بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الأول 2020 12:01ص لبنان و3 آلهة: الله والزعيمان السياسي والروحي

حجم الخط
لا أقف اليوم مصفقاً فرحاً للنهاية التي وصل إليها لبنان بذكرى المئوية الأولى لميلاده، وإنما أقف حزيناً لما وصلنا إليه في بداية المئوية الثانية، لأن لبنان الكبير ويا ليته كبير بكبر مساحة فينيقيا وكبير بكبر مساحته في العهد العربي.

هذا اللبنان، بني على PAZEL من الطوائف وبحجم هذه الطوائف ولم يُبنَ على المواطنية، طوائفه جميعها تنكرت لوصية السيّد المسيح بقوله: «لا تقدروا ان تعبروا وبين الله والمال» في حين أن طوائفنا تعبد ثلاثة آلهة الله والزعيم السياسي والزعيم الروحي: طوائف مستعدة أن تموت من أجل الزعيم ولا تقدم الخير لأجل لبنان، كما يأمر الله. لقد كان محقاً سماحة  الشيخ صبحي الطفيلي عندما شبه اتباع هؤلاء الزعماء عبدة العجول، كما فعل اليهود عندما كان رسول الله موسى عليه السلام يكلم ربه. نعم هؤلاء الزعماء هم عجول بعبدهم أتباعهم يستغلونهم في السلم ليعبدوا المال وتوسيع مصالحهم وزيادة سيطرتهم ونهب الدولة، وفي الحرب يقولون لأتباعهم الخراف اذهبوا إلى المعركة وموتوا من أجل مصالحنا فتدوي حناجرهم بالروح بالدم نفيدك يا زعيم منهم من يصرخ الله أكبر ومنهم من يصرخ لبيك يا حسين ومنهم من يصرخ لبيك يا يسوع، ان الله والحسين ويسوع براء منهم، ومع هذا فإن هذا الـ PAZEL من الطوائف مخطوف فكل طائفة تسعى لتستقوي على بقية الطوائف، فترتمي بأحضان دولة أجنبية: فالسنة خطفتهم السعودية والشيعة خطفتهم إيران والمسيحيون الموارنة خطفتهم فرنسا والدروز خطفتهم بريطانيا والروم الأرثوذكس خطفتهم روسيا، وزعيم كل طائفة هو قطعة شطرنج بيد مصالح الدولة الخاطفة ويتشدقون بالعيش المشترك بين هذه الطوائف، أي كذبة هذه وكل طائفة عبارة عن قنبلة موقوتة قابلة للانفجار بطلب من هذا الزعيم أو تلك الدولة حامية الطائفة وحامية الزعيم.

إنه عيش هدنة الحرب بين  الطوائف، هذا هو حال لبنان واللبنانيين طوال مائة سنة وما زال بعض أبناء كل طائفة أغناماً يقودهم تيس.

تجلّت هذه الصورة اليوم بتأليف الحكومة بما عبر عنه السيّد رئيس الجمهورية بقوله ان الثنائي  الشيعي متمسك بموقفه باحتكار وزارتي المالية والاشغال العامة ولو سقطت السماء على الأرض، كما هو وحزبه متمسك باحتكار وزارة الطاقة، في حين ان لبنان الكيان على شفير الزوال، في ظل هذا الواقع المميت بزغ الأمل، فتجلت ثورة 17 تشرين لتغيير الواقع الفاسد ابتغاء مستقبل منشود بلا طائفية وليسقط كل الزعماء (كلون يعني كلون) لأن عبر تاريخ البشرية ظهر ملك فاسد أو أمير أو امبراطور مجرم وقاتل، ولكن تاريخ البشرية لم يعرف كتلة سياسية في أي بلد بهذه الصفات إلا في لبنان،فالطبقة السياسية الحاكمة هي أسوأ مجموعة سياسية عرفتها البشرية منذ أيام سيدنا آدم لغاية اليوم، فلتكن ثورة 17 تشرين حسب قوله تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، هي بداية التغيير نحو مستقبل المواطنة ودولة المواطنة بإسقاط الزعماء الآلهة فتسقط دولة تحالف الطوائف ويكون فيها المسلم المؤمن والمسيحي المؤمن مواطناً صالحاً.

ورئيس البلاد يقول لأبناء شعبه أننا ذاهبون إلى جهنم طبعاً بعهده، وعند انفجار مرفأ بيروت يقول ليس من صلاحيته تفادي هذا الانفجار، والثنائي الشيعي يُهدّد بتدمير لبنان حجراً على حجر إذا لم يبقَ محتكراً وزارة المالية لمصلحة إيران، كما اتصل بأحد نواب السنة عارضاً اتفاق سني - شيعي، لأن المسيحيين (خي فلّوا) وحليفهما مدعي حماية المسيحيين والذي يسعى لإسترداد حقوقهم في صلاحيات رئيس الجمهورية كما يزعم بقي ساكتاً.