بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

16 أيلول 2019 12:20ص هجوم أرامكو: بومبيو يتّهم إيران ويلمّح لأجواء العراق

منشأة نفط تابعة لأرامكو قرب منطقة الخرج جنوب الرياض (أ ف ب) منشأة نفط تابعة لأرامكو قرب منطقة الخرج جنوب الرياض (أ ف ب)
حجم الخط
أدانت الأمم المتحدة أمس الهجوم الارهابي الذي تعرضت له منشأتان نفطيتان في السعودية ودعت الأطراف المعنية إلى منع حدوث أي تصعيد فيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب «استعداد بلاده للتعاون مع المملكة في كل ما يدعم أمنها واستقرارها»، حسبما أوردت وكالة الانباء السعودية (واس) أمس الأول في وقت وجّه وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الاتّهام لإيران.

لكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكد خلال الاتصال مع ترامب بأن «للمملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه». 

وقال البيت الأبيض في بيان عقب الاتصال الهاتفي إنّ «الولايات المتحدة تدين بشدّة هجوم اليوم على البنية التحتيّة الحيويّة للطاقة». 

وأضاف أن «أعمال العنف ضدّ المناطق المدنيّة والبنية التحتيّة الحيويّة للاقتصاد العالمي تؤدّي فقط إلى تعميق النزاع وانعدام الثقة». 

وأبلغ ترامب وليّ العهد السعودي «دعمه (حقّ) السعودية في دفاعها عن نفسها»، وذلك في أعقاب بيان سابق أصدرته الرياض جاء فيه أنّ ولي العهد أبلغ ترامب بأنّ المملكة «مستعدّة وقادرة» على الردّ على الهجمات. 

وأضاف البيان الأميركي أنّ «حكومة الولايات المتحدة تُراقب الوضع وتبقى ملتزمة ضمان استقرار أسواق النفط العالميّة وتزويدها بالموارد الكافية». 

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش في بيان «يدين الأمين العام هجمات  السبت (أمس الاول) على منشأتي النفط التابعتين لأرامكو في المنطقة الشرقية بالسعودية، والتي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها».

وأضاف:«الأمين العام يدعو كل الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ومنع حدوث أي تصعيد في ظل تصاعد التوتر وإلى الالتزام الدائم بالقانون الدولي الإنساني».

وتبنى المتمردون الحوثيون المدعومون من طهران في اليمن هجمات السبت. 

وكانت وزارة الطاقة السعوديّة أعلنت أمس الاول أنّ الهجوم بطائرات مسيّرة على منشأتين نفطيّتين في السعوديّة أدّى إلى توقّف «موقّت» للإنتاج في هذين الموقعين، وهو ما أثّر على نحو نصف إنتاج شركة أرامكو الوطنيّة. 

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، في بيان نشرته (واس)، إنّ الهجوم نتج عنه «توقّف عمليّات الإنتاج في معامل بقيق وخريص بشكل مؤقّت». 

وأضاف أنّ الهجوم أدّى إلى «توقّف كمّية من إمدادات الزيت الخام تُقّدر بنحو 5،7 مليون برميل، أو حوالي 50٪ من إنتاج» أرامكو. 

وأكد وزير الطاقة أن المملكة ستلجأ إلى استخدام مخزوناتها النفطية الكبيرة لتعويض عملائها.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين الناصر إنّه «يجري حاليًا العمل على استرجاع كمّيات الإنتاج، وسيتمّ تقديم معلومات محدّثة حول ذلك خلال الـ48 ساعة القادمة». وأضاف:«لا توجد إصابات (...) بين العاملين».

وكثفت السعودية أمس الجهود لإعادة تشغيل المنشأتين اللتين تعرضتا للهجوم.

من جانبه أشار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بإصبع الاتهام مباشرة إلى طهران، منوهًا إلى عدم وجود أدلة على أن هذا «الهجوم غير المسبوق على إمدادات الطاقة العالمية» انطلق من اليمن. 

وكتب بومبيو على تويتر «ليس هناك دليل على أنّ الهجوم شُنّ من اليمن»، مضيفاً انّ «إيران شنّت هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالميّة». 

