بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

19 شباط 2019 12:05ص مهزلة جلسة الثقة؟!

حجم الخط
دخلت إحدى الزائرات للاطمئنان على صحتي ضاحكة باسمة.. وعوض السؤال عن أحوالي قالت: ما هذه المهزلة التي تجري في مجلس النواب؟.. الجميع يتحدّث عن الفساد والمحسوبية، وكأنّهم يحمّلون الشعب عاهاتهم.. بالله عليك لم أفهم فحوى كلامهم، وهم نوّاب الشعب.. والشعب يضرب كفّاً بكفٍ نتيجة آلامه الاقتصادية والمعيشية والصحية والتعتيم الكهربائي.. انتظرتني أنْ أردَّ عليها.. لكنّني ظللت صامتة.. وكأنّه كمفتاح انتخابي لم تستفد في الانتخابات الماضية.. وتساعد مَنْ يمتص ويستلب قوت النّاس..
وقبل أنْ تخرج قالت: إذا علمتِ أنّ الحكومة ستأخذ الثقة أخبريني.. قلتُ: أنا في هذه الأيام لا أرى ولا أسمع، وإنّما أعيش مع وجعي الشخصي..
حتى العوام والذين يعيشون على الهامش.. فعلاً ملّوا من جلسة منح الثقة.. رغم أنّ النجوم جميعاً محسوبون على التيارات المتناتشة في السياسة والمحاصصة وتجويع النّاس وإحلال العتمة..
فعلاً.. التكليف لرئيس الحكومة امتد على مدى ثمانية أشهر وقرابة الأسبوع.. والسبب التحاصص في الوزارات.. ووضع هذا التيار أو ذاك العصي في دواليب التأليف.. ومرّت تلك الشهور بلعبة يا طالعة يا نازلة التي لعبناها يوم كنّا أطفالاً.. والحكومة جاءت على مستويات التيارات.. كما هو التمثيل النيابي.. إذاً لماذا صال النوّاب وجالوا.. ليخبرونا مَنْ يسرق البلد؟ مَنْ يتحاصص بالمال العام؟ مَنْ يتلقى الرشاوى والإتاوات؟.. طبعاً سيدفع الثمن المواطنون، والوسطاء بين الدافع والمدفوع له لقاء عمولة.. لماذا نوّاب الأمّة لا يعودون إلى ضمائرهم ويكفّوا عن «اللع» الكلامي في أحاديثهم عن الفساد؟ لماذا لا يخرجون مع الشعب ويقولون كلمتهم إذا كانوا شرفاء ويحسّون بمآسي الشعب؟..
مرّت التمثيلية ووُلِدَتْ الحكومة.. على المتحاصصين السياسيين أنْ يتركوها تعمل وفقاً للمصلحة وليس وفقاً لأهواء كل منهم؟!


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!