بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 أيلول 2020 08:35ص محاولات ليلية مكثفة لإنتشال التشكيلة من «براثن العقد»

عون وباسيل يحرران الرئيس المكلف ويبتعدان .. وبري ينتظر مبادرة لاحتواء «صدمة العقوبات»

سيول أيلول في بعلبك- الهرمل سيول أيلول في بعلبك- الهرمل
حجم الخط
في الـ48 ساعة المقبلة، تطوي مهلة الاسبوعين، التي حددها ايمانويل ماكرون لاعلان «حكومة مهمات» برئاسة مصطفى اديب، ايامها القليلة المتبقية، وفقا لاحتمالات ثلاثة: 1 - إعلان الحكومة بما ينسجم مع «وثيقة التفاهم» الشفهية المتفق عليها بين الجانب الفرنسي واركان الطبقة السياسية، لا سيما المعنيين اكثر من سواهم بالمشاركة في الحكومة.

2 - طلب مهلة اضافية، لتذليل العقدة الشيعية، التي، على ما يبدو تتجاوز حقيبة المالية او تسمية الوزراء الى ما هو ابعد، ويتعلق بالهوية السياسية للحكومة، او الهوية التقنية- السياسية، وعدم القبول بما يمكن وصفه بحكومة اخصائيين....

3 - اعلان الرئيس المكلف عدم تمكنه من البقاء في دائرة المراوحة، واجراء ما يلزم من مشاورات للسير في الاتجاه، الذي يراه مناسباً..

وعليه، تسارعت خلال الساعات الماضية وتيرة الاتصالات والمشاورات البعيدة من الإعلام بين الاطراف السياسيين الداعمين لتشكيل الحكومة الجديدة، لتذليل العقد وتجاوز الصعوبات لتسريع عملية التشكيل قبيل انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته الاخيرة الى لبنان

 وقالت: أن تقدما حصل لاسيما بخصوص شكل الحكومة واستبعاد المحاصصة، في حين لاتزال هناك مسألة توزيع الحقائب على الطوائف والمذاهب تستلزم مزيدا من الإتصالات.

واشارت إلى انه في حال تم التفاهم على هذه المسألة، ينتظر ان يحمل الرئيس المكلف مسودة التشكيلة الحكومية اليوم الى رئيس الجمهورية ميشال عون او مطلع الاسبوع المقبل على ابعد تقدير، لافتة الى ان عملية التشكيل تجري تحت ضغوط المبادرة الفرنسية والتطورات المتسارعة اقليميا وتردي الأوضاع الداخلية، وبالتالي فإن جميع الاطراف على دراية بدقة الأوضاع ويتحسسون خطورتها وانعكاساتها السلبية على لبنان في حال تعثرت عملية التشكيل.

وعلمت «اللواء» ان الاتصالات، لا تعالج فقط عقدة تسمية الفريق الشيعي لوزير المال، او التمسك بالحقيبة، بل هناك عقد اخرى، على الرغم من التقدم الذي حصل لجهة عدم مطالبة بعبدا بحصة وزارية، ونأي التيار الوطني الحر عن المشاركة، كتمثيل الفريق الدرزي، وتيار المردة، والفريق الارمني، وغيرهم..

وفي المعلومات ان «الثنائي الشيعي» والرئيس نبيه بري ينتظران مبادرة لاحتواء صدمة «العقوبات الاميركية» على النائب علي حسن خليل..

ونقلت وكالة «رويترز» عمّا اسمته ثلاثة مصادر سياسية مطلعة ان «المهمة المعقدة» بالاصل «المتمثلة بوفاء زعماء الطبقة السياسية بتعهداتهم للرئيس ماكرون باعلان حكومة جديدة الاسبوع المقبل» او تفاهم المشكلات واختفاء لبنان ما لم ينفذ الاصلاحات.. «زادت صعوبة باعلان الولايات المتحدة عقوبات على مساعد كبير لرئيس البرلمان نبيه بري (النائب خليل) وكذلك سياسي مسيحي (يوسف فنيانوس).

