وأخيراً وبعد مخاض عسير وبعد التنازل عن الرغابا
وبعدما شلت أيادي الوطن وهاجر من الشبابا
وبعدما وصل الاقتصاد لحالة الانهيار واصابه ما اصابا
وعاش الشعب املاقاً(2) وآلاماً وصارت شمسنا ضبابا
وصار صاديا(2) يتلهف لجرعة من الأمل وعاش اليأس والعذابا
اتانا الفرج بقدرة الله سبحانه وتعالى وألهمهم العقل والصوابا
جميع من وجد في تلك الحكومة هم من الاخيار والمسك الملابا(3)
كونوا يداً واحدة كالبنيان المرصوص وافتحوا كل الابوابا
كونوا اليد التي توحد ولا تفرق ليكون عملكم صافياً كاللبابا(4)
والتي تعمر ولا تدمر ولا تضعوا على أي عمل نافع حجابا
لا تخيبوا الآمال بكم فأنتم الأوفياء للوطن عملاً واحتسابا(5)
اجعلوا جل همكم لأجل الشعب ازرعوا المسك لأزكى ترابا
ابنوه من جديد بمداميك الإخلاص واجعلوه مستعذباً مستطابا
ابذلوا قصارى جهدكم وكونوا له لا لغيره دنواً واقترابا
اقتدوا بأسلافكم بأعمالهم وحبهم للوطن كأنهم من الصحابا
الذين بذلوا ارواحهم اكراماً للوطن لهم من الله ثوابا
ابتعدوا عن من يريد له الأفول والذوبان انتهابا
واقطعوا أيادي الفساد واتركوها للنار حرقاً والتهابا
ليعود لبنان درة الشرقين ويعود للأهل والسيّاح اجتذابا
اعلم ان سبيلكم للاصلاح شاق لكنكم اهل لهذا العمل انتدابا
والله سبحانه سيكلل اخلاصكم وجهودكم مديحاً وثوابا
وتتركوا للأجيال الآتية وطناً كامل الأوصاف غير معابا
يحق للوطن ان تعملوا من أجله لأنه حلم الأوطان فيه كل ما طابا
لتنوّع جماله وتعدد اديانه وسهوله وجباله والهضابا
1 - املاق: فقر عوز، 2 - صادياً: عطشان ظمآن، 3 - الملابا: الطيب، 4 - اللبابا: الصافي الخالص، 5 - احتسابا: لوجه الله تعالى.