بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

18 حزيران 2019 01:16ص طهران تهدد بزيادة التخصيب.. وواشنطن تدعو العالم لمواجهة «ابتزازها النووي»

روحاني يحث الاوروبيين على منع انهيار الاتفاق.. والجيش الايراني «لا يخشى» إغلاق مضيق هرمز

ناقلات نفط تتحرك في بحر عمان عقب الهجوم الاخير (أ ف ب) ناقلات نفط تتحرك في بحر عمان عقب الهجوم الاخير (أ ف ب)
حجم الخط
قالت إيران امس إنها ستتجاوز الحدود المتفق عليها دوليا بخصوص مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب خلال عشرة أيام في خطوة من المرجح أن تؤجج التوتر مع واشنطن التي دعت العالم  إلى «عدم الخضوع للابتزاز النووي» الايراني، وإن كانت طهران قالت إنه لا يزال هناك وقت أمام الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي التاريخي، ابدت هذه الدول مخاوفها من الخطوة الايرانية.

في الاثناء ابدى الجيش الايراني استخفافه بمسألة اغلاق مضيق هرمز امام الملاحة الدولية مؤكدا انه لا يخشى ذلك وسيفعلها علنا امام الملأ بحال اراد ذلك. وذلك في رد مباشر على تأكيد واشنطن امس انها ستضمن حرية الملاحة في المضيق بكافة الوسائل. 

وأعلن الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية امس أن احتياطات اليورانيوم المخصب لدى إيران ستتجاوز اعتبارا من 27 حزيران الحدود التي ينص عليها الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني الموقع في 2015.

 وقال بهروز كمالوندي في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الإيراني مباشرة «اليوم بدأ العد العكسي لتجاوز ال300 كلغ لمخزونات اليورانيوم المخصب، وخلال عشرة أيام أي في 27 حزيران ، سنتجاوز هذه الحدود».

وقال كمالوندي في مؤتمر صحفي بمفاعل أراك النووي الإيراني الذي يعمل بالماء الثقيل والذي توقف العمل فيه بموجب الاتفاق إن طهران ستعيد بناء المنشأة الموجودة تحت الأرض حتى تعمل من جديد. ويمكن استخدام الماء الثقيل في المفاعلات لإنتاج البلوتونيوم وهو وقود يستخدم في صنع رؤوس حربية نووية.

من جهته، قال نائب كبير بالبرلمان الإيراني لوكالة فارس للأنباء أن الجمهورية الإسلامية ستنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي ما لم تنقذ القوى الأوروبية اتفاقا نوويا منفصلا انسحبت منه واشنطن العام الماضي.

وقال مجتبى ذو النور الذي يرأس اللجنة النووية بالبرلمان «لا يوجد وقت كثير على نهاية إنذار الستين يوما الذي وجهته إيران للأوروبيين لإنقاذ اتفاق (2015). بعد ذلك ستعلق إيران تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي».

  بالمقابل ، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية امس العالم إلى «عدم الخضوع للابتزاز النووي» الايراني . 

وقالت مورغان أورتاغوس «يجب ألا نخضع للابتزاز النووي. نواصل دعوة النظام الايراني للامتثال لالتزاماته تجاه المجتمع الدولي». 

 من جهته، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ن إن خطة إيران لتجاوز حدود التخصيب النووي «ابتزاز نووي» ويجب مواجهتها بمزيد من الضغوط الدولية.

وقال غاريت ماركيز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي «خطط التخصيب الإيرانية ممكنة فقط لأن الاتفاق النووي المروع لم يؤثر على قدراتها ... لقد أوضح الرئيس ترامب أنه لن يسمح لإيران مطلقا بتطوير أسلحة نووية. يجب أن يواجه الابتزاز النووي للنظام بضغوط دولية متزايدة».

 وحثت إسرائيل، القوى العالمية على زيادة العقوبات على طهران بسرعة إذا ما تجاوزت حد تخصيب اليورانيوم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انه القوى العالمية على الإسراع في فرض مزيد من العقوبات على إيران إذا ما مضت قدما في خطة لتجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق النووي لعام 2015.

