بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 كانون الأول 2018 12:21ص هل يدعو الرئيس لاجتماع وطني عاجل؟

حجم الخط
المعلومات الأولية المسرّبة من المصادر الإسرائيلية عن «اكتشاف نفق» مجاور للحدود اللبنانية، من شأنها أن تدخل الوضع اللبناني في نفق جديد، غير الأنفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يتخبّط فيها منذ فترة، والتي حالت دون إنجاز تأليف الحكومة منذ سبعة أشهر ونيف.
كل التنبيهات والتحذيرات عن خطورة التدهور المالي، وتداعيات استمرار حالة التسيّب في الهدر والإنفاق، وما يرافقها من فساد فاضح، لم تُفلح في زحزحة الأطراف السياسية عن مواقفها المتعنتة من المحاصصات الوزارية، وعن كل ما يُعيق الولادة الحكومية، التي لا يبدو لها أي أثر في الأفق القريب.
ولكن ارتفاع منسوب الخطر الإسرائيلي، بعد ذريعة اكتشاف النفق الغامض حتى الآن، يُوجب على كل الأطراف السياسية أن تتصرّف بمستوى عالٍ من المسؤولية الوطنية، وتبادر إلى تقديم كل التسهيلات اللازمة لتشكيل الحكومة فوراً، ومن دون انتظار أو تردد، وبعيداً عن حسابات المصالح الحزبية والأنانية الضيّقة، ليكون البلد على استعداد، ولو بالحد الأدنى، لمواجهة أي عدوان إسرائيلي مفاجئ على لبنان.
 بل وأكثر من ذلك...
إن خطورة الوضع المتدهور مع العدو الإسرائيلي، تفرض قيام حكومة طوارئ مصغرة، تضم الأقطاب من رؤساء الأحزاب والقيادات السياسية، تكون قادرة على التصدي لتحديات أي مغامرة عسكرية إسرائيلية جديدة، خاصة وأن رئيس حكومة العدو نتنياهو، يحاول الهروب من تهم الفساد التي تلاحقة قضائياً، إلى الخارج عله يستطيع النفاذ من قبضة القضاء التي أطبقت على سلفه أولمرت، رغم محاولته إشعال حرب تموز ٢٠٠٦، لينفذ من الإدانة بالفساد.
التطوّرات المتسارعة على الحدود الجنوبية لا تترك مجالاً للمماحكات ولا المناورات الفارغة، ولا حتى تتيح فرصة للتردّد، أو ترك الأمور في مسارها التقليدي الأعرج، بل تتطلب مبادرة وطنية عاجلة يدعو فيها رئيس الجمهورية كل القيادات إلى اجتماع طارئ في القصر الجمهوري، لوضعهم في خطورة الاحتمالات العدوانية لحكومة نتنياهو، وتحميلهم المسؤولية الوطنية والتاريخية، في حال تلكؤهم عن القيام بواجب تسهيل تشكيل حكومة استثنائية، بمستوى الظروف الاستثنائية التي تحيق بالبلد، ولإرسال الرسائل اللازمة للعدو، وللأصدقاء أيضاً، بأن لبنان وقياداته السياسية على قدر مواجهة أي تحرّك عدواني على الحدود الجنوبية.
كل الأطراف السياسية والرسمية هي اليوم أمام اختبار جدّي لحجم ولائها للوطن، ولإثبات قدرتها على الترفع عن مصالحها أمام الأخطار التي تتهدّد البلد!