اضافت: لكن بري الذي يشعر بصدمة نتيجة العقوبات على خليل، رد بتشديد موقفه الخاص بتمسية وزير المال الجديد..

و قال أحد المصادر، التي طلبت جميعها عدم نشر أسمائها بسبب الحساسيات السياسية، إن ذلك يزيد الصعوبات على أديب في تحقيق هدفه بتغيير قيادة هذه الوزارة ووزارات أخرى يرغب المانحون في رؤية إصلاحات بها.

وقال المصدر، وهو من خارج المعسكر الشيعي، «يوجد بالتأكيد عنصر تعقيد جراء العقوبات الأميركية».

وأضاف المصدر «قبل العقوبات بساعات، إن لم تكن دقائق، كانت كل المؤشرات إيجابية وتشير إلى أنه (المعسكر الشيعي) سيسهل تشكيل الحكومة. ووقع رد الفعل المتعجل هذا بعد العقوبات مباشرة».

وفيما لم يسجل اي تواصل بين الرئيس عون والرئيس المكلف، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الرئيس عون ينتظر ان يعرض الرئيس المكلف توليفته الحكومية، اما في الساعات المقبلة او الأثنين على ابعد تقدير ووفق التوليفة يبنى على الشيء مقتضاه. 

وقالت ان الرئيس عون كان قد نصحه بأن يتشاور مع رؤساء الكتل عملا بالتشاور الوطني الواسع لتأليف حكومة مهمة.

واشارت الى ان هذه الحكومة تحتاج الى توافق وطني وهناك ضرورة للإسراع بذلك وقيام حكومة تنال ثقة مريحة للسير بالاصلاحات المطلوبة.

ولفتت الى ان لا تواصل جديدا سجّل بين الرئيس المكلف والثنائي الشيعي الذي يبين موقفه فور اتضاح صورة التوليفة الحكومية.

وفهم ان الرئيس المكلف ليس راغبا بأن تكون هناك شروط تكبل تشكيلته ودعت المصادر الى انتظار اي مسعى قبل انتهاء مهلة الـ١٥ يوما.

وهكذا، تضاربت المعلومات حول مسار تشكيل الحكومة بين متفائلة ومتحفظة بقرب تشكيلها، وتفيد معلومات المتفائلين ان التشكيل ربما يكون يوم الاثنين المقبل بعد زيارة للرئيس المكلف الدكتور مصطفى اديب اليوم السبت الى الرئيس ميشال عون لعرض تشكيلة حكومية عليه او تؤجل الى الاسبوع المقبل اذا زار اديب بعبدا الاثنين، وتؤكد معطيات المتفائلين ان التشكيلة شبه منجزة عند الرئيس أديب ولكنّ الأسماء لم تنجز بعد بشكل نهائي. غير ان مصادر قصر بعبدا اكدت لـ«اللواء» ان الرئيس اديب لم يطلب موعداً لزيارة القصر السبت، على الاقل حتى مساء امس. 

اما المتحفظون، فيرون ان الامور بعد العقوبات الاميركية على النائب علي حسن خليل لن تكون كما كانت قبلها، لكن الثابت بعد زيارة اللواء عباس ابراهيم الى باريس ولقائه مسؤول الملف اللبناني في قصر الاليزيه السفير برنار ايميه، ان فرنسا تترقب تنفيذ ما تعهدت به الاطراف السياسية لجهة تسهيل وتسريع تشكيل الحكومة من اختصاصيين مناسبين.

