وقّع طرفا النزاع في ليبيا امس»اتفاقا دائما لوقف إطلاق النار» ب»مفعول فوري» بعد محادثات استمرت خمسة أيام جرت في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز إنه «يوم جميل للشعب الليبي»، مضيفة « صباح امس في مقر الأمم المتحدة في جنيف، قام الوفدان الليبيان (...) بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، كامل ووطني ودائم بمفعول فوري». ووصفت البعثة الاتفاق بـ«الإنجاز التاريخي»، وحيّت «توصل الفرقاء الليبيين إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا».
ورأت أن هذا «الإنجاز يشكل نقطة تحول هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا».
وقامت البعثة ببث مباشر على صفحتها لحفل التوقيع الذي استمر عشر دقائق وأعقبه تصفيق. وجرت المراسم في مقر الأمم المتحدة في جنيف. وأكد رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج في بين أن الاتفاق «على وقف اطلاق نار دائم يحقن الدماء ويرفع المعاناة عن المواطنين ويمهد الطريق لنجاح المسارات الأخرى الاقتصادية والسياسية».
وأشاد «بدور بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا في الوصول إلى هذا الاتفاق ونقدر مساعيها المتواصلة لتحقيق السلام في ليبيا، السلام القائم على العدل والمتمركز على ضمانات تبعد شبح الحرب والقلاقل عن بلادنا».
وقالت ستيفاني وليامز لوسائل الإعلام إنه «اتفاق وطني وشامل ودائم وأثره فوري».
وأضافت أن وقف إطلاق النار يفترض أن يرافقه خروج «المرتزقة والمقاتلين الأجانب (...) من ليبيا خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر اعتبارا من اليوم».
وأضافت أن الجانبين اتفقا على أن «كل الوحدات العسكرية والجماعات المسلحة الموجودة على الخطوط الأمامية ستعود إلى ثكناتها».
وفي ردود الفعل ، رحبت الولايات المتحدة بتوقيع طرفي النزاع الليبي اتفاق وقف إطلاق النار وقالت إن على جميع المقاتلين الأجانب مغادرة البلد. وجاء في بيان نشرته السفارة الأميركية في ليبيا «هذا الاتفاق خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق المصالح المشتركة لجميع الليبيين في خفض التصعيد والاستقرار ورحيل المقاتلين الأجانب».
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش من نيويورك أن اتفاق وقف إطلاق النار «خطوة أساسية نحو السلام والاستقرار» في ليبيا.
ودعا جميع الأطراف الإقليميين «إلى احترام أحكام اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تطبيقه دون تأخير»، مشيرًا إلى ضرورة احترام حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا المفروض منذ عام 2011.
ورحبت ايطاليا، بتوقيع الاتفاق. وقالت في بيان لوزارة الخارجية إنّ الاتفاق «نقطة تحوّل ذو أهمية محورية لاستقرار ليبيا». ورحّب الاتحاد الأوروبي بإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا .
وقال المتحدث باسمه بيتر ستانو لصحافيين إن «اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دائم أساسي لاستئناف الحوار السياسي»، مؤكدا أنه «من المهم جدا كذلك أن يطبّق هذا الاتفاق». لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شكك في «مصداقية» وقف إطلاق نار «دائم». وقال إردوغان الداعم لحكومة الوفاق الوطني الموقعة على الاتفاق إن «اتفاق وقف إطلاق النار اليوم لم يتم في الحقيقة بأعلى المستويات، بل بمستوى أقل. سيكون تحديد إن كان سيدوم مسألة وقت». وأضاف «يبدو لي أنه يفتقد إلى المصداقية».
(أ ف ب)