وأضاف: «ندعو كلّ الدول إلى التنديد بشكل علني وقاطع بهجمات إيران» وتناقلت بعض وسائل الاعلام، بينها «سي إن إن» و«وول ستريت جورنال»الأميركيتان معلومات تفيد أن طائرات مسيرة أو صواريخ طراز «كروز»، أطلقت من الشمال وليس من الجنوب، في إشارة للعراق أو إيران.

واستدعت تصريحاته رداً غاضبا من طهران التي قال الناطق باسم وزارة خارجيتها عباس موسوي إن «هذه الاتهامات ووجهات النظر (الأميركية) الباطلة وغير اللائقة تأتي في سياق دبلوماسي غير مفهوم ولا معنى له». 

واعتبر أن هدفها تشويه صورة الجمهورية الإسلامية والتمهيد «لاجراءات في المستقبل» قد تتخذ بحقها. 

وحذر قائد بارز بالحرس الثوري من أن الجمهورية الإسلامية مستعدة لحرب «شاملة».

من جهته نفى العراق في بيان أمس أي علاقة له بالهجوم الإرهابي. 

وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إن «العراق ينفي ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام اراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعوديّة بالطائرات المُسيّرة». 

واضاف ان العراق «يؤكد التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه»، مؤكدا أن «الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول إنتهاك الدستور». 

وفي وقت لاحق قالت مستشارة البيت الابيض كيليان كونواي أمس أنها واشنطن مستعدة للتحرك في حالة أي هجوم إيراني على السعودية.

واعلنت أن وزارة الطاقة الأميركية مستعدة للسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، بعد هجمات على منشأتين نفطيتين سعوديتين، وذلك إذا اقتضت الحاجة من اجل استقرار إمدادات الطاقة العالمية.

ولم تستبعد، في مقابلة مع برنامج «فوكس نيوز صنداي»، إمكان عقد اجتماع بين الرئيس دونالد ترامب، ونظيره الإيراني حسن روحاني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكنها قالت إن هجمات أرامكو «لم تساعد» في هذا الصدد.

ودان وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات وبالإجماع استهداف شركة أرامكو السعودية في بقيق وخريص في شرق المملكة، وذلك على هامش اجتماعهم الطارئ أمس في جدة، الذي خصص لمناقشة «إعلان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نيته ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة». 

ونقلت (واس) عن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، قوله «إن الوزراء عبروا عن إدانتهم للحادثة الإرهابية، ونوهوا بالبيانات الرسمية الصادرة من الدول الأعضاء وغير الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية التي دانت واستنكرت هذه الاعتداءات المؤدية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة والمنطقة، واستهداف إمدادات الطاقة العالمية والاقتصاد العالمي».

الى ذلك ندد دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني أمس بالهجوم الارهابي ووصفه بأنها محاولة لتعطيل إمدادات النفط العالمية.

وقال راب على تويتر «كانت محاولة طائشة للإضرار بالأمن الإقليمي وتعطيل إمدادات النفط العالمية. المملكة المتحدة تندد دون تحفظ بمثل هذا السلوك بشدة».

وأضاف أنه تحدث في هذا الأمر في وقت سابق مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

ودانت دول خليجية وعربية، وهيئات ومنظمات عربية وعالمية الهجوم الإرهابي على منشأتي تابعتين لشركة «أرامكو» مؤكدة تضامنها الكامل مع السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

وأدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات استهداف معملين تابعين لشركة أرامكو معتبرة أن هذه الهجمات تُعد تصعيداً خطيراً، مؤكدة تضامن الجامعة العربية بشكل كامل مع المملكة العربية السعودية، وتأييدها للإجراءات كافة التي تتخذها المملكة من أجل تأمين أراضيها في مواجهة هذا العدوان.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية  في بيان على «تضامن مصر حكومةً وشعباً مع حكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة، ودعم الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضد محاولات استهدافها، وفي سبيل التصدي لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف».

وأدانت الحكومة الأردنية  الهجوم الإرهابي الآثم بطائرات بدون طيار «درون». 

من جهتها قالت الحكومة الكويتية عقب اجتماع أمني أمس أن «رئاسة الاركان الكويتية تعمل بتنسيق مباشر ومستمر مع الاشقاء في القوات المسلحة السعودية والدول الشقيقة والصديقة بعد العمليات التخريبية لمنشآت نفطية داخل المملكة».

(أ ف ب - رويترز - واس)