وبالمقابل، ذكرت مصادر رسمية متابعة انه كان من المتوقع الانتهاء من تشكيل الحكومة هذا الاسبوع، لكن العقوبات الاميركية التي استهدفت سياسياً بشكل غير مباشر الرئيس نبيه بري، اوقفت الحركة الحكومية لتبيان خلفيات العقوبات واهدافها في هذا التوقيت بالذات.علما ان بعض المعلومات افادت سابقا ان بري ومن قبيل تسهيل تشكيل الحكومة، لن يسمي الوزير الشيعي لحقيبة المالية وسيترك الاختيار للرئيس المكلف، بعد رفض بري التنازل عن الحقيبة لغير الطائفة الشيعية، باعتبار ذلك عرف ميثاقي ولو كان غير مكتوب. ومطلوب من الرئيس اديب، تكثيف وتسريع اتصالاته لتشمل كل الاطراف السياسية والخروج بنتيجة حاسمة ايجابية.

وفي هذا المجال، نقلت مصادر متابعة عن بعض القوى السياسية استغرابها لعدم تواصل الرئيس اديب مع الكتل النيابية التي سمّته لرئاسة الحكومة والتي يُفترض ان تعطيه الثقة النيابية لإستمزاج رأيها. وقالت انه يحصر اتصالاته فقط بالجانب الفرنسي وبرؤساء الحكومات السابقين لا سيما الرئيس سعد الحريري.

وتشير المصادر الى ان العقوبات خلقت واقعاً سياسياً جديداً سيدفع الثنائي الشيعي الى التشدد في موضوع تشكيل الحكومة وتسمية وزراء الطائفة، بينما الرئيس اديب يسعى الى اعتماد معايير بالتشكيل تناسب التطورات والتغيرات الاخيرة.

وفي هذا الاطار، اعلن حزب الله على لسان الشيخ نعيم قاسم: «رفض الحزب ان تكون الحكومة المقبلة من المستقلين».

وقال الشيخ قاسم «سبق ان تمت تجربة حكومة التكنوقراط وتبين انها بحاجة الى دعم سياسي لتقويتها»، وتابع «نحن مع حكومة تجمع اكبر قدر ممكن من القوى السياسية في لبنان وان تكون مطعمة بالسياسة والتكنوقراط او الاختصاص»، وأوضح «لكن الشكل التفصيلي رهن بالحوارات القائمة مع رئيس الحكومة».

ولفت الشيخ قاسم الى ان «السياسة الاميركية تهدف لابقاء لبنان تحت الضغط»، واوضح انه «عندما وافق الاميركيون على المبادرة الفرنسية كان بهدف منع الانهيار»، وتابع «من غير المتوقع ان تتم الموافقة الاميركية على هذه المبادرة اذا تحولت الى مسار سياسي»، واضاف «قد نجد في لحظة ما ان المبادرة الفرنسية قد تعرقلت بسبب الضغط الاميركي».

ويتحدث عند العاشرة والنصف من صباح غد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. فيتحدث عن رؤية تياره لتأليف الحكومة، والمبادرة الفرنسية والمخاطر المالية والاقتصادية الماثلة امام اللبنانيين، وصولا الى ترسيم الحدود البحرية.

وتحدثت مصادر المعلومات عن اتجاه لدى باسيل لعدم المشاركة في الحكومة وتحرير الرئيس المكلف من عناء تمثيل التيار.

الدولار يرتفع

ووسط الارباك السياسي، وغيوم التأليف، بقي سعر صرف الدولار، في السوق السوداء «يلعب على كيفه»، اذ بلغ مساء 7500 ليرة للمبيع و7500 ليرة للشراء، وكان الدولار استهل نشاطه، في السوق السوداء بين 7630 و7700 ليرة لبنانية.

اتلاف 4350 كلغ نيترات امونيوم

قال امس الرئيس ميشال عون إن عدة أطنان من مادة شديدة الانفجار عُثر عليها في مرفأ بيروت، بعد أسابيع قليلة من إلقاء اللوم على المادة الكيماوية نفسها في انفجار هائل هناك، ظلت مخزنة لمدة 15 عاما.

