بيروت - لبنان

اخر الأخبار

بوابة العالم

28 تشرين الأول 2020 07:31ص «دايلي بيست» تفضح «إف بي آي»: إرهاب العنصريين البيض هو الخطر الرئيسي على أميركا

حجم الخط

كشف موقع ديلي بيست ( The Daily Beast ) الأميركي أن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي FBI) سيخفي تقريرا يتضمن تفاصيل حول الخطر الإرهابي الذي يمثله دعاة تفوق العرق الأبيض داخل الولايات المتحدة.

واعتبر الموقع أن عدم الكشف عن هذا التقرير المطلوب قانونيا بشأن الإرهاب الداخلي قبل انتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل يُعد خرقا للقانون.

وكان من المفترض أن ينشر المكتب تقريره في يونيو/حزيران الماضي والذي يتضمن كماً هائلا من المعلومات، غير متاحة في الوقت الراهن، حول الإرهاب المحلي، وهو تصنيف يندرج تحته عنف أنصار تفوق العرق البيض.

ويتعين على مكتب التحقيقات الفدرالي -بموجب قانون إقرار الدفاع الوطني- تحديد أشكال الإرهاب المحلي والأيديولوجيات ذات الصلة بهذا النوع من الإرهاب، وما الذي يفعله المكتب وشركاؤه لمكافحته.

وفي حين درج الرئيس الأميركي دونالد ترامب "زورا" على وصف الأضرار التي ألحقها اليساريون بالممتلكات أثناء تظاهراتهم بأنها "أعمال إرهابية"، فإن الشك يزداد بأن مكتب التحقيقات الفدرالي يسعى لمنع الجمهور الأميركي من معرفة حجم مصدر الخطر الإرهابي الأول في البلاد قبل انتخابات قد تكتنفها أعمال عنف بسبب هذا الخطر نفسه.

وأشار موقع ديلي بيست -في تقريره- إلى أن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي على خلاف مع ترامب، وهو ما جعل النائب الديمقراطي بيني تومسون -الذي يرأس لجنة الأمن الوطني بمجلس النواب- يعتقد أنه من غير المحتمل أن تنظر الإدارة الأميركية الحالية بإيجابية إلى تقرير إف بي آي.

مسيرة لأنصار جماعة "براود بويز" اليمينية المتطرفة بولاية أوريغون (الأناضول)
الإرهابيون الحقيقيون

ويرى تومسون أنه من الضروري أن يعرف الشعب الأميركي من هم "الإرهابيون الحقيقيون في هذا البلد استنادا إلى معلومات مكتب التحقيقات الاستخباراتية"، معربا عن اعتقاده بأن كريستوفر راي "إذا ما خاض في هذا الأمر فقد يغرق أو يُفصل من عمله".

ومن المفترض أن يتضمن التقرير -الذي جرى إعداده بموجب قانون إقرار الدفاع الوطني- تفاصيل كاملة عن أعداد العملاء ومحللي البيانات الاستخباراتية الذين أسند إليهم مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الأمن الوطني مهام التعامل مع الإرهاب المحلي، وحوادث العنف التي وقعت منذ عام 2009، انتهاء بتصنيف الإرهاب المحلي وعلاقته بالتهديدات الأخرى.

كما يفترض أن يفصل الأسباب التي تحتم "ضرورة تغيير المسؤولين أو الأدوار أو حجم الموارد والمسؤوليات داخل الحكومة الاتحادية بما يمكن من التصدي بشكل أكثر فاعلية لأنشطة الإرهاب المحلي".

 

وفي جلسة استماع أمام لجنة الأمن الوطني بمجلس النواب، وصف كريستوفر راي عنف دعاة تفوق العرق الأبيض بأنه يشكل "النصيب الأكبر" من الإرهاب المحلي.

واعتبر موقع ديلي بيست أن ذلك الوصف بمثابة "إقرار غير مباشر بأن إرهاب العنصريين البيض، وليس الإرهاب الجهادي، هو الخطر الإرهابي الرئيسي الذي تواجهه الولايات المتحدة في عام 2020".

ويضيف أنه يجب أن يكون واضحا أن إرهاب العنصريين البيض مستمد من 400 عام من التاريخ الأميركي، وليس ثمة شكل آخر من الإرهاب يماثل الأميركي في شدة فتكه ومرونته وجوهره.

ولفت تقرير ديلي بيست إلى نجاح "إف بي آي" مؤخرا في إحباط مؤامرة لاختطاف حاكمة ميشيغان الديمقراطية غريتشن ويتمي، مؤكدا أن حملات أجهزة إنفاذ القانون ضد المتطرفين البيض باتت في اطراد، وآخرها تهم وجهت الأسبوع الماضي لأفراد عصابة من العنصريين البيض تنشط في 3 ولايات أميركية.

