قتل نحو 20 مدنياً امس في قصف جوي شنته قوات النظام وحليفتها روسيا في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا التي تشهد منذ يومين معارك أودت بعشرات المقاتلين هي الأعنف منذ اتفاق هدنة تم التوصل إليه قبل ثلاثة أشهر، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وعلى جبهة أخرى على بعد عشرات الكيلومترات، قتل 11 مدنياً، بينهم ثمانية أطفال، في قصف مدفعي تركي استهدف مدينة تسيطر عليها قوات كردية وتنتشر فيها قوات روسية في شمال سوريا، بحسب المصدر ذاته.
وأفاد المرصد عن مقتل 13 مدنياً في قصف لقوات النظام استهدف سوقاً شعبية في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي.
وقتل ثلاثة مدنيين آخرين في غارات جوية شنتها طائرات حربية سورية وروسية في مناطق متفرقة في جنوب إدلب، كما قتلت إمرأة وطفلاها في قصف روسي استهدف سجن إدلب المركزي أثناء زيارتها لأحد أقاربها، وفق المرصد، الذي أشار إلى تمكن عدد من السجناء من الفرار.
وتؤوي محافظة إدلب وأجزاء من محافظات محاذية نحو ثلاثة ملايين نسمة نصفهم من النازحين وتقع بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل إسلامية ومقاتلة أخرى أقل نفوذاً.
وفي معرة النعمان، متطوعين في الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) ينقلون جثث القتلى من محال مدمرة، فيما انتشرت حبوب البرتقال على الأرض إلى جانب أكياس من البصل وبقع من الدماء.
وقال ماهر محمد، وهو بائع في الـ35 من العمر «كنا جالسين أمام المتجر وفجأة قصف الطيران نصف السوق واستشهد سبعة أو ثمانية أشخاص من جيراننا».
وأضاف «هربنا إلى داخل المحال ورمينا أنفسنا أرضاً».
وفي مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، قتل 11 مدنياً بينهم ثمانية أطفال امس جراء «قصف مدفعي تركي وقع قرب مدرسة أثناء خروج التلاميذ منها»، وفق المرصد الذي أشار إلى أن القتلى من النازحين من منطقة عفرين المجاورة والتي فرّ عشرات الآلاف منها مع شنّ القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها هجوماً عليها العام الماضي.
وأظهرت مشاهد فيديو نقلتها وكالة هاوار الكردية مسعفين ينقلون أطفالاً مصابين علت أصوات صراخهم داخل مستشفى. وعلى الأرض عند مدخل المستشفى، وضعت جثث ثمانية أطفال ورجل عجوز على الأرض وقد لفت ببطانيات سوداء.
وفقدت أمرأة وعيها قبل أن تدخل وهي تصرخ وترمي نفسها على الأرض لتعانق أحد الأطفال القتلى، وتصرخ باسمه كأنها تحاول إيقاظه.
وغالباً ما تشهد تل رفعت مناوشات بين قوات كردية محلية تسيطر عليها والفصائل السورية الموالية لأنقرة المنتشرة في مناطق قريبة.
وخلال تسييرهم دورية امس في ريف كوباني في شمال حلب، اصيب ثلاثة جنود روس بانفجار عبوة ناسفة، وفق ما افادت وزارة الدفاع الروسية.
وبحث الرئيس السوري امس الأوضاع في شمال شرق البلاد مع المبعوث الخاص الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، وأكد الطرفان، وفق ما نقل حساب الرئاسة على تلغرام، أن «استعادة الدولة السورية للسيطرة على كامل الأراضي والمدن وعودة مؤسسات الدولة هو العامل الأساس في إعادة الاستقرار والأمان لأهالي تلك المنطقة».
الي ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن ثلاثة من ضباط الشرطة العسكرية الروسية أصيبوا في انفجار قنبلة محلية الصنع اثناء قيامهم بدورية روتينية في سوريا قرب الحدود مع تركيا.
ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها إن القنبلة انفجرت بالقرب من بلدة كوباني في محافظة حلب بشمال سوريا مضيفة أنها لا تعتقد بأن حياة الجنود المصابين في خطر.
(أ ف ب-رويترز)