بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الثاني 2019 06:34م مجازر العراق مستمرة رغم دعوات "السيستاني".. و"السواد الأعظم" من ضحايا الناصرية

حجم الخط
بالرغم من "تحريم" المرجع الديني الأكبر في العراق، الاعتداءات على المتظاهرين السلميين، استمرت قوات الامن العراقية بايعاز من السلطة، باستخدام الرصاص الحي ضد المحتجين في كافة المدن المنتفضة، فيما كان لمدينة الناصرية حصة الأسد من ضحايا اطلاق النار المباشر.

وتكثف السلطة عملياتها في جنوب العراق، حيث قتل 15 متظاهرا اليوم بالرصاص وأصيب العشرات في مدينة الناصرية التي تشهد منذ الخميس مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، على ما أفاد أطباء.

وجرت أعمال العنف فيما أعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عزمه على تقديم استقالته بعدما دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني في خطبة الجمعة مجلس النواب العراقي إلى سحب الثقة من الحكومة وسط احتجاجات مستمرة منذ شهرين في بغداد وجنوب العراق أسفرت عن أكثر من 400 قتيل.

وأعلن عبد المهدي عزمه تقديم استقالته في بيان جاء بعد ساعات من إدانة المرجع الشيعي علي السيستاني، استخدام القوة المميتة ضد المحتجين، وحث نواب البرلمان على إعادة النظر في مساندتهم للحكومة.

استقالة الحكومة
وفي بيان الاستقالة، قال عبد المهدي: "استمعت بحرص كبير إلى خطبة المرجعية الدينية العليا. واستجابة لهذه الدعوة وتسهيلا وتسريعا لإنجازها بأسرع وقت، سأرفع إلى مجلس النواب الموقر الكتاب الرسمي بطلب الاستقالة من رئاسة الحكومة الحالية".

وأشار عبد المهدي، في بيانه، إلى أنه "سبق وأن طرحت هذا الخيار (الاستقالة) علنا وفي المذكرات الرسمية، وبما يحقق مصلحة الشعب والبلاد".

وفُسرت كلمة السيستاني، التي جاءت على لسان ممثله في خطبة الجمعة التي نقلها التلفزيون على الهواء، على أنها إيعاز للبرلمانيين بالسعي لتغيير الحكومة، مع اتساع دوامة العنف في البلاد.

ما الذي طلبه السيستاني؟
وطالب المرجع الشيعي رئيس الوزراء بإجراء تحقيق في أعمال العنف في محافظتي ذي قار والنجف.

وأكد السيستاني على "حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين ومنعهم من ممارسة حقهم في المطالبة بالإصلاح"، حسبما قال ممثل عنه في خطبة متلفزة من مدينة كربلاء.

وقال السيستاني "بالنظر إلى الظروف العصيبة التي يمر بها البلد، وما بدا من عجز واضح في تعامل الجهات المعنية مع مستجدات الشهرين الأخيرين... فإن مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعو الى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق".

كما حث السيستاني المتظاهرين السلميين على أن "يميزوا صفوفهم عن غير السلميين ويتعاونوا في طرد المخربين ـ أيا كانوا ـ ولا يسمحوا لهم باستغلال التظاهرات السلمية للإضرار بممتلكات المواطنين والاعتداء على أصحابها".

وكان 25 شخصا على الأقل قتلوا أمس، جراء إطلاق قوات الأمن النار لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يحتلون جسرين في مدينة الناصرية الجنوبية، وارتفعت حصيلة القتلى في الناصرية بعد أن لقي خمسة متظاهرون آخرون مصرعهم اليوم.

وقتل أربعة آخرون على جسر الأحرار الاستراتيجي في العاصمة بغداد، بالإضافة إلى 10 في مدينة النجف، التي أضرم محتجون فيها النار فيالقنصلية الإيرانية في وقت متأخر من الأربعاء.

ويواصل العراقيون احتجاجاتهم ويخرجون في مسيرات للمطالبة بتوفير وظائف، وإنهاء الفساد، وتحسين الخدمات العامة.

"خلايا أزمة"
وكان الجيش العراقي قد أعلن تشكيل "خلايا أزمة" عسكرية لمجابهة الاضطرابات. وقالت قيادة الجيش إن وحدة طوارئ شكلت "لفرض الأمن واستعادة النظام".

وجاء في بيان القيادة: "بناء على أوامر القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، عين بعض القادة العسكريين في الوحدة لإدارة شؤون قوات الأمن والجيش، ومساعدة المحافظين في أداء مهامهم".

وقد قُتل ما يقرب من 400 شخص في الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب ما قاله مسؤولون وأجهزة طبية.

إعداد "اللواء"