بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 تشرين الثاني 2018 12:15ص إذلال

حجم الخط
لم تكن المرأة الحامل، على ابواب الولادة، تتوقع ان تمر بتجربة قاسية كادت ان تجعلها تلد وسط الشارع، ذنبها ان «طلق الولادة» جاء في توقيت خاطئ، مع التحضيرات لعيد الاستقلال، ولم تستطع صفارات سيارة الاسعاف ان تشق طريقاً لها وسط الزحمة التي سببتها تدريبات للجيش اللبناني للاحتفال بعيد الاستقلال، والمفارقة ان «الدرّاج» عندما حاول ان يفتح الطريق، لتصل المرأة الى المستشفى، وجد بعض العالقين في الزحمة متنفساً لهم للهرب باتباعه ما جعل الأمر اكثر سوءاً.
ليس الهدف التصويب على الجيش وحقه في الاحتفال بهذه المناسبة ككل عام، بل التصويب على هندسة الطرقات، فإن تعطلت مركبة او وقع حادث لا يقفل طريق واحد فقط بل يقفل البلد بأكمله، صحيح نحن في بلد كما يقولون «زبالة» وهو ما عبر عنه معظم العالقين «بالعجقة» موجهين شتى انواع الشتائم للمسؤولين لأن ما يحصل اذلال على مدى 365 يوماً في السنة.
الا ان المفارقة كانت في العالم الافتراضي، حيث انتشرت صورة لمنطقة الضاحية الجنوبية قرب ساحة شهداء المقاومة تخلو من زحمة السير في هذا اليوم «الموصوف»، وذيلت بسلسلة تعليقات ابرزت حجم الخلافات السياسية بين اللبنانيين، وكأن الاستقلال يخص فئة دون اخرى وكأن التحرير ايضاً يخص فئة دون اخرى، حتى وان جمعتهم المصائب فإن السياسة قادرة بمفعولها الجبار القهار على تفريقهم، فلا النصر يجمعهم ولا الاستقلال ولا حتى المصائب، وعلى رأي الشاعر «شعب اذا ضرب الحذاء برأسه صاح الحذاء بأي ذنب اضرب؟».


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!