كل المؤشرات تتوقع أن يكون موسم السياحة والاصطياف في لبنان واعداً، حيث أن الحجوزات الفندقية في بيروت ومناطق الجبل سجلت أرقاماً قياسية، غابت عن النشاط السياحي في سنوات المقاطعة الخليجية، وتستعد شركة طيران الشرق الأوسط وشركات عربية أخرى لتسيير رحلات إضافية، لتلبية الطلب المتزايد على المجيء إلى بيروت.
وجاءت تطورات الأزمة الصامتة بين السعودية وتركيا، والتي هدّد خلالها وزير الداخلية التركي بتوقيف كل من يهاجم بلاده بمجرد وصوله إلى أي مطار تركي، والتي دخلت فصلاً جديداً مؤخراً، بعد توقف الشركات العقارية التركية عن تسليم المواطنين السعوديين المنازل والعقارات التي اشتروها وسددوا أثمانها، لتعزز توقعات الأعداد الكبيرة لمجيء السعوديين خاصة، والخليجيين عامة، إلى لبنان هذا الصيف.
ولكن ماذا أعدت وزارة السياحة، والدوائر اللبنانية المعنية، لاستقبال هذا الموسم الحافل؟
حتى الآن لم تظهر بوادر الاستعدادات اللبنانية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من القادمين، اللبنانيين والعرب، بدءاً من عطلة عيد الفطر السعيد، حيث ينتهي الموسم المدرسي في دول الخليج، وتبدأ عطلة الصيف، التي تستمر حتى عيد الأضحى المبارك!
الوضع في المطار ما زال على حاله من «العجقة» والإرباك، وأعمال التوسعة والتحديث لكونتوارات الأمن العام لم تُنجز بعد، وتنظيم مواقف السيارات العمومية في المطار ما زال موضع تجاذب سياسي، وغير سياسي، بين بعض الأطراف المتنافسة، وآليات تسليم الحقائب تحتاج إلى صيانة وتجديد، وحركة العمالة غير منظمة، كما هو الحال في مطارات العالم، لا سيما في المطارات الخليجية بالذات.
أما خارج المطار، فالشرطة السياحية ما زالت شبه غائبة عن المهمات التي كانت تضطلع بها قبل الحرب، والرقابة على أسعار المطاعم، وأساليب تعاملها مع السيّاح العرب غير فاعلة، حيث سُجّل الكثير من الشكاوى في السنوات السابقة، فضلاً عن الخدمات الأخرى التي يبقى من مهمّات وزارة السياحة الإشراف عليها.
الموسم السياحي المُنتظر سيساهم في تحريك جمود الوضع الاقتصادي، وإنعاش الأسواق، وتنشيط المرافق السياحية، وإيجاد فرص عمل موسمية لآلاف الشباب والشابات، وإحياء نشاطات الاستثمارات العربية، سواء في القطاع العقاري أو غيره... كل ذلك في حال أحسنت الدولة، وخاصة وزارة السياحة، تنظيم فعاليات هذا الموسم، وعدم الانشغال عنه بالحرتقات اللبنانية المعتادة!