قُتل متظاهر عراقي امس عندما فتح حرّاس جامعة في مدينة الناصرية جنوب بغداد النار على محتجّين حاولوا منع الدخول إلى كليّات في المجمع التعليمي.
وأوضحت المصادر أن مجموعات من المتظاهرين نجحت في إغلاق مداخل عدد من كليات الجامعة، قبل أن يتدخّل الحرّاس ويعيدوا فتحها بالقوة إثر مواجهات أسفرت عن مقتل المتظاهر برصاص الحرّاس.
وبعد أكثر من أربعة أشهر من التظاهرات المطالبة بتغيير نظام الحكم والطبقة السياسة، تراجع زخم الحركة الاحتجاجية في العديد من المدن العراقية، لكن الطلاب بقوا المحرك الرئيسي لها.
وتسعى السلطات إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها حيث تعمل على فتح الطرقات والمقرات التربوية والرسمية التي أغلقت بفعل الاحتجاجات في بغداد ومدن الجنوب ذي الغالبية الشيعية.
نصب فصيل عراقي شيعي مسلّح مشانق رمزية للرئيس الأميركي دونالد ترامب ولجنود أميركيين في بغداد، عشية إحياء ذكرى مرور 40 يوما على مقتل قائدين عسكريين إيراني وعراقي بضربة أميركية قرب مطار العاصمة.
ومن المقرّر أن تشهد بغداد اليوم حفلا تأبينيا بحضور مسؤولين عراقيين لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس اللذين قتلا بضربة أميركية قرب مطار بغداد الدولي في 3 كانون الثاني.
كما يُقام حفل تأبيني عام بحضور قيادات في فصائل الحشد الشعبي الذي يضمّ مجموعات موالية لطهران والمندمج في القوات الأمنية العراقية.
ونصبت كتائب حزب الله العراقي المنضوية في الحشد الشعبي عند مداخل مدينة الصدر وفي شارع فلسطين في شمال شرق بغداد، مشانق خشبية لمجسّمات كرتونية للرئيس الأميركي ولجنود أميركيين.
وفي ساحة الوثبة وسط بغداد، عُلّقت لافتات عملاقة تحمل صور سليماني والمهندس.
وقال قيادي في كتائب حزب الله مفضّلا عدم الكشف عن هويته «قامت جماعتنا بتعليق المشانق (...) استعدادا للحفل التأبيني لأربعين» القائدين العسكريين. نفّذت الضربة الأميركية بأمر من ترامب بعد ثلاثة أيام من هجوم مؤيدين للحشد الشعبي على السفارة الأميركية في بغداد احتجاجاً على غارات أميركية أودت بحياة 25 مقاتلاً من فصيل كتائب حزب الله. وأتت الغارات الأميركية بدورها رداً على ضربات صاروخية ضد منشآت في العراق تؤوي أميركيين قتل فيها متعاقد أميركي أواخر كانون الأول.
وعشية ذكرى مرور 40 يوما على الضربة، دعت السفارة الأميركية رعاياها المتواجدين في العاصمة لعدم الاقتراب من مبناها بين يومي الثلاثاء والخميس، وتجنّب مناطق التظاهرات، ونصحت الأميركيين في الخارج بعدم السفر إلى العراق. وجاء ذلك في وقت جدّدت كتائب حزب الله تهديداتها للقوات الأميركية.
وقال المتحدث باسم الفصيل الشيعي المسلّح محمد محي في بيان إنّ «كتائب حزب الله تحتفظ بحق الرد على الاحتلال وإرغامه على الخروج»، مضيفا «يجب تنفيذ قرار البرلمان باخراج» القوات الأميركية.
لكن أمين عام عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، احد أبرز قياديي الحشد الشعبي، أفاد في تغريدة الأحد بأن الرد العسكري «مؤجل».
وأوضح «تم الاتفاق على تأجيل الرد العسكري وإعطاء فرصة للعمل السياسي».
(أ ف ب)