بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آب 2019 12:14ص فوضى المطار لا تُعالج بالكلام المعسول!

حجم الخط
الكلام الناعم لوزيرة الداخلية ريا الحسن الذي شكرت فيه عشرات الالاف من المسافرين عبر مطار الرئيس رفيق الحريري بسبب ما يعانونه من ازدحام وتدافع وفوضى، لا يشفي غليل اللبنانيين والزائرين الذين يلعنون الساعة التي قرروا فيها المجيء إلى لبنان، في ظل هذه الأوضاع المتردية في المطار.

قبل أشهر من موسم الصيف الذي تتضاعف فيه حركة المسافرين، القادمين والمغادرين، سمعنا الكثير من الوعود من وزيري الأشغال والداخلية، بأن التحسينات التي تقرر تنفيذها في مرافق المطار، وخاصة في نقاط التفتيش الجمركية المتخلفة، سيتم إنجازها قبل فترة الازدحام في الصيف، وأن معاناة الصيف الماضي لن تتكرر!

ولكن وعود الوزراء بقيت مجرد كلام في الهواء، واستمرت مأساة آليات مسح الحقائب التي أكل عليها الدهر وشرب، لينتظر المغادرون فترات طويلة على أعصابهم قبل الوصول إلى كونتوار شركة الطيران، لينتقلوا بعدها إلى نقطة تفتيش أمنية روتينية سرعان ما تتراكم امامها صفوف المغادرين، الذين يقفون في صفوف طويلة مرة ثالثة أمام نقاط ختم الجوازات بالمغادرة.

ويبدو أن وزيرة الداخلية لا تعلم أن المسافر المتجه إلى الطائرة عبر باب المغادرة، يتعرّض للمرة الرابعة لوقفة ازدحام جديدة أمام الآليات القديمة لتفتيش ما يحمله المغادر بيديه!

كل هذه الخطوات المزعجة، والتي لا مبرر لها في ظل تكنولوجيا اليوم، يمكن الاستغناء عنها كما حصل في مطارات العالم، من خلال اعتماد آليات مسح حديثة ومتطورة، تعمل في منطقة تجميع الحقائب قبل نقلها إلى الطائرات. ولكن ما جرى في مطار بيروت أنه تمت صفقة شراء الآليات، ولكن دون مراعاة المواصفات الحديثة، وما زالت هذه الآليات معطلة عن العمل، على حساب أعصاب وتوتر المسافرين الذين يضطرون للوقوف ساعات عصيبة في طوابير مزدحمة لا مثيل لها في المطارات الأخرى!

فوضى المطار تحتاج إلى معالجة جدية وحاسمة، وليس إلى اعتذارات وكلام معسول من مسؤول يُفترض به أن يعيش مأساة المسافرين ويتحسّس معاناة آلاف الأمهات والأطفال في ساعات الازدحام والانتظار!