 وأضاف نتنياهو «على أي حال إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية» مكررا تهديدا قديما، وإن كان مستترا، بالقيام بعمل عسكري استباقي.

وفي مؤشر على القلق بسبب ما أعلنته إيران، حثت ألمانيا طهران على الوفاء بكل التزاماتها بموجب الاتفاق المبرم عام 2015. 

وذكر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني أن الاتحاد الأوروبي لن يرد على أي انتهاك إيراني لاتفاق 2015 النووي إلا إذا حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذلك رسميا.

وقالت موغريني في مؤتمر صحفي بعد اجتماع دوري لوزراء خارجية الاتحاد «تقييمنا يستند إلى تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليس إلى البيانات. حتى الآن إيران ملتزمة، ونتوقع ونأمل أن تستمر على ذلك».

وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس عن أسفه بشأن الإعلان الإيراني، لكنه أوضح أن باريس ستجري مشاورات مع إيران وشركائها لتفادي أي تصعيد آخر بالمنطقة.

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني «أعبر عن أسفي للإعلان الإيراني لكن مثلما أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن إيران تحترم التزاماتها ونشجعها بقوة على التحلي بالصبر وبالمسؤولية».

 وقالت بريطانيا إنها ستبحث «جميع الخيارات» إذا انتهكت إيران الحدود المنصوص عليها في الاتفاق.

 وقال الكرملين إن إيران ملتزمة تماما حتى الآن بالقيود المتفق عليها دوليا لتخصيب اليورانيوم وإن موسكو ليست على علم بأي بيان يشير إلى أن إيران تعتزم الكف عن هذا.

بدوره دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق إلى تعزيز جهودها لإنقاذ الاتفاق الذي قال إن انهياره لن يكون من مصلحة المنطقة أو العالم.

ونقل عن روحاني قوله خلال اجتماع مع السفير الفرنسي الجديد لدى إيران «إنها لحظة حاسمة ولا يزال بوسع فرنسا العمل مع موقعين آخرين على الاتفاق ولعب دور تاريخي لإنقاذه في هذا الوقت القصير للغاية».

 وفي ما يتعلق بالهجمات علي ناقلات النفط في بحر عمان،  أبدت دول الاتحاد الاوروبي حذرا في تحديد المسؤوليات عن الهجمات على ناقلتي نفط الاسبوع الماضي في مياه الخليج، رافضة خلافا للندن تبني اتهامات واشنطن لإيران. 

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لدى وصوله الى اجتماع مع نظرائه في لوكسمبورغ، «إن قرارا كهذا ينبغي اتخاذه بأكبر قدر من الانتباه.  

أعرف التقييم الذي أجرته أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية، لكن في ما يتعلق بنا، لم نتخذ بعد هذا القرار. يجب أن نكون حذرين للغاية ونجمع مزيدا من المعلومات». 

كذلك صرح الوزير الفنلندي بيكا هافيستو «من الضروري الحصول على كل الأدلة».قبل استخلاص الاستنتاجات. ولم يشارك في هذا الاجتماع الوزراء الفرنسي جان-ايف لو دريان والبريطاني جيريمي هانت والبلجيكي ديدييه ريندرز.

 وكان رئيس الأركان الإيراني الميجر جنرال محمد باقري نفى مسؤولية إيران عن الهجمات وقال إنه إذا قررت الجمهورية الإسلامية إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي فإنها ستفعل ذلك علنا.

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن رئيس الأركان الإيراني الميجر جنرال محمد باقري قوله «فيما يتعلق بالحوادث الجديدة في الخليج ... إذا قررت جمهورية إيران الإسلامية تعطيل صادرات النفط عبر مضيق هرمز فجيشها قوي بما يكفي ليفعل ذلك بشكل كامل وعلى الملأ».

(ا.ف.ب-رويترز)