وتقول إليزابيث نيومان التي عملت مساعدة لوزير الأمن الوطني لشؤون مكافحة الإرهاب خلال الفترة من مارس/آذار 2018 إلى أبريل/نيسان 2020، إنه لا يساورها أدنى شك في أن مكتب التحقيقات الفدرالي على دراية تامة بكل الحالات من هذا النوع.

ويرى مايك جيرمان، عميل إف بي آي السابق الذي تسلل إلى وسط جماعات العنصريين البيض واعتقل عددا منهم في تسعينيات القرن الماضي، أن على أجهزة إنفاذ القانون "إن كانت تقوم بعملها على الوجه الصحيح أن تثبت ذلك بأن تلتزم بالإفصاح عن المعلومات المطلوبة".

ويردف قائلا "إن تلك الأجهزة تخفي المعلومات، مما يدفعني للقول إن تصريحات مسؤوليها -رغم تقديري لها- ما هي إلا اعتراف بما هو واضح".

ووفقا لديلي بيست، فإن عددا من قدامى العاملين في أجهزة الأمن القومي الأميركي يحذرون من احتمال وجود خطر داهم يتمثل في أعمال عنف يشنها عناصر من المتطرفين البيض بالتزامن مع الانتخابات، وبتحريض من ترامب نفسه الذي يدعي أن الديمقراطيين يخططون لسرقة الانتخابات.

وتتوقع إليسا سلوتكين، النائبة الديمقراطية بمجلس النواب والمحللة السابقة بوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي CIA) حدوث اضطرابات من هذا النوع، إلا أنها تعتقد أن العنف لن يكون على نطاق واسع.

ويؤكد الموقع الإخباري الأميركي أن النقاشات التي تدور في أروقة مكتب التحقيقات الفدرالي حول إرهاب العنصريين البيض تتسم بـ"المواربة وعدم الشفافية والغموض".

ويصنف المكتب نزعة تفوق العرق الأبيض العنصرية ضمن 11 فئة فرعية للإرهاب المحلي "المرصود"، إلا أن إعادة تنظيم روتينية أدرجتها مؤخرا ضمن تصنيف أوسع أسمته "التطرف العنيف بدوافع عنصرية".

ويوحي هذا التصنيف أن إرهاب العنصريين البيض يماثل التطرف العنيف من غير البيض "الذي ليس له وجود" أصلا، برأي ديلي بيست.

ديلي بيست كشف عن وجود محاولات لتخفيف خطورة إرهاب المتطرفين البيض في الولايات المتحدة (رويترز)
أولوية منخفضة

وفي الآونة الأخيرة وبالتحديد منذ عام 2018، اعتبر مكتب التحقيقات الفدرالي اليمين المتطرف أنه يمثل "أولوية منخفضة"، لكن 2019 كانت سنة حاسمة في تفاقم أعمال عنف هذه الفئة.

وتظهر إحصائيات جزئية -تضمنها تقرير من وزارة الأمن الوطني- أن العنصريين البيض كانوا وراء نصف الهجمات العنيفة (وعددها 16) التي ارتكبت في عامي 2018 و2019، ونُسبت جميعها لمتطرفين محليين، وأسفرت عن مقتل 39 شخصا من إجمالي 48.

ونقل موقع ديلي بيست عن مسؤول بمكتب التحقيقات القول إنهم اعتقلوا 107 أشخاص "خضعوا للتحقيق في مواضيع تتعلق بالإرهاب المحلي" عام 2019، دون أن يحدد عدد العنصريين البيض من بين هؤلاء، كما اعتقلوا 121 عنصرا من عناصر الإرهاب الدولي.

وأضاف المسؤول أن المكتب اعتقل في العامين السابقين عددا من الأشخاص خضعوا لتحقيق يتعلق بالإرهاب المحلي أكبر مما اعتُقلوا في أعمال تتصل بالإرهاب الدولي.

وتلوم فرحانة خيرا، المديرة التنفيذية لمنظمة "المدافعون المسلمون"، مكتب التحقيقات الفدرالي على استهدافه المسلمين. وقالت إن المكتب ظل ردحا من الزمن يثير الشكوك حول الجاليات الأميركية المسلمة في طول البلاد وعرضها.

وأكدت أن إف بي آي "يقوم بتحديد وتحليل العمليات التجارية للمسلمين، ويتسلل إلى دور عبادتهم، ويلقن صغار عملائه بأن الإسلام هو مصدر التهديد الإرهابي للبلاد".

وتابعت قائلة "ظللنا نسمع الكثير من أجهزة إنفاذ القانون طوال العقدين الماضيين عن جهودها لفهم دوافع الجماعات الإسلامية وأساليب تجنيدها وعملها، لكننا لم نسمع قط شيئا عندما يتعلق الأمر بمجموعات تفوق العرق الأبيض".

المصدر : ديلي بيست