بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

24 آذار 2018 12:19ص الصورة «النمطية»

حجم الخط
لفتتني رسالة جاءت من رقم غريب على «الواتس اب» لأحد العلماء يُوجّه فيها رسالة الى كل امرأة تحب زوجها وتريد ان تحافظ على سعادتها، فينصحها بأن تهتم بنفسها على كل المستويات شكلا ومضمونا (عبادة ونظافة وشياكة وطعاما وكلاما وحركات واساليب)، التفاصيل بسيطة ومعروفة لديك، ويحدد لها بعض العناوين من كسر للروتين وعدم الغيرة والتحبب اليه بكلمات وحركات، ولم ينسَ ان يذكرها بتدليعه ومغازلته، وكانت هذه النصائح ضمن محاضرة توجيهية ألقاها هذا العالم.
لفتتني الرسالة رغم ان النصائح ليست بجديدة، حتى الترويج لإطاعة الزوج وتدليله تطالعنا في المسلسلات واحاديث الامهات مع بناتهن، لكن لماذا يختار هذا العالم او البرامج الترويجية للذكورية ان يوجه النصائح للمرأة في وقت اصبحت العناوين الكبرى هي «ضرورة المساواة بين الجنسين» في كافة المجالات؟ وليس البحث هنا عن قدرة المرأة على القيام بأعمال محسوبة على الرجال، بل بهذه الصورة «النمطية» عن المرأة في مجتمعاتنا، فهل هذه النصائح يجب ان توجّه فقط للمرأة لأنها فقط المسؤولة عن السعادة المنزلية؟ أليس كل من الرجل والمرأة شريكين في المؤسسة الزوجية، وبالتالي مسؤولين عن نجاحها او فشلها؟
لكن لا يمكن ان ندقق هنا في لبنان بهذه المسألة كثيراً، حيث القوانين مجحفة بحق المرأة على اكثر من مستوى، ومنها على سبيل المثال منحها الجنسية لأولادها، فلماذا يُسمح للرجل بمنح الجنسية اللبنانية حتى لأولاد زوجته الأجنبية حتى ولو لم يكون هؤلاء أولاده؟ انه قانون اعوج مثل هذا البلد، كل شيء محسوب بالسياسة وليس بالعدل والإنصاف.

أخبار ذات صلة