تواصلت أمس البيانات والمواقف المندّدة بما شهده لبنان يوم السبت الماضي، نهاراً وليلاً، من مساعي خبيثة وأيدٍ شيطانية لإيقاظ فتنة طائفية نائمة، بعدما قام عدد من الغوغائيين بالتطاول على عقيلة خاتم الأنبياء والمرسلين السيدة عائشة عليها السلام.
المرعبي
{ فيما وصف الوزير والنائب السابق طلال المرعبي في تصريح، ما حصل يوم السبت بـ«المعيب»، وقال: «للأسف ما زال البعض يعتقد أن إيقاظ الفتنة التي ضربت الوطن، وأساءت إلى كرامة المواطن اللبناني يمكن أن تخدم مصالحهم. لبنان تخطى الموضوع الطائفي والمذهبي، بعد تجارب مريرة كلفت الوطن اثمانا باهظة، وإزكاء نار الفتنة في هذا الوقت، يعتبر جريمة، وهناك طرق عديدة للتعبير عن الرأي، دون اقحام الدين او الرموز الدينية، لأننا نعتبر ان الوحدة الوطنية والتمسك بالمسلمات الوطنية والدستور تخطت هذه المرحلة».
وجدّد أسفه لـ«أعمال التخريب وإطلاق النار العشوائي»، وطلب من الجميع «وعي صعوبة هذه المرحلة ودقتها، وحرص الجميع على المحافظة على عدم الانجرار وراء اي طرح يسيء للبنان»، مشيرا «إن المطالب الشعبية محقة، والفساد يجب ان يواجه بحزم وقوة، وبناء الدولة يجب ان يشارك فيه الجميع».
المفتي عسيران
وفي هذا الإطار، اعتبر مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران أنّ «هناك في لبنان مَنْ يريد إيقاع وإيقاظ الفتنة لمآرب سياسية»، داعيا إلى «عدم الانجرار لها، والالتفاف حول بعضنا البعض ضمن دائرة واحدة وطنية للخروج من الأزمات التي تعصف به».
أضاف: «السيدة عائشة رضي الله عنها، هي أم المؤمنين بنص الكتاب الكريم وهي زوج النبي صلى الله عليه وآله. علينا ألا ننجر خلف أصحاب الأهواء والميول. إنّ في المجتمع اللبناني مَنْ يريد إيقاع الفتنة بين السُنّة والشيعة. نحن وهم واحد وخطنا واحد فعلينا ان نتنبه وان نتدبر الأمر، ان هناك في المجتمع من يريد ايقاع وايقاظ الفتنة لمآرب سياسية».
وتابع: «نحن نجل ونحترم ونقدر سواء كان امهات المؤمنين او الصحابة الأجلاء، نقدرهم ونقدر اعمالهم، وعلى جميع الشيعة الالتزام بما اطلقه المراجع العظام في هذا الخصوص، نبهوا من الفتنة، وان يحذروا الفتنة وألا ينجروا نحو الفتنة. الشيعة والسنة مسلمون، القوى السياسية فرقت وجعلت هناك شيعة وسنة، بل الواقع ان الاسلام واحد، اصوله واحدة وفروعه واحدة. علينا لالتزام بما امرنا الله تبارك وتعالى كي لا تكون السياسة هي الرائد الأساس للانحراف عن طريقنا لمآرب سياسية تزيد في الطين بلة وفي الوضع انحرافا».
فضل الله
{ ورأى العلامة السيد علي فضل الله أن «العلماء والواعين والحريصين على استقرار هذا الوطن وأمنه ووحدته مدعوون إلى بذل اقصى جهودهم وامكاناتهم لنزع فتيل التوتر المذهبي والطائفي والديني وسحبه من أيدي العابثين بوحدة هذا الوطن وقوته بعدما أصبح واضحا مدى تداعياته الخطيرة على السلم الأهلي وعدم الاكتفاء بتبريد هذا التوتر وشجب ما يحدث على هذا الصعيد والحديث المتكرر عند بوادر ظهور أي فتنة انه لا وجود لخلاف أو تباينات».
وإذ أكد أنّ «هذا الأمر يستدعي ضرورة العمل على التوجية والتوعية والتأكيد على الخطاب العقلاني والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى استفزاز الاخر من خلال اللجوء إلى أساليب السباب والشتائم عند أي اختلاف واعتبار ذلك مرفوضا شرعيا وأخلاقيا ووطنيا»، دعا السيد فضل الله «كل من هم في مواقع المسؤولية إلى عدم التهاون مع كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن وإثارة الفتن فيه واتخاذ إجراءات جدية ورادعة بحقه».
شاتيلا
{ من جهته، اعتبر رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا، في بيان، أنّ «أهداف تظاهرة يوم السبت الأسود سقطت»، مطالباً المعنيين بـ»معاقبة المسيئين للرموز الدينية ووحدة الصف الإسلامي والوطني».
ورأى أنّه «لما فشلت تظاهرة السبت الأسود التي استباحت الممتلكات العامة والخاصة واعتدت على الجيش اللبناني والقوى الأمنية، لجأ المتآمرون الى محاولة إحداث فتنة بين المسلمين، وبين المسلمين والمسيحيين، لمواصلة المخطط المشؤوم»، مطالباً بـ»تطبيق القانون ضد أي شخص أو طرف يعتدي على الرموز الدينية ويسيء للوحدة الوطنية».
«أديان»
وأصدرت مؤسسة أديان بياناً لفتت فيه الى ما شهدناه من خطابات تعبّر عن اصطفافات وانقسامات مذهبيّة تسجن أصحابها في دائرة الطائفيّة البغيضة، ومن استعراضات واستفزازات تعيد فتح جراح الحرب الأهليّة، ومن تعرّض للرموز الدينيّة، وصولا إلى استخدام السلاح المتفلّت بين الناس ووقوع جرحى بين المواطنين، واهابت بالجميع، لكي يتحمّل كل شخص مسؤوليّته الخطيرة، والالتزام بالمسلك والمبادئ التي تقي لبنان من الانهيار الكامل وأتون الحرب والصراعات الأهليّة، وللعمل معًا على وضع لبنان على مسار النهوض والتعافي مهما كلّف ذلك من تضحيات.
الحركة اللبنانية
واستنكر رئيس «حزب الحركة اللبنانية» المحامي نبيل مشنتف «أشد الاستنكار الأحداث الأليمة التي وقعت يوم السبت الماضي، والموجة الطائفية والمذهبية التي اجتاحت البلد بأقوال تسيء إلى الديانات السماوية، وتحرّض على الاقتتال الطائفي والمهبي».
تحرّك شمالي
هذا ونفّذ عدد من الشبان اعتصاماً عند نصب شهداء الجيش على مستديرة ببنين - العبدة على المدخل الجنوبي لمحافظة عكار، رفضاً واستنكارا للاساءة للسيدة عائشة وللمقامات الدينية.
ودعا المحتجون إلى «وقف هكذا أمور من شأنها توتير السلم الأهلي، ومعاقبة المسؤولين عن هذه الاساءات وحظر الاساءة لأي دين من الأديان وأي شخصية دينية واحترام حقوق كل المذاهب والطوائف منعا للفتنة».