حكايا الناس

رغم إنني لا اطيق زيارات يوم الأحد.. إلا أنك تضطر إلى ان «تُهش وتُبش» وجهك للطارق الذي يعمل لك مفاجأة بأن تفتح له الحاجز ليصف في الكاراج..
السيدة جاءت ومعها حبيبتها المحببة.. منذ دخولها قالت اعذريني على الزيارة.. وكم وددت ان لا تكوني في البيت لأخلصك من ازعاجي أولاً.. ولأرضي إبنتي ثانياً بزيارتك التي تلح عليها منذ الأمس..
وبضحكة لا تخلو من علامات العتب المرسومة على وجهي.. سألت: عسى ان يكون الموضوع خيراً في هذا الصباح الباكر..
إلتفت إلى ميساء سائلة: ما هي طلباتك إذا كانت من النوع الثقيل انتظري حتى أكمل قهوتي واستمع إلى ما تريدين.. قالت الصبية إبنة الـ17 سنة: «أنني سأجن لأعرف هل نحن العرب ضد بعضنا وهل انتهت الشهامة عند النّاس والمسؤولين والزعماء؟ وهل يجب كي نبقى ان تبقى دولنا الغنية ألعوبة بيد أميركا وإسرائيل؟ تصرف أموالها على دول بعينها وتدمرها تنفيذاً للاوامر المعطاة لها من أميركا؟
ما سر ان أميركا تدمر كل اقتصادات الدول العربية.. لتجعل شعوبها مهجرين فقراء.. يُهمش التعليم فيها وتُقتل الطاقات؟.. ثم صمتت وبدأت تبكي.. إحترمت بكاءها وأحضرت لها الماء لتشرب وتلتقط أنفاسها؟ ثم سألتها كل هذا قرأته على «الفايسبوك» وجئت بهذه الثورة؟ لماذا لم تسألي والديك؟
حبيبتي الشهامة موجودة عند العرب وكذلك الأنفة.. لكن إذا كان الزعماء يودون المحافظة على كراسيهم.. عليهم تنفيذ أوامر الخارج باختلاق عداوات تُدمر ولا تُعمر.. فيخسر هؤلاء الزعماء اموالهم على تدمير الدول الأخرى.. ويصبحون عالة فكرية ونفسية على شعوب أخرى.. قالت لم أفهم منك شيئاً..
حبيبتي ميساء إهتمي بدروسك وأنصحك بكتب التاريخ المتداولة في المدارس إدرسي في كتابك لتنجحي وفي الصيف خذي كتاباً صحيحاً تعرفين لماذا يجري هذا..
قالت تعلمنا المثل القائل: «أنا على أخي وأنا وأخي على إبن عمي وأنا وإبن عمي على الغريب» أليس العرب إخوة وأبناء عمومة؟!