بعد حوالي شهرين من توقيع البلدين اتفاقا لتطبيع العلاقات في واشنطن. اتفق وزيرا خارجية إسرائيل والبحرين امس على تبادل فتح السفارات في المنامة وتل أبيب، وذلك في الوقت الذي يتطلعان فيه لتعزيز التعاون الذي روجت له واشنطن باعتباره تحالفا مناهضا لإيران ينطوي على مكاسب اقتصادية.
وقال عبد اللطيف الزياني وزير خارجية البحرين في أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤول من بلاده لإسرائيل إن نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي سيزور المنامة في كانون الأول.
وقال الزياني «كان من دواعي سروري أن أنقل إلى الوزير أشكنازي طلب مملكة البحرين الرسمي بفتح سفارة في إسرائيل وأن أبلغه بالموافقة على طلب إسرائيل بفتح سفارة في المنامة. وهي عملية أتمنى أن تمضي قدما بسرعة نسبيا الآن».
وقال أشكنازي متحدثا في وزارة الخارجية الإسرائيلية مع الزياني إنه يأمل أن تقام مراسم افتتاح السفارتين في نهاية 2020.
قال أشكنازي إن المواطنين البحرينيين سيمكنهم، اعتبارا من نهاية 2020، التقدم بطلبات على الإنترنت للحصول على تأشيرات لدخول إسرائيل وسيبدأ قريبا تسيير رحلات طيران مباشرة.
ووصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعد ظهر امس إلى القدس بالتزامن مع الزيارة الأولى لوزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني الى إسرائيل، بينما يثير احتمال توجه الوزير الأميركي الى مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة استياء في الشارع الفلسطيني.
وتندرج زيارة بومبيو إلى إسرائيل ضمن جولة أوروبية وشرق أوسطية قادته إلى باريس وتركيا وجورجيا.
ووصل وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني امس إلى تل أبيب في أول زيارة رسمية لمسؤول بحريني كبير.
وأكد الزياني خلاء لقاء جمعه بنظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي، على أن هذه الزيارة «التاريخية ما هي إلا خطوة أولى نحو شرق أوسط أفضل وأكثر أمنا وازدهارا».
ووقعت كل من البحرين والإمارات في 15 أيلول الماضي، اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في حديقة البيت الأبيض.
وعقد قمة ثلاثية تجمع بومبيو بنظيره البحريني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيناقش خلالها ملف تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
وقال بومبيو في مؤتمر صحفي أميركي بحريني إسرائيلي مشترك، «إن الولايات المتحدة ساعدت في تحقيق اتفاقيات السلام الأخيرة».
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن السلام مع البحرين يقوم على أسس سليمة.
وتابع «دعم الرئيس ترمب القوي ساهم في التوصل للسلام مع البحرين»، مشيرا إلى أنه تم إنجاز 3 اتفاقيات سلام في 6 أسابيع.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية عبد اللطيف بن راشد الزياني «متفائلون بتحقيق ما تم الاتفاق عليه مع إسرائيل».
وأضاف «نثمن دور الولايات المتحدة في إنجاز اتفاقيات السلام، ونتطلع إلى بدء الرحلات الجوية بين البحرين وإسرائيل «.
معلناً عن بدء الرحلات الجوية بين البحرين وإسرائيل في ديسمبر.
وتابع «التعاون الحيوي بين البحرين وإسرائيل سيمهد الطريق لفجر جديد «، داعياً إلى استئناف مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين.
وقال «يجب العمل من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، مضيفاً «دعونا نحقق سلاما يجلب الازدهار للشرق الأوسط»..
وفي حين لن يجتمع بومبيو مع أي مسؤول فلسطيني، ذكرت صحف إسرائيلية أنه قام بزيارة مستوطنة «بساغوت» في الضفة الغربية المحتلة، وتحديدا مصنع للنبيذ فيها. ولم يؤكد الجانب الأميركي ولا إدارة مصنع النبيذ الزيارة التي ستكون الأولى لوزير خارجية أميركي لمستوطنة في الضفة الغربية.
وقبل عام بالتحديد، قال بومبيو إنّ الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، غير قانونية.
وكان مصنع نبيذ بساغوت في صلب قرارٍ أوروبّي يفرض عليه وضع علامة على منتجاته تفيد بأنها تأتي من مستوطنات في أراض محتلة.
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، زيارة بومبيو «لمستعمرة بساغوت المقامة على أراضي البيرة، إمعانا في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني».
وأكد اشتية أن هذه الزيارة «لن تعطي أية شرعية للمستوطنات» داعيا العالم إلى مقاطعة بضائع المستوطنات.
على الأرض، عقد فلسطينيون يصفون أنفسهم بأنهم أصحاب الأراضي التي بنيت عليه مستوطنة «بساغوت» أو «جبل الطويل»، مؤتمرا صحافيا احتجاجا على زيارة بومبيو المرتقبة. واعتبر عضو بلدية البيرة منيف طريش الزيارة بأنها «جريمة.. لأنه يناقض بذلك الشرعية الدولية».
وأضاف «ما يحاول السيد بومبيو فعله هو إضفاء الشرعية على أنشطة المستوطنات في الضفة الغربية وهذا ضد كل القواعد الدولية».
وأكد طريش على أن «الأرض المسروقة ليست موقعًا سياحيًا، الكرم الذي زرعه أحد المستوطنين ومصنع النبيذ الذي تم إنشاؤه هناك يقعان على أراض فلسطينية خاصة، لدينا جميع الوثائق التي تثبت أن جميع الأراضي هي ملك للشعب الفلسطيني».
(أ ف ب)