بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الثاني 2019 04:04م إنجازات الإنتفاضة تتراكم.. هل تنجح السلطة بمقاومة المد الشعبي؟

حجم الخط
إنجاز جديد حققته الإنتفاضة الشعبية في اليوم الرابع والثلاثين، تمثّل بإلغاء الجلسة النيابية للمرة الثانية. إنجازات تتراكم منذ استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري. فما هي دلالاتها؟ وما هي التحديات التي سيواجهها الثوار خصوصاً أن الرد من الرئيس ميشال عون بعد تطيير الجلسة، كان بإعلانه تشكيل حكومة سياسية رغم إدراكه لرفضها التام من الحراك الشعبي؟

العميد الركن نزار عبد القادر قال لـ"اللواء" إن الإنجاز الكبير الذي حققته الإنتفاضة الشعبية هو استقالة الحكومة بعد فشلها في تدبير قانون اصلاحي واعطاء الضمانات اللازمة. إنجازٌ فتح الباب امام ازمة سياسية يتشارك فيها بعض الأطراف السياسيين كالتيار الوطني الحر وحزب الله ومعهما بعض الأتباع من جماعات 8 آذار، ليدافعوا عن مصالحهم واستمرارية تمسكهم بالسلطة وبمنافعهم، سواء على الصعيد المادي او السياسي او الاقليمي. وأضاف "هذه الإستقالة فتحت الباب امام بحث جدي وطويل في مطالب الثوار وفي احراج السلطة".

ورأى عبد القادر أن الإنتفاضة حققت استحقاقين آخرين بإلغاء جلستي مجلس النواب إذ استطاع المنتفضون أن يثبتوا عدم موافقتهم على المشاريع التي يطرحها مجلس النواب، واعتبر انه اذا استطاعت الجموع الاستمرار في تعطيل مجلس النواب، فان ذلك يعني إقران الفعل بالقول بعدم اعترافهم بهذه السلطة القائمة بكل مكوناتها، ولهذا رمزيته المهمة بموضوع محاربة الفساد ورفض هذه السلطة الفاسدة.

ورأى عبد القادر في نجاح الإنتفاضة بتعطيل جلسة مجلس النواب مرة ثانية، رسالة قوية الى الرئيس نبيه بري وكل رموز السلطة المتمثلين في مجلس النواب معتبراً أن هذا انجاز مهم سيترك آثاره لدى اركان السلطة. آملاً أن يأتي تقييم الأخيرة في الاتجاه الصحيح، فيدركوا ان هذا الحراك باق، ولن ينجحوا في كل مخططات فرطه مهما طال الوقت.
لماذا برايك هذا الإصرار من الرئيس ميشال عون على حكومة سياسية؟

أجاب عبد القادر: "يبدو أن هناك صراع إرادات بين من هو متمسك بهذه الطبقة السياسية ومنافعها الكاملة، ولذلك هو يقاوم المد الشعبي المطالب بالتغيير ويصر على مطالبه". ورأى أن كلاً من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري والسيد حسن نصرالله، يحاولون في الواقع تخدير الشعب ويراهنون على الوقت لانفراطه والاختلاف بين مكوناته، ولم يصلهم حتى الآن صوت الشعب الفعلي ولم تقنعهم مطالبه المتكررة بالتغيير ومحاربة الفساد والتخلص من كل هذه الفئة السياسية الحاكمة منذ 30 عاماً، رغم اعترافهم بأحقية مطالبهم. لكنهم في الوقت نفسه يتآمرون ويضغطون عليهم مع أنه بامكانهم تقليص زمن البحث عن حل لتشكيل حكومة من الفعاليات والكفاءات الوطنية المستقلة والتي تسعى مرحليا في ايجاد حل.

وأضاف عبد القادر "لا اعتقد من خلال معرفتي بميشال عون انه سيتعظ وسيتحلى بالحكمة السياسية او يعدل مواقفه من اجل السعي لتشكيل حكومة تلبي مطالب الثورة" وأردف "عون سبق وخبرناه في محطتين سابقتين وقد حملتا على لبنان الكوارث، سواء في حرب التحرير أو حرب الإلغاء أو فيما بعد عند تشبثه في البقاء في قصر بعبدا أيام الرئيس رينيه معوض. لكنه لم يتخلَّ عن تمسكه بمصالحه الضيقة ونظرته الذكية للأمور ولمستقبل البلد ومصالحه الوطنية".

المصدر: "اللواء"