بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 كانون الأول 2019 12:00ص نهاية ناجي العرسالي هل يعتبر المسؤولون؟!

حجم الخط
في نهاية ناجي العرسالي....أعلن انني أعرف ما معنى ان تكون من مكانٍ منسي...

منً مكان متروك....من مكان جُعل من جغرافيته البسيطة مطرحاً لحسابات إقليمية ومحلية وطائفية ومناطقية...

أعرف ما معنى ان تكون من مكان لم تتعرف عليه لوائح التوظيف والتعيين الا لتحمل الوعود المثقوبة

أعرف ما معنى ان تكبر محاطاً بأحلام محبيك، أكبرها عسكري في الجيش ودعاء لسترة حال، وربما ما تيسر في منشرة حجر، أو لأن حالفك الحظ لساعاتٍ مكوكية في مهنية الضيعة 

أعرف ما معنى ان تكون في تعداد ٤٠ ألف أو ما شابه وتشارك معك ١٠٠٠٠٠ او ما ناهز من لاجئيين، ومعتادين وزائرين يتزاحمن على مصدر رزق، في غياب أية رؤية رسمية واضحة

أعرف ما معنى أن تكون طيب منسي بين سلسلة لبنان الشرقية، وتُذكر عندما تناوبت عليك المؤامرات ويستثمرك هذا وذاك، وبضعة مؤلفة من تجار الحرب والدين

اعرف والأكثر ما أعرف، بدولة لم تكن يوماً عادلة، ولا محقة ولا واقعية، وبالكاد موجودة 

ولكن لا خيار عندك سوى التشبث بهيام دولة لا حول لك فيها ولا مكان، إلا الصراخ في الساحات علّها تسمع...

وأعرف أكثر ما أعرف أننا إعتدنا مقدمات الأخبار تبشرنا بشويط الصفقات وقرقعة أصفار الملايين المسروقة

وها هو ناجي، لفقط ألفاً أحد ليرة لبنانية، لا تستوي رقماً في أرشيف المليارات المتبخرة، يشنق نفسه المقهورة

يا سادة، الدولة التي أنتم من جعلتموها مارقة ومارئة ومسروقة، هي ليست فقيرة بل منهوبة....

٤٧ يوم وأنتم في تعداد الحجج، في مناكفات مسرطنة.... في ألعابٍ بهلوانية، مضحكٌ فيها من يظنّ أنه لها البطل....!

إسمحوا لي أن أبشركم أنكم في ذلك المكان الواقع بين حقول مموهة، بين مجون القوة والفشل...

وما بين الاستثمار والاستغنام والاستزلام وشعارات الطبول والوعود...لا لم يعد ينفع 

يا سادة، قد تعلمون أن في هذه الحياة من لا يهاب الموت عزيزاً، على أن يعيش ذليلاً

ليبقى في قمم السقوط، حفنة ظنت بنفسها جلّل 

وهي إلى الهاوية سرّ، إلى الهاوية درّ، إلى الهاوية لا محالة

تلاقيها النهاية مستودعة هذا الوطن. 

الله يرحمك يا ناجي...

رنا الحجيري