الفاجعة الوطنية الكبيرة التي حلت بمدينة بيروت ولبنان أمس الأول كانت أشبه بزلزال ضرب هذا البلد بشكل مفاجئ وكاد ان يمحو الحضارة التي تميزت بها ست الدنيا بيروت عن غيرها من مدن العالم لولا العناية الإلهية التي لطفت بالبلاد والعباد رغم حجم المأساة التي حلت علينا كلبنانيين جميعاً وأودت بحياة العديد من الشهداء الأبرياء وأصابت منهم مقتلاً، كما وأن الجرحى والمصابين الذين توزعوا علي المستشفيات في بيروت والمناطق اللبنانية كانوا شهود عيان على هذا الحدث الأليم، ناهيك بالخسائر المادية والمعنوية والتي تركت بصمة واضحة على كل معالم المدينة من أبنية وشوارع وممتلكات.
ولم تكد تلك الصدمة التي عاشها اللبنانيون جميعاً تسدل الستارة على ما حدث، حتى بدأت الأنظار تتجه رغم حجم الكارثة إلى أشقاء لبنان واصدقائه الذين هرعوا لنجدة هذا البلد وتقديم يد العون والمساعدة بكل الإمكانات المتاحة لا سيما الصحية والطبية والانسانية منها، علّ وعسى أن تبلسم أيادي الأشقاء والأصدقاء جرح لبنان الكبير، وأن تساهم أيضاً في التخفيف من آلام ومعاناة النّاس الذين ضاقوا ذرعاً قبل انفجار المرفأ بالأوضاع الاقتصادية والمالية وبتداعيات فيروس كورونا وغير ذلك من المشاكل اليومية والاجتماعية التي يعانون منها.
من هنا، كان لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أمس موعد مع وصول طائرات إغاثة لدعم لبنان في محنته آتية من دول عديدة أبرزها الكويت وقطر واليونان وروسيا وفرنسا وسويسرا والعراق وإيران وغيرها.
كما أعلنت عدّة دول أخرى شقيقة وصديقة للبنان التحضير لإرسال طائرات تحمل على متنها مساعدات مختلفة صحية وطبية وانسانية أيضاً وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، على أن تصل إلى لبنان قريباً لتؤكد تلك الدول والبلدان مدى مكانة ومحبة هذا البلد لدى جميع الدول والشعوب، فيما لا يغيب عن البال أهمية الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت اليوم الخميس للتأكيد على أواصر العلاقة بين فرنسا ولبنان وللوقوف إلى جانب هذا البلد لمد يد العون إليه بكل الإمكانات المتوافرة لدى فرنسا.
وهذا ما ينطبق على دول عربية وأجنبة أخرى. فالطائرات التي كانت تحط على مدرج مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت حملت على متنها إضافة إلى المساعدات العينية محبة للبنان تُكرّس مدى العلاقة الوطيدة والمميزة التي تربط هذا البلد بالأشقاء والأصدقاء من الدول والشعوب جميعاً.
وعلى صعيد حركة المطار فقد سجلت في 4/8/2020: 69 حركة طيران و4734 راكباً، توزعت على الشكل التالي:
- حركة الطائرات: هبوط 34 رحلة، اقلاع 35 رحلة.
- حركة الركاب: وصول 2132 راكباً، مغادرة 2602 راكب.
وترانزيت: لا أحد.