هل من أفيون سُقِيَ لكم؟.. هل من مخدّر أُعطِيَ لكم؟.. أم إنّكم تعيشون حالة الاستقرار المالي والمعيشي على جميع الصعد؟.. حالة استغراب ودهشة وصدمة تنتابني منكم يا شعب لبنان العظيم؟.. على الستة سانت للواتس آب فعلتم ثورة وعلى صعيد لبنان ككل.. أما اليوم لم يعد هناك من شيء على الإطلاق.. المال في البنوك أصبح مجرّد أرقام على الدفاتر.. الدولار يحلّق عالياً شامخاً لا حد لطيرانه.. المواد الغذائية أصبحت من ضمن الكماليات التي يجب الاستغناء عنها.. فرص العمل انقرضت وأصبحت من الأحلام المستحيلة.. الهجرة أصبحت الملاذ الوحيد وهذا لمَنْ استطاع إليه سبيلاً.. خبز الحياة انقطع.. ماذا تريدون بعد أكثر من ذلك كي تهبّوا وتنتفضوا؟
لماذا أعطيتم هذه الحكومة الفرصة وأنتم تعلمون جيداً كيف رُكّبت؟.. وما زلتم تسكتون عنها بالرغم من كل المصائب التي تعجز عن حل أي منها.. لماذا لا تثورون لتغييرها بحكومة اختصاصيين إنقاذيين مستقليين أحرار لإنقاذ ما تبقى من وطن؟.. كما ثرتم على الحكومة التي قبلها.. لماذا السكوت على هذه الحكومة وقد أثبتت فشلها الذريع وضعفها وركاكتها على جميع الصعد.. ألا يكفكم كل هذا الجوع والحرمان والبطالة والهجرة والعذاب النفسي والجسدي الذي تعيشون؟.. ماذا تنتظرون بعد لتنتفضوا وتقولوا بأعلى صوت: لا.. لا.. لا نسمح لكم بعد اليوم بعذابنا وحرماننا من أبسط مقوّمات العيش.. يا شعب لبنان العظيم انتفض.. وثُور على الظلم الذي تعيش..
سحر حسين بعلبكي