بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

24 أيار 2018 12:10ص عداوة كار!!

حجم الخط

أما وكانت المتسوّلة المليونيرة.. ولأيام عدّة خلت حديث الناس.. ووصلت أخبارها إلى مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية.. فأعدّوا عنها التقارير والحلقات النقاشية وما إلى هنالك.. ناهيك عن حديث العوام والتمنيات التي أغدقها.. الشباب العامل أو العاطل.. لو كانت من نصيبه لكان «قبر الفقر»..
وبما أنّ «بني آدم» بطبعه «طمّيع.. وما بيملى عينو إلا التراب».. كان أنْ وقف «صاحبنا» بسيارته عند أحد تقاطعات الطرق.. حيث لوّحت له الإشارة الضوئية بلونها الأحمر.. وما هي إلا ثوانٍ حتى انطلقت جحافل المتسوّلين.. على اختلاف الجنس والعمر و«سبب الشحادة».. يستوفون رزقهم من بين السيارات وركّابها.. 
فتح «صاحبنا» زجاج نافذة السيارة.. وإلى المتسوّلة العشرينية التي تستعطيه.. بكل ما أُوتيت من دعوات تحنّن الحجر قبل القلب.. وتُدمي الأفئدة على حالها.. قال: «روحي لعند النقيبة تبعكن.. خلّيها تعطيكي».. فنظرت إليه باستغراب وسألت: «شو يعني؟!».. فردّ عليها: «الشحّادة تبع البربير.. معلّمتك».. ورفع رجاج السيارة إلا قليلاً..
وما هي إلا لحظات أسرع من وميض البرق.. حتى راحت المتسوّلة الشابة تكيل ما استطاعته.. من عبارات الشتم والقدح والذم ضد المتسوّلة المليونيرة.. متهمة إياها بقطع رزقها وزملائها «الشحّادين».. وتشويه صورتهم ونعتهم بالكذب.. و»نحن فقرا مساكين.. الله يغمّقلها بهدلتنا.. من وين بدنا ناكل؟.. كيف بدنا نعيش بعد هالصيت العاطل؟.. هالـ....»..
وإذ أعلنت الإشارة الضوئية بضرورة المسير.. مسلّطة ضوءها الأخضر على أجواء الواقعة.. كان «صاحبنا» يضحك من فرط قلبه.. على «عداوة الكار.. وصراخ الفُجّار»..
فوالله الذي لا إله إلا هو.. الفقير يتعفّف ويربأ أنْ يمد يده إلى هذا وذاك.. وإذا ما دفعته الحياة مكرهاً للطلب.. تراه يطلب بخجل واستحياء.. واعتذار آلاف المرّّات قبل الإقدام على خطوته.. و»لو كان الفقر رجلاً لقتلته».. رضوان الله على «باب مدينة العلم» سيدنا الإمام علي بن أبي طالب متى قالها!!..



أخبار ذات صلة