بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

6 آذار 2021 12:00ص مذلّة!!

حجم الخط
«لم تمر علينا ايام كهذه الايام» تقول المرأة الستينية، وهي تنظر الى الناس في السوبر ماركت، يتناتشون اكياس الحليب والسكر والنسكافيه. المواد المدعومة من الدولة، وتضيف: «مرت علينا حروب وأزمات، لكن لم نصل الى وقت تسوّلنا المواد الغذائية بمصرياتنا.. انظري يا ابنتي» تقول للشابة الواقفة امامها: «إنّها علامة على اننا وصلنا الى الحضيض، الناس سيقتلون بعضهم للحصول على مواد مدعومة لأنهم لا يستطيعون شراء غير المدعوم. لقد اوصلنا حكّامنا الفاسدون الى الدرك الاسفل بين الدول «يا عيب الشوم».. اصبحنا نتسوّل قوتنا. أكلوا خبزنا مع شركائهم التجار ويرمون لنا كسرة منه».

وعلى بُعد امتار يقف شاب يتأمل المشهد ويتمتم: «لا افهم كيف يتقاتلون على كيس حليب او سكر ويتركون المجرمين الذين سرقوهم يتمتّعون برغد العيش. إنّه شعب يستحق المذلة، لأنّ مَنْ لا يدافع عن حقوقه هو جزء من هذه المنظومة الفاسدة، والساكت عن الحق شيطان أخرس، وما أكثر الشياطين في بلادنا بدءاً من المسؤول بأعلى المراتب وصولا الى الموظف الفاسد والتاجر الفاجر».

يرد صديقه: «لا تلم الناس لقد مرت عليهم أيام صعبة، وهذا الذل الذي تراه ليس للفوز بكيس حليب او سكر، بل لإبعاد شبح الجوع عن اطفالهم بأقل كلفة ممكنة بعدما اصبحت «معاشاتهم» لا تساوي بأقصى درجاتها الـ100 دولار. كل يوم يتحفنا الاعلام بأنّنا سنصل الى المجاعة. إنّها ردة فعل طبيعية لمَنْ عاش أسوأ أنواع الحروب والأزمات، ولكن أنا أؤيدك أن البوصلة يجب أن تُصحّح مثلاً بدل قطع الطرق على بعضنا أو التناتش على كيس حليب، فليتحد الشعب ويهاجم منظومة الفساد في عقر دارهم، لكننا بصرحة يا صديقي لم نصل بعد الى سن الرشد الوطني».

أخبار ذات صلة