وبعد اجتماعه مع كبار مسؤولي الجيش المشرفين على العمل في موقع المرفأ المدمر، قال الرئيس ميشال عون في بيان «خلال عمليات البحث في المرفأ تم العثور عند مدخله على 4350 كيلوجراما من نترات الأمونيوم موجودة في مستوعبات منذ العامين 2004 و2005، فتم إتلافها في حقول التفجير المخصصة لذلك؛.

وأضاف «تم الكشف على 143 مستوعبا فيها مواد قابلة للاشتعال».

وتساءل المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش في تغريدة له: كيف يمكن ان تبقى مواد شديدة الاشتعال، وغيرها من المواد الخطرة موجودة في المرفأ».

السيطرة على الحريق

بعد نحو 20 ساعة على اندلاعه، أخمدت فرق الإطفاء صباح امس الحريق الضخم الذي شبّ في مرفأ بيروت المدمر وطال مساعدات إنسانية 

ومنذ اندلاعه، سارعت فرق الدفاع المدني وفوج الإطفاء إلى المكان وانضمت إليهم طوافة تابعة للجيش اللبناني وعملت على إخماد الحريق الذي امتدت نيرانه إلى مستودعات أخرى تخزن فيها مواد مستوردة.

وسرعان ما ذكّر هذا الحريق اللبنانيين بيوم وقوع انفجار مرفأ بيروت المروّع في الرابع من آب، الذي أوقع أكثر من 190 قتيلاً وأصاب أكثر من 6500 بجروح، إلى جانب تشريد نحو 300 ألف شخص من منازلهم. وسارع كثر إلى إغلاق نوافذ منازلهم خشية من انفجار آخر من شأنه أن يطيح مجدداً بالزجاج، وتبادل آخرون رسائل ينصحون فيها بالابتعاد عن النوافذ، فيما لا تزال منازل ومتاجر كثيرة تفتقر أساساً لشبابيكها وأبوابها التي تكسرت جراء الانفجار. وأعلن الدفاع المدني اللبناني في بيان صباح أمس أن عناصره أخمدوا «بمؤازرة طوافة تابعة للقوات الجوية في الجيش اللبناني وفوج اطفاء بيروت منذ الساعة 13.25 الخميس ولغاية الساعة 08.25 الجمعة حريقاً شب داخل احد المستودعات الضخمة في مرفأ بيروت». ويعمل عناصر الدفاع المدني على تبريد الموقع منعاً لتجدد الحريق. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن النيران اشتعلت «في جزء من مخزون اللجنة الدولية من الطرود الغذائية في مستودع مُوَرِّدنا». وأضافت «ليس بإمكاننا في ظل وجود الأنقاض والخطر الذي ينطوي عليه الأمر تحديد حجم الخسائر». وتتضمن المساعدات وفق اللجنة الدولية، «زيت دوار الشمس وزيت الزيتون والسكر والملح والشاي والسمن النباتي والمعكرونة ومعجون الطماطم والبرغل والحمص والعدس والفول».

وكانت اللجنة الدولية نقلت جزءاً كبيراً مما تمكنت من انقاذه من مخزونها في المرفأ بعد الانفجار. وقالت الجمعة «لا شك أن الانفجار والحريق سيكون لهما تأثير على المساعدات الإنسانية التي تقدمها اللجنة الدولية سواء في لبنان أو سوريا».

22983

صحياً، سجلت وزارة الصحة 546 اصابة جديدة بكورونا، ليرتفع العدد الى 22983، مع 10 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية.

سيول البقاع

وضربت السيول امس بلدتي رأس بعلبك والفاكهة- الجديدة، وتم استنفار الدفاع المدني، وغرفة ادارة مخاطر الكوارث في محافظة بعلبك- الهرمل.

ودعا محافظ بعلبك- الهرمل بشير خضر الاهالي الى توخي الحيطة والحذر. مشيرا الىان السيول تحت السيطرة، وتجري في مسارها الطبيعي.