وإلا فهي دولة معادية للعراق».
وحظيت دعوة الصدر، التي جاءت بعد تصويت في البرلمان على تفويض الحكومة بإنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد، بتأييد واسع من الفصائل الشيعية المقربة من إيران، المتهمة بالوقوف وراء بعض أعمال العنف ضد المتظاهرين الذين يتجمعون في ساحة التحرير المركزية، ما يثير مخاوف من اشتباك بين الطرفين. وبعيد اغتيال سليماني، شددت طهران على وجوب خروج كل القوات الأميركية من المنطقة.
على الجهة الأخرى، سعى المحتجون المطلبيون إلى استعادة الزخم وتشديد الضغط على السلطات، وبدأوا منذ مطلع الأسبوع بقطع الطرقات في العاصمة ومدن جنوبية.
وقتل متظاهران وأصيب العشرات بجروح امس، وفق الشرطة ومصدر طبي.
وقال المصدر إن أحد القتيلين أصيب بالرصاص الحي والثاني بقنبلة غاز مسيل للدموع. وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 470 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مسعفين ومصادر أمنية ومفوضية حقوق الإنسان العراقية.
وكانت هناك خشية من أن تتواجه التظاهرتان في بغداد. لكن التيار الصدري أوضح أنه لن يكون تحركه قريباً من ساحة التحرير. ولخص المتحدث باسم الصدر تظاهرة الجمعة بمطلبين، هما خروج القوات الاجنبية وضرب الفاسدين.
وفي مدينة كربلاء، حث المرجعية الدينية العليا علي السيستاني الأحزاب السياسية في البلاد على تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن وطالب السلطات باحترام حق المحتجين في التعبير عن أنفسهم.
وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثل عنه في كربلاء المقدسة عند الشيعة «إن المرجعية الدينية تؤكد موقفها المبدئي من ضرورة احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضا وشعبا، ورفضها القاطع لما يمس هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان وتحت أي ذريعة».
علي صعيد اخر، اعلن البنتاغون امس ان 34 جنديا اميركيا اصيبوا بارتجاج في الدماغ اثناء الضربات الايرانية الاخيرة على قاعدة عين الاسد في غرب العراق.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان للصحافيين ان «34 جنديا اصيبوا بارتجاج في الدماغ». وكانت السلطات أكدت سابقا اصابة 11 جنديا بارتجاج جراء الهجوم الصاروخي.
وأشار إلى أن بين الأعراض التي يعاني منها الجنود، «الصداع والدوار وفرط الحساسية للضوء والانفعال والغثيان». اختفت هذه الأعراض بسرعة في بعض الحالات، لكنها تفاقمت بالنسبة للحالات الأخرى، وتم إجلاء الجنود.
الى ذلك، اعلنت جمعية كاثوليكية فرنسية فقدان أربعة من موظفيها هم ثلاثة فرنسيين وعراقي منذ الاثنين في بغداد. وقال بنجامين بلانشار مدير عام منظمة «اس اواس كريتيان دوريان» غير الحكومية التي تساعد المسيحيين المشرقيين ان الرجال الأربعة «فقدوا في محيط السفارة الفرنسية».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في باريس أنه «لم يتم طلب فدية» ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن فقدانهم. تعمل المنظمة في العراق منذ 2014 عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على محافظة الموصل مرغماً عشرات الآلاف من المسيحيين والأيزيديين على النزوح.
(أ ف ب - رويترز)