بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 شباط 2019 12:18ص ماذا تعني التحذيرات الأميركية من السراي..؟

حجم الخط
كلام السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد من السراي، أول أمس، لا يمت إلى الديبلوماسية التقليدية بصلة، بقدر ما كان أشبه بناقوس خطر للحكومة اللبنانية، ولكل المسؤولين اللبنانيين، من استمرار حالة الضعف في القرار الرسمي، واستسلام كبار المسؤولين اللبنانيين للأمر الواقع، الذي يعطي قرار الحرب والسلم لـ «ميليشيا مسلحة»، حسب وصف السفيرة الأميركية، والمقصود هنا طبعاً «حزب الله»!
لبنان، الرسمي والشعبي، ليس بوارد المواجهة مع «الحزب»، والقيام بقفزة في المجهول، وتكرار ما حصل في دول عربية أخرى، واستعادة أجواء الحرب البغيضة التي دمرت البشر والحجر، وما زالت تداعياتها مستمرة حتى اليوم، خراباً في الكهرباء، ودماراً في نفسيات البشر!
ولندرك حجم خطورة الكلام الأميركي، لا بد من قراءة تصريح السفيرة ريتشارد حرفياً وملياً: «لقد كنت صريحة مع رئيس الوزراء حول قلق الولايات المتحدة بشأن الدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة، وتستمر في اتخاذ قراراتها الخاصة بالأمن القومي وهي قرارات تُعرّض بقية البلاد للخطر، وهي تستمر في خرق سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة من خلال مشاركتها في نزاع مسلح في ثلاث دول أخرى على الأقل. وهذا الوضع لا يساعد على الاستقرار، بل يشكل زعزعة له بشكل أساسي». 
المفارقة اللافتة أن التحذير الأميركي المباشر جاء قبيل انعقاد أول جلسة عمل للحكومة الجديدة، لإطلاق ورشة العمل المنتظرة لتنفيذ شروط مؤتمر سيدر، التي تتضمن إشارات واضحة للقرارات الدولية ذات الصلة بفرض سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وخاصة على الحدود الجنوبية، فضلاً عن التمسك بسياسة النأي بالنفس واعتماد «إعلان بعبدا» الذي نص على تحييد لبنان عن محاور وصراعات المنطقة.
الحفاظ على هذا الاستقرار الهش، وتمرير هذه المرحلة الصعبة، داخلياً وإقليمياً، يبقيان من مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى، ولكن لا يعفيان «حزب الله» من مسؤوليته الوطنية في تجنيب البلد المزيد من الخضات، نتيجة سياسات إقليمية معروفة تضرب بمبدأ النأي بالنفس عرض الحائط !